قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج، خالد مشعل، إن هناك ثلاثة عناصر في تشخيص الأزمة الفلسطينية، على رأسها أزمة قيادة، وغياب الفعل النضالي بشقيه المقاوم والسياسي، ومسألة الانقسام.
وخلال جلسة حوارية، تحت عنوان “برنامج بدائل وخيارات”، عقدت -اليوم الأربعاء- بدعوة من المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية “مسارات”، أوضح مشعل عبر تطبيق زووم “أنه كما أن الجسد يقوده الرأس، فالأمم والشعوب والحركات والنضالات تحتاج إلى قيادة تملك الرؤية وتصنعها، وتمتلك القرار، والخروج من حالة الرتابة للانفكاك من الأزمات والعقبات”.
وأضاف مشعل أن “الأزمة الثانية هي غياب الفعل النضالي بشقيه المقاوم والسياسي والمنهجي المتتابع والمتكامل بين مختلف ساحات الوطن، بوجود شعبنا في الداخل والخارج”.
وأكد أن “لدينا مقاومة عظيمة في غزة خاضت أربع حروب، وأبلت بلاء عظيماً، وأشعرتنا بالفخر كفلسطينيين، بصرف النظر من له اليد الطولى فيها، فالجميع ساهم وشارك في هذه الملحمة، وفي صناعة هذه المقاومة وأسلحتها وتطورها في إدارة الصراع”.
وقال مشعل: “هناك ملحمة القدس وصمود أهلنا في ساحات الأقصى، والتشبث في المقدسات، ومعركة باب العامود والشيخ جراح والصمود الأسطوري في كل أحياء القدس، وإفشال مخططات العدو في التهويد والتقسيم وتهجير الناس وإشغالهم وإضعافهم عما يشغلهم عن المهمة الوطنية”.
وتابع: “والضفة الغربية التي تشهد موجات بين الحين والآخر في ظل الانقسام، والتنسيق الأمني الذي يحول دون تحول الهبات إلى انتفاضة حقيقية، كما جرى في أعوم 1987 و2000 التي مرت بالأمس ذكراها العظيمة. وكانت مدخلاً لإجبار شارون على الانسحاب من قطاع غزة، وكان ممكنا أن تستثمر في رحيل الاحتلال عن الضفة الغربية”.
وأشار رئيس حركة “حماس” في الخارج، إلى “مساهمة الأهل في مناطق الداخل الفلسطيني المحتلة العام 48، خاصة وسط معركة سيف القدس، وكيف انتفضوا وشكلوا جبهة مهمة في وجه الاحتلال لتقويضه من داخله، والشتات الفلسطيني، خاصة في المخيمات بدول الطوق، وكل مواقع الهجرة واللجوء، وكانت الأمة معنا وأصدقاؤنا”.
أما الأزمة الثالثة والأخيرة، قال مشعل: “هي أزمة الانقسام المزمنة والمستعصية على الحل إلى هذه اللحظة للأسف، لديه أسبابه الداخلية والخارجية، ولكنّ العاملين السابقين في تشخيص الأزمة، أسهما في استعصائه، فلو توفرت القيادة والفعل النضالي لأعطت روحاً لدى الناس لتجاوز الإشكالات حتى لا نبقى ننحت في بعضنا”.
وحول رؤية الحل، قال مشعل: “الخروج من هذا الواقع ومن تراكم الأزمات، من خلال 3 محاور أيضاً، والمحور الأول في الحل إعادة تشكيل قيادة فلسطينية، بحيث يكون لها صيغة وشكل جديدان، وروح ورؤية جديدة وبرنامج جديد، ولا نعني لا علاقة له بالماضي والحاضر، ولكن فيه تجدد وحيوية وتوافق فلسطيني، وفعل حقيقي”.
وأكد مشعل أن “القيادة مَن تُحدث الفارق، وإلا سنبقى في حالة من هذا الشتات، وعندما تتشكل القيادة؛ والعنوان منظمة التحرير بلا شك، تصاحبها بناء مؤسسات الوطن والمنظمة والسلطة، وكل الهياكل الحزبية والنقابية، والجامعية والبلديات تتم بصورة حقيقية، برعاية قيادة موحدة فيها شراكة”.
أما المحور الثاني للخروج من الأزمات، فأكد مشعل أنها من خلال “استعادة زمام الفعل المؤثر، عبر برنامج نضالي مقاوم وسياسي متعدد الجبهات والميادين، متناغم ومتكامل ومتتابع، لنقل القضية لموقع الآخر، بحيث نضغط على الاحتلال ونجبره على التراجع، وننجز على طريقة التحرير والعودة واستعادة الحقوق، والانتصار في معركة القدس، وكسر الحصار غن غزة، واستعادة العافية في الضفة الغربية، وننجح في بلورة دور أكبر لأهلنا في 48”.
وختم مشعل حديثه بالقول: “المحور الثالث للخلاص والخروج من أزمتنا، مسألة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وأعتقد إذا نجحنا في إعادة تشكيل القيادة، واستعادة زمام الفعل، سننجح في إنهاء الانقسام”.