مقاومة وشهداء

محمود مرداوي

قبل عشرين عاماً لم يمر تدنيس الأقصى من قبل المجرم السفاح شارون مر الكرام، فانطلقت انتفاضة الأقصى تدافع فيها الشهداء تترى دفاعاً عن الأقصى، حيث نُفذت 161 عملية استشهادية قُتل فيها 515 جندي ومستوطن، وأصيب 3428 إلى جانب عمليات التفجير وإطلاق النار والدهس والطعن وشتى أشكال النضال ، كان حصيلتها 1060 قتيلاً صهيونياً و 6089 جريحاً ، وارتقى الشهداء وزُفوا بمواكب العز والفخار .

لم يتعرض المسجد الأقصى لانتهاك إلا وشعبنا تصدى ببسالة وإباء، اعتقدوا أن زيارة المجحوم ستمر، لكنها ما مرت،
قالوا أن الشعب الفلسطيني أصبح مرهوناً مقيداً باتفاقيات محاصراً بإجراءات ، خابوا فيما ظنوا وكان لهم شعبنا بالمرصاد.

“نتساريم مصيرها كمصير تل أبيب ” قالها شارون في أواخر 2004 وفي 2005 هُدمت نتساريم على عروشها بقرار شارون الذي ربط مصيرها بمصير تل أبيب الآيلة للهدم والسقوط لا محال،

الأيام حبالى ستتكرر وتلد بعضها البعض، وتستمر الانتهاكات ويُراهن على عجز الشعب وقيوده والتغييرات التي أُحدثت عليه ، صُورت أسواراً وحُفرت خنادق حائلة دون أن يثور.


ما أشبه الماضي بالحاضر ، وما أقوى عيون الناس، وأحدّ من ألسنتهم في توظيف الحاضر للدفاع عن أفكارهم ووجهات نظرهم دون استشراف المستقبل ومآلاته، وتحريك المشهد لدى مجمل لاعبيه وكل مقاطعه وأجزائه وتأثيراته سلباً وإيجاباً، حتى نقرأ المشهد على حقيقته ونقدر بما هو آت بمقاديره وحجمه.


سيثور الشعب…سينتفض…سيُقهر الاحتلال ويفرح المؤمنون بنصر الله.


الأمة لا تهلك مع الحق ، وشعوب أبيّة مقدامة، لا تفرط في حقوقها في تاريخها، في ماضيها وحاضرها ، ومستقبلها
كونوا كما يجب أن تكونوا، والشعب سيكون، ستثور الشعوب لكرامتها، ستدافع عن مصدر عزتها،
لن يطول القهر ويستمر الظلم ، ولن تقبل الشعوب الإذعان طالما أن فيها زعامات ، تعرف ما تريد ، وكيف تحقق وتصل إلى ما تريد

زعامات وضح أمامها السبيل والقصد أمة حية فرس رهان ، احتلال مجرم غادر سيستمر في قمعه وظلمه وقتله وتهجيره وتهويده، ولن تفنى ولن تُغيب الزعامات التي ترص الصفوف وتُكتل الطاقات في مواجهة كل التحديات والانتهاكات على قاعدة ” إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص .


ستبقى القدس والمسجد الأقصى وفلسطين في مقلة العين لا يُبخَل عليها بدم وجهد وتضحيات ، ولن يستمر الاحتلال رخيصاً غير مكلف ، سيدفع المحتلون ثمن إجرامهم.


الرحمة لشهداء شعبنا ولا سيما شهداء انتفاضات الأقصى المجيدة ، والحرية لأسرانا الأبطال والشفاء العاجل للجرحى .
وألف سلام للمقاومين ممتشقي السلاح على الندهة على تخوم الوطن ونقاط الاحتكاك مع الاحتلال.

Exit mobile version