أكدت عائلة الناشط الفلسطيني نزار بنات، الخميس، مقتله بعد اعتقاله من أمن السلطة، وتعرضه للضرب من أفرادها، بعد انتقاد حاد وجهه سابقا للسلطة الفلسطينية.
وقالت إن “قوة أمنية داهمت منزله الساعة الـ٣:٣٠ فجر اليوم الخميس، في الخليل، وتعرض للضرب المبرح من حوالي ٢٠ عسكريا، وتم اعتقاله حيا وهو يصرخ”.
وأضافت عائلة بنات: “جثمان الشهيد نزار بنات مختف ولا علم لنا بمكانه”.
وتابعت: “نخشى من العبث بجثمان الشهيد نزار بنات لإخفاء دلائل عملية الاغتيال”، وفق تعبيرها.
وبنات مرشح للانتخابات التشريعية عن قائمة “الحرية والكرامة”، وسبق أن انتقد قيادات السلطة بشكل حاد، بأنها “تتاجر في كل شيء من ضمنها أسلحة الثورة والفدائيين”.
وأكد محافظ الخليل، جبرين البكري، وفاة الناشط والمعارض نزار بنات، بعد اعتقاله من قوة أمنية فلسطينية.
ولم تعلق السلطة بعد على وفاة الناشط.
وقالت عائلة بنات في تصريحات لوسائل إعلام محلية: “تم اغتيال نزار بنات بشكل متعمد من قبل الأجهزة الأمنية، وتعرض للضرب المبرح بالعصي وقطع حديدية على رأسه خلال الاعتقال”.
وأضافت: “قوة أمنية مشتركة من الأمن الوقائي والمخابرات فجرت باب المنزل واقتحمته بوحشية، وانهالت بالضرب المبرح على نزار بنات وخرج وهو يمشي على أقدامه، قبل أن يتم اغتياله”.
وأعلنت: “نحمل مسؤولية اغتيال نزار بنات للسلطة الفلسطينية، والتي تعمدت قتله وليس اعتقاله”.
وشكّل بنات قائمة “الحرية والكرامة” لخوض انتخابات المجلس التشريعي، التي كانت مقررة يوم 22 أيار/ مايو الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي (في 30 نيسان/ إبريل الماضي) بإلغائها.
وأثار بنات جدلا واسعا في الشارع الفلسطيني، إثر مطالبته الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم المالي عن السلطة، عقب قرار إلغاء الانتخابات.
وآنذاك، قال بنات في مقطع مصور على “فيسبوك”، إن مسلحين “بمرافقة الأجهزة الأمنية”، أطلقوا (يوم 2 أيار/ مايو الماضي) النار بكثافة على منزله “وروّعوا ساكنيه”.
وأثارت الحادثة غضب النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن انتقادهم الحاد لأمن السلطة.
بدورها، حملت حركة حماس السلطة الفلسطينية مسؤولية وفاة الناشط نزار بنات، خلال اعتقاله من الأمن.
وأعربت حماس عن إدانتها لـ”جريمة اغتيال أجهزة أمن السلطة للناشط والمرشح البرلماني نزار بنات”، وقالت إن ما وقع يعكس “السياسة الدموية للسلطة في تصفية الحسابات”.
ودعت إلى “محاكمة القتلة”، واعتبرت أن “رئيس الحكومة محمد اشتية يتحمل المسؤولية الأولى عن الجريمة”.
كما وصف القيادي البارز في حركة حماس سامي أبو زهري، الخميس، حادثة وفاة الناشط السياسي نزار بنات أثناء اعتقاله من قبل أجهزة السلطة بــ”الاغتيال”، لافتا إلى أن ما حدث سياسة لدى السلطة الفلسطينية في تصفية الحسابات، محملا رئيس الحكومة محمد اشتية المسؤولية عما جرى.
من جهتها، شككت الكاتبة الفلسطينية والمرشحة البرلمانية على قائمة القدس موعدنا لمى خاطر، في الرواية الرسمية المذكورة لملابسات الحادثة، معتبرة أن ما جرى ما هو إلى مجرد “اغتيال”.
وترى خاطر أن السلطة لا تتقن سوا التسلط والتفنن في الإجرام مع أبناء شعبها خصوصا إذا ما أردات اسكات أصحاب الصوت العالي والمسموع في الشارع الفلسطيني.