أكد المنسق العام لحملة “ميثاق فلسطين“، الناشط والمحلل السياسي الإماراتي حميد النعيمي، على أن فكرة الميثاق التي لاقت رواجا وتفاعلا كبيرين عبر مختلف المنصات، جاءت لدحض الرواية الحكومية والرسمية بأن الشعوب تواقة للسلام مع الاحتلال.
وقال النعيمي (أحد مؤسسي الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع)، في تصريحات خاصة لـ “عربي21” ، الجمعة: “إن الميثاق جاء في سياق تقديم رواية مخالفة تعكس حقيقة رؤية الشعوب تجاه القضية الفلسطينية الرافضة للتطبيع، وتكريس هدف رئيسي من المشاركة والتوقيع للتأكيد على قيم وثوابت أبناء الأمة وتوريثها جيلا بعد جيل”.
وتابع بالقول: “نحن نخوض معركة ضد كي الوعي الذي تمارسه الآلة الإعلامية المدعومة من الحكام والمسؤولين العرب المطبعين، تستوجب علينا وقفة جادة أمامها”.
وحول الموقف من التطبيع الإماراتي الرسمي قال: “حكومة الإمارات لا تعطي فرصة لمواطنيها للتعبير عن الرأي، بالتالي غابت مظاهر الرفض الشعبي للقرار، ولو أن بيد الشعوب العربية المشاركة في عملية القرار لمنعت هكذا قرارات، فالشعوب لديها رأي مختلف عما يرسم لها”.
وفي معرض تقييمه بما حققه الميثاق من أرقام، أجاب “الأرقام الموقعة مؤشر حقيقي لرفض الشعوب العربية للتطبيع، ومهما حاولت الحكومات إيقاف صوت شعوبها ستجد طرقا لإيصاله”.
وعبر عن دهشته من الرقم الذي وصل له الموقعون والمشاركون في الميثاق، وقال :”تفاجأنا بالأعداد المشاركة، ولا نستطيع إخفاء سعادتنا في ذلك”، مستدركا: “نحن لا نهدف إلى الوصول إلى رقم محدد، الرقم ليس ذا قيمة بقدر وجود الحالة في ذاتها”.
وختم بالقول: “الميثاق شهادة واضحة بأن بوصلة الشعوب ثابتة وأن قضية فلسطين قضيتهم المركزية، ورسالة رادعة للحكام العرب”.
بدوره قال الباحث بالعلاقات الدولية أدهم أبو سلمية وأحد منسقي الميثاق لــ”عربي21″، إن الفكرة جاءت في سياق الرد على توقيع الإمارات والبحرين لاتفاقات التطبيع مع الاحتلال في واشنطن، مؤكدا على أن توقيت إطلاق الميثاق بالتزامن مع حفل التوقيع كان مدروسا ومقصودا.
وشدد أبو سلمية على أن إرادة الشعوب “يجب أن تكون حاضرة في هكذا أحداث، وأن تغيبيها يأتي لصالح الاحتلال والمطبعين”، مضيفا أن مقاومة التطبيع تأخذ أشكالا كثيرة ومنها المبادرات والأنشطة المعززة للوعي كالميثاق.
وتابع :”التوقيع على الوثيقة مؤشر وعي، وتأتي في سياق التأكيد على أن قضية فلسطين لا زالت محل إجماع لدى الأمة”.
ولفت إلى أن عدد الزيارات على موقع الوثيقة وصل إلى أكثر من 20 مليون زيارة، وأن الدول الخليجية في طليعة الدول المشاركة، وأن القائمين على الميثاق قد عمدوا إلى ترجمته لعدة لغات، العربية والإنجليزية والتركية، مضيفا أن “نشطاء إندونيسيين وماليزيين بادروا لترجمته للغة المالوية”.
وحول الخطوة القادمة للميثاق، قال: “أظن أننا استطعنا جمع العديد من المؤسسات والهيئات والروابط المتبعثرة في مشروع واحد، ويعد ذلك مقدمة لسلسلة خطوات قادمة للقائمين عليه”.
وأفاد أن أكثر من 32 مؤسسة وهيئة ورابطة قد شاركوا في الميثاق، وأنها الآن في إطار إعداد برنامج عمل متكامل لمؤتمرات وندوات داعية لمقاومة التطبيع، مشيرا إلى أن الأنشطة والفعاليات المتتالية تأتي بسبب الحاجة للوصول إلى تأثير أكبر وتكوين نواة لحالة مقاطعة شاملة من قبل الشعوب للبضائع الإسرائيلية والحد من التبادل التجاري بين الدول المطبعة والاحتلال.
يشار إلى أن الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع أعلنت في حسابها بـ”تويتر”، أن 2 مليون توقيع حصلت عليها في ميثاق فلسطين (الشعوب تنتفض نصرة للقضية الفلسطينية ورفضا للعنة التطبيع).
ويأتي التوقيع على الميثاق في سياق الخطوات الشعبية التي انطلقت للتعبير عن الرفض لاتفاقات التطبيع الإماراتي- البحريني- الإسرائيلي.
وأكدت الرابطة في حسابها على “تويتر” تحت هاشتاغ (وسم) #الشعوب_ضد_التطبيع وجود موقعين إلكترونيين، أحدهما باللغة العربية، والثاني بالإنجليزية، يتيحان التوقيع.