أطلقت مجموعة من وسائل الإعلام والمنصات الفلسطينية، مشروعا لإحياء أغاني الثورة القديمة، التي باتت جزءا من ذاكرة قضية فلسطين وشعبها، منذ الاحتلال وحتى اللحظة.
وأشار مطلقو المشروع إلى استهدافهم إحياء تلك الأغاني، بقالب جديد، من أجل الأجيال الحالية، التي لم تشهد تلك اللحظات التي كتبت فيها تلك الأغاني ومثلت شكلا من أشكال مقاومة الاحتلال، بالأغنية والكلمات.
وقال القائمون عليه إنهم “سيعيدون إنتاج وتقديم أرشيف أغاني الثورية الفلسطينية، عبر قوالب بصرية عصرية، وإخراج يليق بتاريخ وإرث هذه الأعمال الخالدة”.
وتعود كثير من الأغاني إلى حقبة الانتفاضتين الفلسطينيتين في الثمانينيات من القرن الماضي، وحقبة الألفية، فضلا عن أغان تعود إلى الثورة الفلسطينية الأولى إبان الثلاثنينيات خلال الاستعمار البريطاني، والسنوات التي تلت ذلك من بدايات الاحتلال.
مدير الأخبار في وكالة شهاب الفلسطينية حسام الزايغ، وهي إحدى المنصات التي شاركت في إطلاق المشروع، قال إن التراث الفلسطيني جزء أصيل من حياة هذا الشعب، وعملية التشويش والنهب والسرقة على نار هادئة، تستلزم حمايته.
وقال الزايغ لـ”عربي21″، إن المشروع يظهر مدى تمسك الفلسطيني بتاريخه المشرف، في مقاومة الاحتلال، ورفضه تسليم أرضه وحتى تراثه المحكي والمغنى، رغم الضغوط الممارسة عليه، ومحاولة قهره، وإجباره على الاستسلام.
وشدد على أن المشروع، “يساعد في تقديم القضية الفلسطينية في قالب جديد، وإظهار كيف كان يعيش الفلسطينيون في سنوات مقاومتهم المتواصلة للاحتلال، وكيف يظهر تراثهم فيها، سواء بالأفراح أو الأحزان، وهو تراث كتب على مدى مئات السنين لشعب وجد على أرض فلسطين، ولم يأتها طارئا وسيرحل في يوم من الأيام كما الاحتلال”.
ورأى الزايغ أن توقيت طرح المشروع، “يأتي في زمن التطبيع مع الاحتلال، وترويج فكرة اعتبار المغتصب جزءا من المكان، وهي فكرة منحرفة، ولن يكتب لها النجاح، وبالنهاية سيرحل الاحتلال، وستبقى فلسطين بتاريخها وتراثها وأغانيها، كما رحل الاحتلال عن الكثير من شعوب الأرض التي قاومت كما قاوم الفلسطينيون.
ولفت إلى أن الغناء عند الفلسطينيين، “يمثل قيمة رمزية كبيرة، لأنه حكاية الأرض، ومقاومة الاحتلال، في كل مدن وقرى وبوادي فلسطين، وهي محاولة لربط الماضي بالجيل الجديد، بأن أجداده لم يسلموا الأرض، وكتبوا تلك الكلمات بدمائهم، وعلى هذا الجيل مواصلة الطريق لحين تحرير أرضه”.