لا تزال خطة وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش تتصاعد يومًا بعد يوم، إذ تركز على توسيع السيطرة وتكثيف مشاريع التمدد الاستيطاني، ليس فقط في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل تجاوزت إلى طموحات أوسع تمتد إلى دول عربية في المنطقة. وكشف فيلم وثائقي حديث عن رؤية سموتريتش لحدود ما يعرف بـ”إسرائيل الكبرى”، التي تشمل أراضي من الأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر، وصولاً إلى المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى التوسع الاستيطاني الواسع في الأراضي الفلسطينية.
الفيلم الوثائقي، الذي بُث مؤخرًا على قناة “arte” الفرنسية وأعدّه الصحفيان جيرون سيسكبن ونيتسان بيرلمان، جاء تحت عنوان “وزير الفوضى”، وتضمن مقابلات مع سموتريتش، الذي كشف عن رؤيته الخطيرة لإسرائيل الكبرى وحدودها التوسعية. يُذكر أن هذه التصريحات أدلى بها سموتريتش عام 2016 لقناة “الإسرائيلية الثانية”، التي توقفت عن البث في عام 2017، وانقسمت إلى قناتي “12” و”13″. وقتها كان سموتريتش عضوا في الكنيست عن حزب “البيت اليهودي”، الذي اندمج لاحقًا مع “الاتحاد الوطني – تكوما” في حزب “الصهيونية الدينية”، الذي يترأسه سموتريتش الآن.
وفي المقابلة المثيرة للجدل، قال سموتريتش: “سيتم بناء الهيكل في أيامنا”، وأكد أن هذا الحدث قد يحدث “ربما صباح الغد”. يطمح اليهود المتطرفون لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وهو هدف يواصل المتطرفون السعي لتحقيقه.
وفي تصريحاته، دعا سموتريتش أيضًا إلى حل السلطة الفلسطينية وضم جميع أراضي الضفة الغربية إلى “إسرائيل”، مؤكدًا أن “أرض إسرائيل الكبرى” يجب أن تمتد من البحر إلى نهر الأردن. وعندما سألته المذيعة عن حدود إسرائيل، أوضح سموتريتش أن الخطط تمتد “شيئًا فشيئًا” لتشمل حتى شرق الأردن. وأضاف في نهاية المقابلة أن “مستقبل القدس هو أن تمتد إلى دمشق”، مؤكدًا على الطموحات الاستيطانية الكبرى.
وعلى الرغم من هذه الطموحات، تلقى سموتريتش انتقادات حادة، إذ علق أحد المتابعين على المقابلة قائلاً: “حلم إسرائيل الكبرى لن يتحقق، ولن تتمكن من الحفاظ على مستوطناتها المحاذية لغزة”. وأضاف آخر: “خرافة إسرائيل الكبرى والهيكل المزعوم لن تصمد، ولكن الخطر الحقيقي يأتي إذا استمر العرب في التفرج على ما يحدث”.
وفي سياق آخر، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في يونيو/حزيران الماضي عن تسجيل صوتي لسموتريتش يؤكد فيه وجود “خطة سرية” لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مما يجهض أي محاولة لقيام دولة فلسطينية مستقلة. كما أكد سموتريتش صحة هذا التسجيل لاحقًا.
وفي مارس/آذار 2023، ظهر سموتريتش في خطاب ألقاه في العاصمة الفرنسية باريس، وأمامه خريطة تظهر تداخلًا بين فلسطين والأردن، في إشارة إلى أن إسرائيل تشمل كلا البلدين. تستند هذه الخريطة إلى شعار “الأرغون”، وهو التنظيم العسكري الصهيوني الذي طالب بأن تكون فلسطين التاريخية والمملكة الأردنية جزءًا من الدولة اليهودية.
الخطة التوسعية لسموتريتش، والدعم الذي يحظى به من الأوساط المتطرفة، تثير مخاوف حقيقية بشأن الاستقرار الإقليمي ومستقبل القضية الفلسطينية.