قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، إن هناك “فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي” على بلاده، مشيرًا إلى جولات خارجية مكثفة بموازاة “خطورة الوضع” على أمن الشرق الأوسط.
كلام ميقاتي جاء في مستهل جلسة وزارية عقدت في مقر الحكومة لبحث خطة الطوارئ الحكومية لمواجهة أي هجوم إسرائيلي محتمل، في إطار التصعيد بين تل أبيب وحزب الله الذي توعد بالرد على اغتيال القيادي فيه فؤاد شكر في 30 يوليو/ تموز الماضي.
وبحسب بيان نشره موقع رئاسة مجلس الوزراء اللبناني عبر موقعه الرسمي، شدد ميقاتي على تمسك حكومته “بحق لبنان بتحرير أرضه وحفظ سيادته في ظل تصاعد الحرب وازدياد التوتر وإمعان العدو الإسرائيلي بارتكاب المجازر”.
وأضاف: “بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب على لبنان وغزة، لا نزال ندفع ثمن باهظًا من أرواح شبابنا وأهلنا وبلداتنا واقتصادنا”.
وتابع ميقاتي: “نحن مصرّون على وقف الحرب، مؤكدين موقف لبنان الواضح بالتقيد الحرفي بمضامين القرار 1701 وتنفيذ كامل بنوده ومندرجاته من قبل الجميع، لأنه المدخل إلى أي حل”.
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم “1701” الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.
وحذّر ميقاتي من خطورة الوضع قائلا: “نحن أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي”، لافتا إلى أن “الجولات الخارجية مع رؤساء وقادة أجانب وأخوة عرب، تكثفت نظرًا لخطورة الوضع اللبناني والإقليمي وخطورته على أمن المنطقة”.
وقال: “ما يعنينا من منع الحرب ووقف إطلاق النار هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة، وما تتركه من تدمير وتهجير وقتل، على مرأى من العالم أجمع”.
كما شدد على أن “التعنت الإسرائيلي يهدد مساعي وقف الحرب ولا يقيم وزنًا لمبادرات وسطاء الخير”.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري الفصائل الفلسطينية بغزة والاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.
لكن الوساطة اصطدمت مرارًا بالتعنت الإسرائيلي ورفضه أي اتفاق يضمن وقف دائم للحرب على غزة، وهو أحد شروط حركة حماس الأساسية للتوصل لاتفاق.
كلام ميقاتي يأتي قبل يومين من موعد استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، الذي دعا إليه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والأمريكي جو بايدن، في بيان ثلاثي صدر قبل أيام.
ومؤخرا، طالبت حماس وسطاء الهدنة الـ3 بخطة تنفيذ للعرض الذي تقدم به بايدن واقترحه الاحتلال الإسرائيلي نهاية مايو/ أيار الماضي، بدلا من مفاوضات جديدة، بينما حمّل وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية عرقلة الاتفاق المحتمل.