أثارت كلمة مديرة منظمة “بتسيلم” الحقوقية “الإسرائيلية”، يولي نوفاك، ضجة كبيرة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث انتقدت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، ووصفتها بأنها تسعى لتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة.
وأشارت نوفاك في كلمتها إلى أن الإسرائيليين خرجوا بأعداد كبيرة إلى الشوارع احتجاجًا على سياسات الحكومة، مشيرة إلى أن مقتل الأسرى الستة زاد من حالة الغضب واليأس بين المواطنين.
وأكدت نوفاك أن الإسرائيليين أصبحوا يدركون أن حكومتهم ليست معنية بإنهاء الحرب أو إعادة المخطوفين من خلال صفقة، بل العكس تمامًا، حيث تفضل الحكومة مواصلة الحرب، معتبرة أن الاحتلال والمستوطنات أهم بكثير من حياة البشر.
وفي رد فعل عنيف، هاجم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، يولي نوفاك، متهمًا إياها بنشر “أكاذيب” خلال إحاطتها للمجلس. وأوضح دانون أن نوفاك اتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وسعيها لغزو غزة، مضيفًا أن “إسرائيل لم تختر هذه الحرب، وحماس هي المسؤولة الوحيدة عما يحدث في غزة”. وأشار إلى ما وصفه بجرائم الحرب التي ارتكبتها حماس، متهمًا إياها باغتصاب النساء وقتل الأطفال خلال ما أسماه “السبت الأسود”.
على الجانب الآخر، لاقت تصريحات نوفاك دعمًا من بعض الناشطين والمدونين. المدون براين مرلين أعرب عن رفضه تجاهل “الفظائع” التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الجيش نشر صورًا لعمليات قتل منذ عام 2017، وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي لديه جثث على تليغرام أكثر مما تملك حماس”.
كما وصفت مدونة أخرى خطاب نوفاك بأنه قوي وشجاع، وأشادت بتحدثها علنًا عن الفظائع التي ارتكبتها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة على مدى عقود.
ووفقًا لتصريحات “بتسيلم”، جاءت دعوة نوفاك لإلقاء كلمتها من قبل دولة سلوفينيا التي ترأس المجلس حاليًا، بهدف إطلاع المجلس على الأوضاع الحقوقية بين نهر الأردن والبحر المتوسط في أعقاب الحرب الأخيرة.
في ختام كلمتها، اتهمت نوفاك حكومة الاحتلال باستغلال الأوضاع لتحقيق أهداف قومية عنيفة، مؤكدة أن “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب بشكل يومي تقريبًا لضمان استمرار سياساتها الاستيطانية وتكريس الفوقية اليهودية في كل المنطقة بين النهر والبحر.