“هدنة بلا ضمانات”.. حول المقترحات المقدمة لحركة حماس بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار
بقلم إبراهيم المدهون
في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، نجد أنفسنا أمام مقترحات جديدة تُعرض على حركة حماس لوقف مؤقت لإطلاق النار. وعلى الرغم من الآمال التي يحملها هذا العرض، فإن بنوده لا تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب الصامد، والذي طالما أكدت الحركة تمسكها بحقوقه المشروعة.
الأفكار المطروحة من قبل الوسطاء في مصر وقطر بشأن هدنة مؤقتة لا تتضمن، للأسف، المطالب الأساسية للشعب الفلسطيني، التي تتمثل في وقف العدوان بشكل دائم، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى ديارهم. هذه المطالب هي الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه أي مفاوضات أو اقتراحات؛ إذ لا يمكن القبول بأي هدنة لا تعالج جذور المشكلة وتلبي احتياجات شعبنا الملحة.
لا تحقق هذه المقترحات، للأسف، المتطلبات الأساسية للأمن والاستقرار لشعبنا، ولا توفر له الإغاثة اللازمة، ولا تفضي إلى فتح المعابر بشكل دائم، خصوصاً معبر رفح، الذي يُعد شريان حياة للعائلات الفلسطينية. لذا، يجب على كافة المتحدثين والناشطين ومنصاتنا الإعلامية العمل على توضيح حقيقة الوضع، ودحض أي محاولات لتضليل الرأي العام.
لطالما تمسكت حماس بمصلحة شعبنا العليا، والمتمثلة في الوصول إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة، وعودة جميع النازحين، ورفع الحصار، الذي يُعتبر عقوبة جماعية على الشعب الفلسطيني. كما تسعى الحركة إلى تحقيق إنجاز صفقة تبادل الأسرى، وتتطلب هذه الأهداف توفير كافة مستلزمات الحياة الأساسية لشعبنا، بما فيها الغذاء والدواء والوقود، لرفع المعاناة التي تسبب فيها الاحتلال.
إن تعنت نتنياهو وحكومته أمام كافة المقترحات يثبت أنهم ليسوا جادين في تحقيق السلام، بل يسعون إلى الاستمرار في عدوانهم. لقد تعاملت حماس بإيجابية مع جميع المبادرات، بما فيها مقترحات الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، لكن النتائج لم تثمر عن وقف العدوان.
تسعى الإدارة الأمريكية، من خلال الأفكار المطروحة، إلى تهدئة الاحتقان الداخلي في المجتمع الصهيوني وتحقيق أهداف انتخابية، على حساب معاناة شعبنا. ومع ذلك، تظل حماس منفتحة على أي أفكار تلبي المطالب العادلة للشعب الفلسطيني وتسعى إلى إنهاء المعاناة المستمرة.
يجب علينا أيضًا إبراز الدور البطولي لشعبنا، الذي استطاع بصموده إفشال مخططات الاحتلال، وهو يقاوم حرب إبادة وتجويع وحشية. من هنا، أدعو الحكومات العربية والإسلامية ومنظماتها الرسمية إلى التحرك الفاعل لوقف هذه الحرب، والوفاء بالتزاماتها القومية والدينية تجاه الشعب الفلسطيني، والتصدي لمحاولات الاحتلال لاستباحة المنطقة.
وأخيراً، أتوجه إلى الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، داعياً إياهم إلى تكثيف دعمهم لشعبنا الفلسطيني، والتحرك في جميع الميادين وبكل الوسائل الممكنة لمساندته ورفض الاحتلال. وحدتنا وتضامننا هي أقوى سلاح لمواجهة الظلم، ومعاً يمكننا صنع التغيير.