قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أمس السبت، إن حركته تقدر وتحترم الموقف التركي تجاه القضية الفلسطينية.
وأضاف هنية، في مقابلة متلفزة بثتها قناة “الأقصى” التابعة للحركة، أن “تركيا لها دور أساسي على الصعيد السياسي تجاه القضية الفلسطينية”.
وأردف: “الموقف السياسي التركي في المحافل الدولية، والذي يُعبر عنه الأخ الرئيس (رجب طيب) أردوغان، هو مقدر ومحترم لدينا”.
وأشاد هنية بالدعم الإنساني الذي يقدمه الشعب والمؤسسات التركية للشعب الفلسطيني.
وتابع: “تركيا قدمت دماء في أسطول الحرية من أجل كسر الحصار عن غزة” (في إشارة إلى استشهاد تسعة أتراك برصاص الجيش الإسرائيلي قبالة ساحل غزة في مايو/ أيار 2010).
وفي سياق آخر، ناشد هنية السعودية بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لديها.
وقال: “أوجه نداءً لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية”.
واعتبر هنية، أن “الأحكام السعودية بحق الفلسطينيين المعتقلين صادمة، خاصة أن التهم الموجهة إليهم هي تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “استغربنا تلك الأحكام، ونقول إن هذه ليست السعودية التي نعرفها بلدا مساندا وداعما ومحتضنا لقضية فلسطين”.
وعبّر هنية، عن أسفه “للتغير في السياسة السعودية تجاه حركة حماس خلال السنوات القليلة الماضية، والذي انعكس على بعض الفلسطينيين”.
وأكد أن “حماس كانت وما زالت حريصة على العلاقة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية”.
وفي أغسطس/ آب الماضي، قضت المحكمة الجزائية السعودية، بالحبس 15 عاما على الممثل السابق لحركة “حماس” لديها محمد الخضري؛ ضمن أحكام طالت 69 أردنيا وفلسطينيا، راوحت بين البراءة والحبس 22 عاما.
وفي فبراير/ شباط 2019، أوقفت السعودية أكثر من 60 أردنيا وفلسطينيا من المقيمين لديها، بينهم الخضري، بتهمة ينفون صحتها، وهي “تقديم الدعم المالي للمقاومة الفلسطينية”.
من جانب آخر، كشف هنية عن خطة جديدة لدى “حماس” للتعامل مع ملف الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، المستمر منذ 15 عاما.
وقال: “نسعى لكسر الحصار الظالم على غزة، ولدينا خطة جديدة لكيفية التعامل مع هذا الملف على المستوى الشعبي والرسمي والدولي” دون أن يكشف تفاصيلها.
وشدد هنية على أنه “لا يمكن أن نصمت كثيرا على استمرار حصار غزة، والعالم يجب أن يدرك أنه قد بلغ السيل الزبى”.
وأكد أن “المقاومة ستساند أي خطوة تقوم بها أي جهة من أجل كسر حصار عن غزة”، مهددا: “ستقطع ذراع الكيان الصهيوني إذا امتدت على أي جهة تريد أن تكسر هذا الحصار الظالم”.
وأشار هنية، إلى أن حركته “ستقوم بكل ما يلزم لإعادة إعمار غزة”، مشيراً إلى أنهم “يكثفون الاتصالات مع الأمم المتحدة ومصر وقطر وتركيا، من أجل تسريع وتيرة الإعمار”.
وأكد أن “حماس تدير علاقة مركزة ومهمة مع جمهورية مصر”، واصفاً إياها بـ “صاحبة الدور المركزي في ملفات المصالحة وتبادل الأسرى وإعمار غزة”.
كما أشاد هنية “بدور دولة قطر المحوري والرئيس في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على غزة، وإعادة النهضة في البنية التحتية في القطاع”.
وأشار إلى أن “الاتفاق المصري القطري (مؤخراً) على الحركة التجارية مع القطاع، هو علامة على حيوية وتفاهم الجانبين بشأن القطاع”.
والخميس، أعلنت قطر توقيع اتفاقيات مع مصر لتوريد الوقود ومواد البناء الأساسية لصالح قطاع غزة.
كما وصف هنية علاقة حركته مع إيران بـ “الاستراتيجية، وتشكل ركنا مهما جدا في مشروع المقاومة”.
وأضاف: “لا يخفى على أحد أن إيران تقدم دعما سياسيا وماديا وعسكريا وتقنيا للمقاومة في فلسطين”.
وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية قال هنية، إنها “مُتعثرة بسبب موقف السلطة وعدم تجاوبها مع المساعي الداخلية والعربية، وقطعها الطريق على مسار الانتخابات”.
وأضاف أن المصالحة “لها مساراتها المعروفة، ولا تمر عبر الاشتراطات المسبقة، مثل اشتراط أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) بتوقيع (حماس) على ورقة بالالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة سابقًا”.
وتابع هنية: “المطالبة بالاعتراف بشروط الرباعية الدولية لا يفتح الأفق”.
ودعا رئيس حركة حماس، إلى الاتفاق على برنامج سياسي، واستراتيجية تزاوج بين النضال والعمل السياسي، بما يقطع الطريق على مشاريع الاحتلال، ويقرب حلم الشعب الفلسطيني بالحرية وإنهاء الاحتلال.