استقبل نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان “مارتن سكليف” وبحضور “ماري غاريوس” منسقة برنامج الاتحاد الأوروبي والأونروا، وفدا من المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية في لبنان.
وعرض الوفد واقع اللاجئين الفلسطينيين في ظل استمرار الأزمات في لبنان، وانعكاس ذلك بشكل كبير على واقع الحياة المعيشية للاجئين الفلسطينيين دون وجود خطة طوارئ شاملة من قبل وكالة الأونروا للحد من آثار هذه الأزمات المتلاحقة ومنع حدوث كارثة إنسانية وسط مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
كما أعرب الوفد عن تخوفه من توقيع اتفاقية الإطار بين “الأونروا” و “الإدارة الأمريكية” وما لهذه الاتفاقية من قيود صارمة تؤثّر مستقبلاً على واقع وحرية التعبير وحق اللاجئين بالمطالبة بعودتهم إلى ديارهم وحق تقرير مصيرهم.
وشرح الوفد أبرز أشكال المعاناة الحياتية اليومية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وخصوصاً غياب فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة والفقر بشكل كبير وعدم وجود تقديمات إغاثية دورية من قبل “الأونروا”، فضلاً عن انعكاس تدهور قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار وما لذلك من آثار سلبية على القدرات الشرائية للاجئين بسبب الارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات الضرورية ورفع الدعم عن معظم السلع الضرورية كالغذاء والدواء والمحروقات.
وذكر الوفد أهم الأولويات التي يحتاجها اللاجئ الفلسطيني من وكالة “الأونروا” كونها المسؤول المباشر والمعني بتقديم الخدمات الأساسية للاجئين من إغاثة وتعليم وطبابة، والتي تتطلب الآن.
ودعا الوفد في ظل هذه الظروف الراهنة إلى ضرورة إطلاق الوكالة نداء طوارئ عاجل لتلبية الحاجات الطارئة للاجئين الفلسطينيين وأهمية وضع خطة طوارئ شاملة، منها على سبيل المثال إعادة تفعيل برنامج الإغاثة التموينية أو تقديم البطاقة التمويلية بشكل شهري. فضلاً عن الدعوة لعقد مؤتمر للمانحين خاص بالوضع الإقتصادي الإنساني الصعب للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
من جانبه، رحّب “مارتن سكليف” بالوفد الزائر وتحدّث بإسهاب عن دور الاتحاد الأوروبي وإسهاماته في دعم ميزانية “الأونروا” ودعم مشاريعها على أكثر من صعيد. كذلك استفسر السيد مارتن عن الاحتياج الشهري للعائلة الفلسطينية في ظل ارتفاع الدعم، بالإضافة إلى معرفة الأولويات الأساسية للاجئين في هذه الفترة، ومدى انعكاس سوء الأوضاع الاقتصادية على الواقع الاجتماعي والأمني في المخيمات. كما تساءل عن أسباب ضعف إقبال اللاجئين الفلسطينيين عن تلقي لقاح “كورونا” في ظل الخشية من تجدّد الفيروس بين الحين والآخر.
وفي ختام اللقاء، قدّم الوفد مذكّرة بالمطالب الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ووجّهوا دعوة لبعثة الاتحاد الأوروبي لزيارة المخيمات الفلسطينية والتعرّف عن قرب على الوضع الإنساني الصعب للاجئين الفلسطينيين في لبنان.