وللمقاوم سندًا وزوجة… المقاتلة بصبرها شريكة المعركة والانتظار

إسراء العرعير – غزة
لم يكن ارتباط فتاةٍ بمقاوم، خاصةً في قطاع غزة، أمرًا عاديًا،
بل كانت تدرك منذ اللحظة الأولى أن ثمن هذا الارتباط قد يكون الروح.
تبدأ حياتها بصحبة فارس أحلامها وشريك دربها،
فتزداد جمالًا يومًا بعد يوم،
حين يكون هدفها الأسمى: السعادة في الدنيا، والجزاء في الفردوس الأعلى.
فتخطّ مع زوجها تاريخًا مشرفًا، مليئًا بالتضحيات، يُدوَّن في صفحات المجد الفلسطيني.
حين تظن الزوجة أن شريك حياتها يعشق بندقيته أكثر منها، فهي واهمة،
فالحب في هذه المعادلة قد يكون متساويًا.
يهتم بمعداته القتالية كما يهتم بها،
يحافظ على أناقة روحها كما يحافظ على لمعان عبواته ومقذوفاته الصاروخية.
لم تكن تلك مجرد شعارات تُنشر هنا وهناك،
بل واقعًا مليئًا بالتحديات،
ولياليَ من الغياب، موصولةً بنبضات الحب والدعاء،
ترافقه أينما صال وجال، في كل دربٍ وترحال.
ولولا أن الزوجة كانت السند وحامية وطن البيت في ظل الغياب،
لما استطاع ركيزة البيت الأساسية أن ينجح في الدفاع عن الوطن الأكبر: فلسطين.
فهو يطبطب بعجزه على تقاعس آلاف المسلمين عن الدفاع عن مسرى نبيهم،
أما هي، فكانت بوصلتها معه تجاه الأقصى،
دون أن تهتز، مهما تثاقلت المسؤوليات، ومهما طالت أيام الغياب في الإعداد والتجهيز والتدريب.
لم يكن حبًا عاديًا في وطنٍ لا يعرف الراحة،
ولا في دربٍ لا يعرف إلا الإنجاز والرفعة.
كل زوجة مقاوم تحب أن ترى زوجها رقمًا صعبًا في هذه المعركة،
منهنّ من بدأت بلقب “زوجة أسد العبور”،
وأخرى كانت شريكة “الفاتح الأول في هذا الطوفان”،
ومن كان زوجها “أسد الاشتباك من نقطة صفر”،
وأخرى راهنته على أن يكون بقية مهرها: عشرين جنديًا من جنود الاحتلال،
أولئك الذين قتلوا عائلتها في الحروب السابقة.
ومنهن من كان زوجها المقاتل العنيد في وجه الجيش الذي ادّعى أنه لا يُقهر،
لكن الرصاص الذي وضعتْه له في المخزن قبل الجعبة،
كان صاحب الحق،
وكان أصدق من كل ادّعاءات العدو الغاصب.