أبو مرزوق: تطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال لا يعني وقف علاقة حماس معها
قال الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن أي حلف على مستوى المنطقة، سيفشل حال كانت دولة الاحتلال جزءا منه، ورأى أن سياسات الدول العربية وقوانينها، تعارض إقامة أي حلف من هذا القبيل.
حول نظرة الحركة لما يقال عن إنشاء أحلاف أمنية وعسكرية في المنطقة، قال أبو مرزوق: “إن هناك حرصا إسرائيليا وضغطا أمريكيا على تعاون أمني وعسكري في المنطقة بمشاركة الكيان الصهيوني”.
وأضاف خلال مقابلة مع المركز الفلسطيني للإعلام “لعل الخلافات البينية بين دولها تشكل عاملا مساعدا لإفشال أي مخطط من هذا القبيل، وقد بدأ ذلك من خلال إنشاء حلف عسكري خلال زيارة ترامب الأولى للمنطقة، لكنه فشل قبل انطلاقه، ولم يعد سوى أمان لدى الأمريكان والصهاينة لا رصيد لها في الواقع، لأن العراق وقطر وعمان والأردن ومصر ضد أي حلف من هذا القبيل، كما أن قوانين مجلس التعاون الخليجي تحول دون تكوين مثل هذا الحلف”.
وأكد في ذات الوقت أن سياسة حماس تجاه الأحلاف والمحاور، تكمن في كونها “ترفض أن تكون جزءًا من أي حلف أو محور، نظرا لجملة من الأسباب”، لافتا إلى أن من أهم تلك الأسباب هو أنها تسعى لتحصيل تأييد من كل الأطراف لحقوق الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة من مختلف دول المنطقة وشعوبها، بما فيها الدول المطبعة، لكن بصور وأشكال ودرجات مختلفة، مما يجعل من انضمام الحركة لأي طرف يحوِّل الطرف الآخر إلى خصم، ويجعل شعبنا الفلسطيني يدفع الثمن”، لافتا إلى أن حرب الخليج الثانية شكلت “نموذجًا لا يُنسى”.
وفي رده على سؤال حول معايير درجة تقارب أو ابتعاد حماس من التحركات الإقليمية الجارية، قال أبو مرزوق “يجب ألا تكون حماس بعيدة عن التحركات الجارية في المنطقة، وهي كذلك، وعندنا قدر من التواصل الرسمي مع عدد من دول المنطقة، والتعاون معها لمواجهة الأخطار المحتملة ضد قضيتنا وشعبنا”.
وقال أبو مرزوق إن تطبيع أي نظام عربي مع دولة الاحتلال، لا يعني وقف علاقة الحركة مع هذا النظام، وكان بذلك يجيب على سؤال حول كيفية سعي حماس لمعارضة التطبيع، وفي الوقت ذاته عدم الوصول إلى قطيعة مع الدول المطبعة.
وأضاف “ليس من الضرورة تطابق مواقف الحركة مع مختلف الدول، وبالتالي فلا يعني تطبيع أي نظام عربي مع الكيان الصهيوني وقف العلاقة مع الحركة.. في الوقت ذاته، فإن التطبيع الرسمي قد لا يلحق به التطبيع الشعبي، كما هو الحال في مصر”.
وأشار إلى أن حماس حركة تقاوم التطبيع على كل المستويات الوطنية والرسمية والشعبية والأمة والهيئات، لكن ظروفنا الصعبة، وحجم العداوة للحركة، والضغوط عليها من الغرب، تؤثر على فعالية برامجنا وسياساتنا وخططنا في هذا الصعيد.
وخلال المقابلة تطرق أبو مرزوق، إلى علاقات الحركة الخارجية، وقال “حماس حريصة كل الحرص على تعميق علاقاتها بحاضنتها العربية والإسلامية، مع الجانبين الرسمي والشعبي، والحركة ما انفكت تحرص على التواصل مع الأنظمة في المنطقة، كما التواصل مع الأمة بكل تياراتها ومذاهبها وأعراقها ومكوناتها من أحزاب وهيئات ومؤسسات، ولا تعادي أيّاً من الدول والمكونات، وإذا ما اتخذت أي سلطة كانت سياسات بحقنا، نصبر ونحاول وندافع عن أنفسنا، ولا نقطع معهم من جانبنا”.