بتوقيت القدس

أحمد سكينة: تهميش الانتخابات للشباب الفلسطيني بالخارج خطيئة سياسية

أكد مسؤول البرامج في “شبكة شباب فلسطين في الخارج”، أحمد سكينة، أن الانتخابات الفلسطينية المقبلة، “تمثل مطلبا واستحقاقا وطنيا طال انتظاره، خاصة من قبل الشباب الفلسطيني في الخارج”.

ولفت “سكينة” في حوار مع ” قدس برس”، إلى أن الشباب الفلسطيني خارج الأراضي المحتلة “غيب لعقود عدة عن المشاركة في الأطر السياسية الفلسطينية الرسمية، ما خلق فجوة بينه وبينها”.

وأضاف، أن “الشباب الفلسطيني يعي تعقيدات المرحلة، ويدرك أهمية إشراك كل الجهود في صناعة القرار، إلى جانب إدراكه ضرورة تقاطع الجهود المبذولة وطنيا مع الإنجاز السياسي المحصود، وهو ما كان غائبا في المرحلة السابقة”.

وتابع: “من المؤسف في هذه الحالة أن الشباب الفلسطيني استطاع المشاركة والصعود في هياكل سياسية وبرلمانية داخل البلدان التي يعيش فيها، مثل الأوروبية و اللاتينية منها، ولكنه على النقيض لم يستطع مجرد أن يشارك في انتخابات وطنه الأم فلسطين”.

جدية المرحلة

وفي معرض رده عن ما جاء في قانون الانتخابات، والذي يحرم الفلسطينيين خارج الوطن، من المشاركة فيها، يقول: “لا شك أن هذا الأمر يشكل مدعاة استغراب لكل الفلسطينيين في الخارج، بما فيهم الشباب، فمن غير المقبول أن يستثنى أي إنسان من ممارسة حقه بالمشاركة في انتخابات البلد الذي ينتمي إليه، بداعي عدم تواجده أو إقامته فيه، ففي كل انتخابات العالم تشارك الجاليات في التصويت، أسوة بمواطني البلد عبر الممثليات المتوزعة على امتداد الدول”.

وأوضح: “هذا الاستثناء الذي يطال الحالة الفلسطينية غير مبرر بأي شكل، خاصة في ظل توفر الظروف والإمكانات التي تتيح مشاركة الجميع من مواقع تواجدهم بسهولة و شفافية”.

وبالتالي، إن “أردنا أن نصل حقيقة إلى بناء صحيح للتمثيل الفلسطيني في حال صدق النوايا برأب الصدع وترتيب البيت الداخلي، لابد من توفير المرونة اللازمة لمشاركة الجميع، لأنه من الخشية بمكان أن تؤدي مثل هذه الضوابط غير الصحية إلى خلق حالة انقسام و تمييز من نوع جديد، تزيد من إنهاك الحالة الفلسطينية بدلا من إنعاشها”، على حد قوله.

وفيما يتعلق بمخرجات الانتخابات في حال جرت خلال المرحلة المقبلة، رحب “سكينة” بأي جهود وحدوية تخفف من وطأة “الانقسام البغيض”، الذي شكل كابوسا للشعب الفلسطيني على مدار عقد ونصف من الزمن، مردفا: “في حال كان المقصود من كل ذلك فقط استخدام أوراق هنا أو هناك، فأعتقد أننا سنكون أمام انتكاسة جديدة تعيد القضية إلى الوراء، في الوقت الذي نحتاج فيه لدفع عجلة العمل الوطني كثيرا نحو الأمام”.

مهارات وخبرات

وفي سياق دور الشباب الفلسطيني في الخارج، واحتمالات الضغط على صناع القرار للمشاركة في الانتخابات المقبلة، بين “مسؤول البرامج في شبكة شباب فلسطين في الخارج”، أن الصوت الشبابي بدأ يرتفع فرديا ومؤسساتيا وأدوات الضغط انطلقت وهي في تزايد ولن تتوقف، حتى انتزاع ما يريده هذا الشباب العنيد بالمعنى الإيجابي للكلمة، وصولا إلى ما يتطلع إليه.

مستدركا: “الشباب الفلسطيني لايزال عنوانا رئيسيا في كل تغيير وإنجاز شهدته القضية، ولن يقف متفرجا مكتوف الأيدي أمام ما يجري، وستكون له كلمته التي بدأت بالفعل منطلقا في ذلك من حرصه على المصلحة الوطنية وإنجاز المشروع الوطني الصحيح”.

أما عن انعكاسات عدم مشاركة الشباب في الانتخابات المقبلة على مسار القضية الفلسطينية في الخارج تحديدا، لفت إلى أنها بمثابة فرصة حقيقية يضيعها الآن صناع القرار الفلسطيني.

وأضاف: “تتمثل هذه الفرصة في الجمع بين كينونة الشباب الإبداعية في وسائل النضال والطاقات الكبيرة والمعرفة الدقيقة التي يتمتع بها الشباب المغترب عن فلسطين بداعي الدراسة والعمل، وبين حقيقة القضية واغترابه عنها حيث أن شريحة كبيرة منهم ولد و ترعرع خارج فلسطين المحتلة وفي شتى دول العالم”.

وتابع: وعليه، فإن الشباب الفلسطيني في الخارج يمتلك إمكانات هائلة صراحة، فهو يتكلم لغات متعددة حسب البلدان التي ترعرع فيها، ويفهم ثقافة هذه البلدان جيدا سواء البلدان العربية أو الأوروبية أو اللاتينية، والاستمرار بتهميش كل ذلك، والاستفراد بالتمثيل الفلسطيني لا يمكن أن يقال عنه سوى أنه خطيئة سياسية كبيرة بحق قضيتنا وشعبنا الفلسطيني”، على حد قول “سكينة”.

عقبات وفرص

وحول دور المؤسسات الفلسطينية خارج الأراضي المحتلة، ذكر “سكينة”، أنها تمارس دورها المنوط لخدمة القضية على مدار عقود عدة، وتركز في الوقت نفسه على هموم الشباب الفلسطيني خارج وطنه المحتل، بغية إسناده والاستفادة من طاقاته لخدمة قضيته، خاصة خلال الأشهر القليلة الماضية بالتزامن مع ارتفاع موجات التطبيع، منوها إلى أن شبكة شباب فلسطيني في الخارج كان لها مشاركة واسعة مع مؤسسات دولية لتنظيم مؤتمر يبحث سبل مواجهة التطبيع بكافة الأدوات.

وفي الموضوع نفسه، قال “سكينة”، إن “عددا من المشكلات والتحديات السياسية والاقتصادية والقانونية لا تزال تواجه الكثير من الشباب الفلسطيني خارج وطنه”، متسائلا في الوقت نفسه: “كيف يمكن في حالة الشعب الفلسطيني الذي يستمر اغترابه منذ عقود، ومطلوب منه في ذات الوقت أن يوازن بين إدارة حياته والعمل من أجل قضيته، والآن يتم استثانئه تماما في العملية الانتخابية؟”.

وتابع: ” إن أي منطلق للتعامل مع هذه التحديات والاستفادة من الفرص التي يمتلكها الشباب تكون بضمان وصول صوت هذا الشباب والمشاركة والشراكة في صناعة القرار، وبالتالي مناقشة همومهم وتحدياتهم ودورهم المنشود من خلالهم، ما يعني ضرورة ضغط الشباب أينما وجد لانتزاع حقه في التمثيل عبر الانتخابات المقبلة”.

ودعا في ختام حديثه مع ” قدس برس”، الشباب الفلسطيني في الخارج إلى الاستمرار في الضغط على صناع القرار لانتزاع المطالب والاستجابة لها، وضرورة التنسيق بين المؤسسات الشبابية العاملة في الخارج لإعلاء الصوت وتوحيده صوب خدمة القضية.

وتمنى “سكينة” على صناع القرار الفلسطيني أن لا يضيعوا هذه الفرصة والمناخ الإيجابي الذي يسود المرحلة، وأن يغلبوا المصالح الوطنية الجامعة على أي اعتبارات أخرى ضيقة، فـ”المرحلة الحالية حرجة والمخططات المرصودة خطيرة ولن نستطيع مواجهتها، إلا بحراك موحد وبرنامج موحد تنصهر فيها كل الطاقات الوطنية ومنها الشبابية”.

ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الفلسطينية، على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية في 22 أيار/مايو، ورئاسية في 31 تموز/يوليو، وانتخابات المجلس الوطني (خارج فلسطين) في 31 آب/أغسطس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى