إبراهيم المدهون: انتصار الشعب السوري يشكل نقطة انطلاق لاستعادة قوته واستقراره وتوحيد المنطقة بأسرها
لم أشاهد الشعب السوري بهذه الثقة والقوة والفرح كما رأيته اليوم بعد غياب النظام وسقوطه الذي طالما أرهق البلاد وأثقل كاهلها. رغم عقد كامل من القتل والدمار والاقتتال الداخلي والأزمات المتلاحقة، فإن ما حدث خلال أيام قليلة يحمل في طياته دلالات عظيمة وتغييرًا كبيرًا.
أهنئ الشعب السوري بهذا التحول، وأتمنى له أن يكون قويًا ومستقرًا، وأن يتمكن من ترتيب أولوياته بعيدًا عن أي دوامة جديدة من الأزمات أو الاقتتال الداخلي. سوريا بحاجة اليوم إلى مرحلة من الاستقرار الحقيقي، يعقبها إعادة الإعمار وبناء مستقبل مشرق، خالٍ من الطائفية والفساد والاستبداد الذي عانى منه السوريون طويلًا.
على القيادة الجديدة أن تتعلم من أخطاء الماضي، وأن تفتح المجال للحريات السياسية والشخصية والدينية والفكرية، وأن تسعى لبناء نظام مدني يشارك فيه الجميع بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، دون احتكار للسلطة أو الإقصاء لأي طرف.
نحن الآن أمام تجربة جديدة نتمنى لها كل النجاح، فهي فرصة لإعادة بناء سوريا الحديثة والجميلة، وضمان عدم تكرار المآسي التي عاشها السوريون. كما أن قوة سوريا واستقرارها يعززان قوة المنطقة بأكملها، بما فيها الشعب الفلسطيني، الذي يرى في نجاح سوريا أملاً مشتركًا.
ختامًا، أرسل تحياتي الصادقة إلى الشعب السوري، وأتمنى أن تحمل الأيام القادمة لهم الخير والسلام والازدهار.