عام

الإبادة وواقع الاحتلال ودور النخب في مخاطبة العالم

د. مصطفى البرغوثي في مساحة “لافتات وعي” على منصة 𝕏: ما يجري في غزة أخطر من نكبة 1948

في مساحة جديدة من سلسلة لافتات وعي على منصة 𝕏 (إكس)، مساء الخميس 29 مايو 2025، استضاف الإعلامي المهندس خالد صافي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي، للحديث حول التطورات الخطيرة في قطاع غزة، ودور النخب في مخاطبة العالم.

في مداخلة شاملة، قدّم البرغوثي قراءة سياسية وإنسانية معمقة لما يجري في قطاع غزة، مؤكدًا أن حجم المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يرتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، بل وصفها بأنها أخطر من نكبة عام 1948، في ظل صمت دولي غير مسبوق.

لا حلول وسط.. ولا شرعية للاحتلال

شدّد البرغوثي على أن الحركة الصهيونية بطبيعتها لا تقبل بحلول وسط مع الشعب الفلسطيني، وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية فاشية ولا تقل خطرًا عن أنظمة القمع العنصري التي عرفها التاريخ.

وفي هذا السياق، شدد على أن الاحتلال الإسرائيلي نظام استعمار استيطاني إحلالي فاقد للشرعية الأخلاقية والقانونية، داعيًا إلى تصعيد الجهود الهادفة إلى نزع شرعيته على المستوى الدولي، عبر توثيق الجرائم، وحشد الرأي العام، وتعزيز الخطاب الحقوقي والسياسي الفلسطيني

واعتبر أن الحديث المتكرر عن “حل الدولتين” فقد معناه بالكامل، مضيفًا: “لا يمكن الحديث عن دولة لا تملك سيادة أو سيطرة على حدودها ومقدراتها.. والاعتراف بدولة فلسطينية دون إنهاء الاحتلال هو نوع من النفاق السياسي”.

لا بديل عن الوحدة الوطنية

وفي سياق حديثه عن الأولويات الفلسطينية الداخلية، شدّد البرغوثي على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، ودعا إلى التزام الفصائل الفلسطينية باتفاق بكين باعتباره خطوة نحو بناء جبهة موحدة لمواجهة الاحتلال وتحديات المرحلة.

التطبيع واستهداف الأونروا.. أدوات لتصفية القضية

ورأى البرغوثي أن موجة التطبيع العربي مع الاحتلال، إلى جانب الهجمة التي تتعرض لها وكالة الأونروا، ليست سوى أدوات ممنهجة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وشطب حقوق اللاجئين، وفرض وقائع جديدة على الأرض تسهّل من تمرير المشروع الصهيوني الاستيطاني.

مسؤولية النخب.. وصناعة خطاب تحرّري

وفي ختام حديثه، شدد البرغوثي على أن النخب الفلسطينية والعربية تتحمل مسؤولية كبرى في هذه اللحظة، داعيًا إلى بناء خطاب تحرّري واضح وشجاع، يستند إلى نزع شرعية الاحتلال، وتعرية جرائمه، وفضح نظامه الاستعماري الإحلالي، ومخاطبة شعوب العالم بلغة حقوقية وإنسانية ومبدئية

وأوضح على أن المعركة الحالية ليست عسكرية فقط، بل هي أيضًا معركة وعي وخطاب عالمي، تتطلب من النخب والمؤسسات والإعلام الفلسطيني أن تتحرك بخطاب صريح وموقف ثابت، بهدف إسقاط نظام الاستعمار الاستيطاني الإحلالي الإسرائيلي لا التكيف معه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى