الشيخ عكرمة صبري يدعو فلسطينيي الداخل للرباط ويؤكد: لن نسمح باقتحام الأقصى
حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من محاولة اقتحام جديدة للبلدة القديمة في القدس وللمسجد الأقصى المبارك مؤكدا أن قيام أوساط اليمين الصهيوني بمسيرة استفزاية جديدة من شأنها أن تشعل المواجهات من جديد داعيا فلسطينيي الداخل للرباط في الحرم القدسي الشريف.
ودعا الشيخ صبري المسؤولين الإسرائيليين عن المسيرة الاستفزازية للعدول عن الموضوع وتحاشي تصعيد جديد مؤكدا أن فشلهم محتوم وأن الفلسطينيين يعتبرونها اعتداء عليهم ولم يستبعد أن بعض أوساط اليمين تريد استغلال هذا الاستفزاز لتحقيق غايات سياسية ضمن التجاذبات والمزاودات الداخلية التي لا علاقة للفلسطينيين فيها.
وشدد الشيخ عكرمة صبري على أن الفلسطينيين لن يسكتوا على اقتحام جديد وأن الهبة الشعبية لا تستشير أحدا ولن تنتظر موافقة أحد محذرا من المسيرة الإسرائيلية الاستفزازية وتابع “لن نسمح للمسؤولين عن المسيرة أن تستفز الناس والاقتراب من المسجد الأقصى المبارك”.
ويتوقع الشيخ صبري التصعيد إذا ما جاءت هذه المسيرة لباب العامود مستذكرا منعها من قبل قوات الأمن في المرة السابقة تحاشيا للانفجار وتابع “السماح لهذه المسيرة من جديد يعني أنهم يرغبون بالمواجهة ونرجو أن يكون هناك عقلاء في الجانب الإسرائيلي يحولون دونها”.
دعوة فلسطينيي الداخل للرباط
وسبق ودعا الشيخ عكرمة صبري الفلسطينيين في الداخل، لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه لقطع الطريق على أي محاولة للاستفراد به من قبل الاحتلال والمجموعات الاستيطانية. وأشار صبري خلال خطبة الجمعة الأخيرة في المسجد العمري في مدينة اللد داخل أراضي 48 إلى أن “ما حصل خلال شهر رمضان المبارك والإقبال الكبير من قبل فلسطينيي الداخل كان سببا في قهر وإبطال الأطماع الاستيطانية في القدس”.
وحذر صبري من “السماح للاحتلال بثني فلسطينيي الداخل عن الصلاة في المسجد الأقصى والرباط فيه من خلال عمليات الاعتقال والقمع والملاحقة والتهديد”، وأضاف “ما حصل خلال الأسابيع الماضية في الأراضي الفلسطينية من ردات فعل على المستوى العربي والعالمي يدل على أننا أمة واحدة متماسكة ضد الاحتلال ومؤامراته”.
وقال صبري: “إن كان هناك أي خذلان رسمي لنا فإن هذا لا يعني بأن نستسلم أو نتأثر بل إننا سنبقى في المقدمة لندافع عن مقدساتنا وبلادنا”. وتطرق صبري إلى ما شهدته المدن العربية في الداخل من أحداث قتل مؤكدا أن “تلك الأحداث هي دخيلة عابرة ويجب ألا تؤثر على النسيج الاجتماعي”، داعيا إلى الوحدة من أجل التفرغ للاحتلال والمستوطنين ونواياهم السيئة.
ودعا صبري الأهالي في الداخل للاهتمام باللغة العربية -لغة القرآن- في مواجهة محاولة التهويد المستمرة للأجيال والأحياء وسلب الحضارة والتاريخ من قبل الاحتلال والمستوطنين. وبحسب المعطيات فقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية نحو 2200 مواطن عربي خلال شهر وقدمت أكثر من نحو 200 لائحة اتهام.
تحذيرات إسرائيلية
في المقابل حذر بعض قادة جهاز الأمن الإسرائيلي أمس من أن “مسيرة الأعلام” التي ينظمها المستوطنون واليمين يوم الخميس القريب، قد تؤدي إلى تصعيد أمني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشار موقع “واللا” الإلكتروني إلى أن هذه التحذيرات جاءت قبيل مداولات بمشاركة ممثلين عن الشرطة والشاباك والجيش ووزارة الأمن وجهات أمنية أخرى، موضحا أنه خلال المداولات، ستُستعرض تقارير استخباراتية وتقديرات أمنية حول احتمالات التصعيد في حال تمت الموافقة على المسيرة الاستفزازية.
وكان وزير الأمن في حكومة الاحتلال بيني غانتس من مكان تواجده في الولايات المتحدة قد عبر عن قلقه من مسار “مسيرة الأعلام” داعيا لتغيير مسارها. وبسياق متصل يتعامل الجيش الإسرائيلي بجدية مع تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار يوم السبت الماضي أن “للمسجد الأقصى من يحميه ويدافع عنه، ومستعد لدفع كافة الأثمان في سبيل ذلك”، وأن تجدد المعركة “مع الاحتلال سيغير شكل الشرق الأوسط بأكمله”.
تعريف الأقصى
ونقلت الإذاعة العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله في ختام مداولات ترأسها وزير الأمن، بيني غانتس، أمس الأول إن “الجيش الإسرائيلي نجح، إثر مجهود عسكري كبير جدا، بتهدئة الوضع” في الضفة الغربية أثناء العدوان الأخير على غزة والأحداث في المسجد الأقصى، وأنه “جرى تنفيذ عشرات العمليات ولم يسقط قتلى.
وحذر هذا المصدر أن “مسيرة كهذه المخطط لها في القدس، من شأنها أن تعيد إشعال القدس وأن تأتي بعدها أعمال عنف في بقية المناطق الفلسطينية”. وحسب الإذاعة الإسرائيلية يحذر الشاباك والجيش الإسرائيلي من “العنف المتوقع من جراء تنظيم المسيرة”، وذلك قبل توصل إسرائيل وحماس بوساطة مصر إلى تفاهمات حول تهدئة.
ودعا رئيس الشاباك السابق النائب عن “الليكود“ آفي ديختر للسماح بمسيرة الأعلام كما خطط لها وقال إن إسرائيل ترفض تعريف الفلسطينيين لـ”الأقصى“ وكأنه يعني كل الحرم وكل القدس زاعما أنه من غير المعقول ألا تمارس سيادتها في القدس. وتابع “خرجنا من الجلاء حيث كنا نمنع من القيام بمسيرات مع أعلام إسرائيلية ويحظر أن يرافقنا الجلاء في إسرائيل أيضا. في المرة السابقة لم يسعفنا تغير مسار المسيرة السابقة ولذلك ينبغي السماح بمثل هذه الفعالية بمناسبة “تحرير القدس“ خاصة أن بعض البيوت في البلدة القديمة تتبع ملكيتها ليهود في الماضي. شرطة إسرائيل لديها الحكمة والتجربة كي تبقي على المسيرة بذات المسار ودون حدوث تصعيد”.
دائرة القدس في م.ت.ف تحذر
وسبق أن حذرت دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية من خطورة المشاريع الاستيطانية في المناطق المحيطة بمدينة القدس وخاصة منطقتي الشيخ جراح وباب العامود والتي من شأنها أن تغلق الطريق أمام أي مبادرات سلمية قد تلوح بالأفق موضحة أن مثل هذه المشاريع تهدف إلى طمس معالم المدينة المقدسة العربية الإسلامية المسيحية وتأجيج الصراع وتدفع باتجاه موجة من الغضب الفلسطيني.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد ذكرت أن العمل جار على مشروع ضخم لتغيير معالم حي الشيخ جراح ومنطقة باب العامود بالقدس، وتحويلها من مركز صراع إلى “مركز ترفيهي نابض بالحياة” على حد تعبيرها، موضحة أن بلدية الاحتلال تأمل في تغيير صورة منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح “عن طريق تجديد معماري شامل بتكلفة 70 مليون شيكل”، يشمل “بناء جادة حضرية فسيحة ونابضة بالحياة، ومعروضات ضوئية سيتم وضعها على باب العامود”.
ويشمل المشروع أيضا تجديد المنطقة العامة، ومنطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان إلى الطرف الجنوبي من حي الشيخ جراح، “مع الحفاظ على القيم التاريخية للفضاء”. إضافة إلى تطوير محور شارع السلطان سليمان والأنبياء المطل على الأسوار، فضلا عن تشييد شارع مظلل به صفان عريضان من الأشجار في الموقع الذي سيربط مركز الأعمال بأبواب المدينة القديمة.
وأشارت الدائرة في بيانها أن سلطات الاحتلال لم تستخلص العبر من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية وتواصل تعنتها ومسابقة الزمن وضخ المليارات لتلبية عنجهيتها والتي تحطمت أكثر من مرة على صخرة الصمود الفلسطيني الأسطوري، وتنفيذ سياستها العنصرية بالتطهير العرقي بحق أبناء شعبنا في مدينة وجدت أساسا لتحقيق المحبة والسلام، ما يؤكد أن حكومة الاحتلال غير مستعدة للسلام وتضرب بعرض الحائط كل المبادرات وتدير ظهرها لقرارات الشرعية الدولية التي من شأنها تحقيق سلام عادل وشامل يضمن تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة المترابطة جغرافيا وذات السيادة الكاملة بعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
تهديدات بالقتل ومخاوف من اغتيال سياسي
ودعت الدائرة المجتمع الدولي إلى احترام قراراته وترجمتها بإجراءات عملية فاعلة قادرة على إجبار الاحتلال على وقف سياسة التوسع الاستيطاني في أراضي دولة فلسطين، وعدم التخلي عن مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذه الشعب الفلسطيني الذي ينشد السلام ويطلب الكرامة والحرية والانعتاق من عبودية الاحتلال.
ووجه النائب العربي عن “ميرتس“ عيساوي فريج الموعود بإشغال حقيبة وزارة التعاون الإقليمي في “حكومة التغيير” تهمة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باللعب بالنار ومحاولة إشعال نار كبيرة في القدس قبل تشكيل حكومة تسقطه من الحكم، محذرا من احتمال وقوع اغتيال سياسي جديد بسبب تحريض نتنياهو وقادة اليمين الصهيوني وقال إنه يتلقى يوميا تهديدات بالقتل وإنه يخشى أن هناك عددا من أمثال قاتل إسحق رابين.
وردا على سؤال الإذاعة العامة رجح أن تدوم الحكومة الجديدة أكثر مما يتوقع لها المراقبون ممن يقولون إنها لن تصمد سوى أسابيع أو شهور بسبب الخلافات الحزبية والشخصية بين مكوناتها. وكانت مجموعة كبيرة من حاخامات اليمين قد دعت لـ”فعل كل شيء ممكن من أجل منع قيام “حكومة يسار” وهذا ما اعتبره فريج وعدد كبير من النواب الإسرائيليين فتوى لاستخدام العنف متسائلا وإلا فماذا تعمي مقولة “كل شيء ممكن”؟