الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة كابوس مستوطنات غلاف غزة

تشكلت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية مع بداية عام 23 تّموز/يوليو 2018 بالتزامنِ مع مسيرات العودة ، و أعلنت الفصائل عن تشكيل غرفة مشتركة تضم 12 فصيل مسلح ، تتحدث باسم جميع التشكيلات العسكرية في القطاع ، لإدارة المواجهة مع الاحتلال وتنسق الجهود خلال الاشتباكات والحروب مع الاحتلال الاسرائيلي .

وانبثقت الغرفة المشتركة على خلفية توقيع الفصائل الفلسطينية ، وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت في أيار/مايو 2006 وتحديدًا في البند رقم 10 ، والتي أشارت الى أن: «العمل على تشكيل جبهة مقاومة موحدة باسم جبهة المقاومة الفلسطينية، لقيادة وخوض المقاومة ضد الاحتلال وتوحيد وتنسيق العمل والفعل للمقاومة وتشكيل مرجعية سياسية موحدة لها.».

ورحّبت العديد من الفصائل الفلسطينية بفكرة الغرفة المشتركة وبمضمونها ، حيثُ وصف يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة ، من خلال تصريحات له عبر وسائل الاعلام ، أن “الغرفة تمثّل نواة جيش التحرير ” ، ووصفها “بنموذج للعمل المشترك الذي يمكن أن يُبنى عليه”، فيما قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحماس أن “غُرفة العمليات المشتركة أعطت صورة ناصعة ومشرقة للمقاومة الباسلة”.

في السياق ذاته؛ قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في وقت لاحق :”إن غرفة العمليات المشتركة حققت إنجازًا مهمًا في المعركة الأخيرة ضد الاحتلال، تمثّل في توحيد الفعل العسكري لقوى المقاومة”، ومن جانبٍ آخرٍ؛ اعتبر طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين “أنَّ تصدّي المقاومة المشرّف بغرفة العمليات المشتركة، ترسيخ لمعاني الوحدة الوطنية”.

وعمدت الفصائل منذ ذلك الحين ، في ادارة المشهد العسكري بالقطاع من خلال تلك الغرفة ، لمجابهة الآلة العسكرية الاسرائيلية واتخاذ الاجراءات اللازمة للدفاع عن الشعب الفلسطيني في القطاع .

ويذكر أن أول ظهور للغرف المشتركة بين الفصائل الفلسطينية ، كان بحرب 2008 ، في بيان مشترك بين حركة حماس والجهاد الاسلامي ، حينها شُكّلت أول غرفة موحدة ، وكانت بين حركة حماس والجهاد الاسلامي في مواجهة الاحتلال ، لتنسيق الخطوات العملياتية ، في غزة ، وأصبحت تصدر بيانات باسمها بدلا من اصدار بيان خاص لكل فصيل .
وعبر الكاتب الإسرائيلي يوحاي داهان بصحيفة إسرائيل اليوم ، من مستوطنة سيديروت، الأسبوع الماضي ، ترجمته عربي 21 قائلا إن : “شوارعنا الفارغة توضح خطورة الوضع الأمني فيها، أمر محبط أن تملي منظمة مسلحة معادية تفاصيل واقعنا اليومي، هذا الوضع لا يمكن، ولا يجب أن يستمر، أشعر بالإحباط والأذى والسوء بشأن حالنا، لأننا نعيش حالة من عدم اليقين التام، وهي وصفة لحياة غير صحية، والأكثر إحباطًا أن حم اس، تحدد النغمة، وليس نحن، والأسوأ لنا أننا لا نعرف ماذا سيحدث غدًا، وفي اليوم التالي، فمنذ شهر من الآن، وإطلاق البالونات والصواريخ يستمر من غزة باتجاهنا، مما جعلنا نمر بأيام صعبة”.

وقال الكاتب الإسرائيلي في معاريف رافي كرس بمقاله بالصحيفة، الجمعة ، ترجمته عربي 21 إن “ومن الرغم من تصعيد الاحتلال ضد غزة، لكن الذهاب لمواجهة عسكرية واسعة يعني مغامرة، تقترب من المقامرة، بسبب الكورونا وأزمة الحكومة وتوتر الشمال، أما المقاومة بغزة، فتعلم أن وضعها الإنساني لا يحتمل مواجهة طويلة، مما قد يحتم عليهما مواصلة التصعيد التدريجي، ولسان حالهما “أمسكوا بي قبل أن أجن”!

شمريت مائير الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون الفلسطينية: “حقيقة عودة الغرفة المشتركة للأذرع العسكرية بغزة لنشر الرسائل التصعيدية علامة سيئة لنا، وتعني أنه إن لم تكن وساطة سريعة في الساعات القادمة، سيكون يوم غد السبت من النوع المعروف لـ”إسرائيل”.

وقال شلومو مالكا لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، السبت ، وهو الذي أصيب منزله بوابل من الصواريخ في سديروت ، “لم نسمع صوت الإنذار ، وفجأة حدث انفجار كبير. نهضنا من الفراش وركضنا إلى الملجا، ثم خرجت وشاهدت الدمار. المطبخ كله دُمِّر ، ودُمر طعام السبت. ما زلت لا أستوعب ما حدث ، لقد كانت لدينا معجزة كبيرة. للأسف ، هذا هو الواقع في السنوات العشرين الماضية في سديروت لقد اعتدنا”.

وعقب الصحفي إسرائيلي مناحيم هوروفيتش في صحيفة يديعوت أحرونوت ،الأربعاء، ترجمته عربي 21 إن “السيطرة الكاملة على غزة وحدها ستحقق السلام في الجنوب، لكن لا توجد فرصة للعودة هناك، ويعلم أهل غزة أننا لن نعود للسيطرة عليهم، ويبدو أن قدر مستوطني الغلاف أن يعيشوا هذا الجحيم”.

يشار الى أن المقاومة الفلسطينية أطلقت 1378 صاورخا منذ انشاء الغرفة المشتركة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة ، في 20118 نحو الأراضي المحتلة ، كما افادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية .