المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج يعقد ندوة حول دور فن الكاريكاتير في مناهضة التطبيع
نظم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، مساء السبت 23-1-2021، ندوة رقمية بعنوان “دور فن الكاريكاتير في مناهضة التطبيع”، بمشاركة مجموعة من الفنانين الفلسطينيين، وهي ضمن الأنشطة التمهيدية للمؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع الذي سيعقد نهاية شهر فبراير شباط القادم.
وجاءت الندوة لتسليط الضوء على دور وأهمية الفنون في مقاومة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي عمومًا، ودور الرسوم الكاريكاتورية خصوصا وأثرها شعبيًا عربيًا ودوليًا”
وشارك في الندوة نخبة من فناني الرسم الكاريكاتوري، الفنان عماد حجاج (الأردن)، الفنانة أمية جحا (فلسطين)، الفنان علاء اللقطة (البحرين)، الفنان محمود عباس (السويد)، وأدارها المخرج نورس أبو صالح، كما بثت الندوة مجموعة من القنوات والوكالات الإعلامية.
وقال الفنان عماد حجاج إن: “الشعوب العربية هي اخر الحصون ضد اختراق التطبيع الحاصل وفن الكاريكاتير هو الفن الأقرب إلى الشارع والأكثر تأثيرًا في تغيير مواقف الناس تجاه قضية التطبيع”.
وأضاف: “الرسام لديه بوصلة حقيقية باختيار الموضوع الأقرب والأنسب لحال المواطن ولا يمنع أن يجتهد الرسام أحيانًا ويبتكر ليقدم ما هو جديد لمعالجة القضايا الحياتية للناس في ظل عصر الإعلام الرقمي”.
وأكد حجاج على أن “السياسة تحاصر الرسام”، مشيرًا إلى أن “هناك تخوف لدى البعض من الحديث حول التطبيع، في وقت يهدف الذباب الإلكتروني لتكسير ريشة الفنان لعدم الحديث عن موضوع مثل التطبيع”.
وذكر أن “الكاريكاتير لغة بصرية بسيطة وله تفاعل دولي، وهذا يزيد من حجم الاستهداف والملاحقة من السلطات من أجل منعنا من التطرق لمثل قضية التطبيع”.
ولفت إلى أن “ناجي العلي قال إن فن الكاريكاتير لا يقبل إلا الانحياز لقضية ما، ونحن لن نقبل إلا أن ننحاز للقضية الفلسطينية ونرفض التطبيع”.
وأكد على وجود صراع مع جهات تريد محاصرة فن الكاريكاتير، ولا تريد للرسامين أن يستمروا في رسوماتهم المناهضة للتطبيع.
وشدد حجاج على أن “واجبنا ورسالتنا تملي علينا أن نرسم ما نقتنع فيه، وأن نبقى حصن، ومنبر حقيقي لشعوبنا ونعبر عن ذلك الضمير بكل وضوح وبلا مجاملة، ولن نقبل إلا بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة”.
أما الفنان علاء اللقطة فأشار إلى أننا “نعمل على تعزيز القضية الفلسطينية في نفوس الأجيال القادمة والحالية، ونتصدى لكل من يريد تذويب القضية ويصور المحتل الاسرائيلي على أنه صديق وهو قاتل”.
وأكد على أن “الفن مستهدف، وهناك من سجن ومن قتل ويلاحق لرسوماته لأنها تؤثر ولها تفاعل”.
وذكر اللقطة أن “القلم أثبت أنه أقوى من الرصاص في بعض الميادين، والقاتل والمرتزق لا يمكن أن يحمل ريشة ويتحدث عنها في قضية”.
وأشار إلى أن “الفنان هو الناطق الرسمي باسم الشعوب، وهو يعتبر حرف “لا” الذي يكون في المقدمة ضد خدمة الديكتاتوريات القائمة”.
وذكر أن “أمنية كل الفنانين، رسم لوحة التحرير من ساحات المسجد الأقصى”.
أما الفنانة أمية جحا فقالت إن: “سهام التطبيع طالتنا نحن الفلسطينيين، وكنا نأمل من الأنظمة العربية ألا يكافئوا المحتل الذي قتل شعبنا، ويصورونه على أنه صديق في الوقت الذي يفترض علينا أن نجابه ذلك من خلال الكاريكاتير ليعود الأمل”.
وأضافت: “من المؤلم منع رسوماتي نتيجة الخلاف السياسي، وهذا أحد المعيقات التي يواجهها الفنان ليناضل بكل ما أوتي من موهبة، ولكننا لن نعدم الوسيلة من تقديم كل ما من شأنه تعزيز الوعي تجاه القضايا”.
وتابعت جحا: “يجب أن نهجو بريشتنا العدو وكل المطبعين، فهي أشد عليهم من وقع الرصاص وهذا واجب علينا، ولا أعتقد أن الفنان سيتوقف مهما مورست عليه المضايقات، ولديه رسالة وعليه واجب يجب أن يؤديه”.
وقال الفنان محمود عباس: “كنا في السابق نحارب العدو الصهيوني، واليوم نتجه لمجابهة التطبيع مع العدو، ونزيد الوعي لدى الأجيال بتوضيح صورة المحتل ورفض تقديمه على أنه صديق والتفاعل مع الكاريكاتير في أوروبا أكثر”.
وأشار لوجود “طواقم منظمة وحملات ممنهجة لتزوير الحقائق تجاه القضية الفلسطينية، وللهجوم على رسامي الكاريكاتير من خلال جيوش إلكترونية”.
وأضاف عباس “لن أتخلى أبدًا عن ريشتي خاصة وأنني أستخدمها للحديث عن قضيتي، ومهما تم استهداف الفنان؛ فذلك يزيد إيمانه بالرسالة التي يقدمها من خلال رسوماتنا”.
أما المخرج نورس أبو صالح فقال: “أصبحنا نكتب بجمل مقطعة في ظل محاربة المحتوى الفلسطيني في هذا العصر الرقمي الذي يزيد المسؤولية تجاه الاستمرار في ابتكار الأدوات ومنها الكاريكاتير”.
وأضاف: “من المؤسف أن واقعنا أصبح ساخرًا أكثر من وضعه في رسم كاريكاتير، ولكن تبقى ريشة الفنان أداة ناجحة لمواجهة كل القضايا ومنها رفض التطبيع”.
يشار إلى أن المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع، الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، سيعقد إلكترونيًا في الفترة من (27 فبراير – 3 مارس 2021)، بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وإسلامية وعالمية من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المؤتمر، الذي يتضمن سلسلة من الجلسات الإلكترونية، بحث سبل مواجهة التطبيع بأشكاله كافة مع الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية ويسلط الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني.