عام

المقاومة تشن أعنف عملياتها على الجبهتين: جباليا تُقاتل بلا هوادة.. ولبنان يقلب معادلة الحدود

تشهد الجبهات اللبنانية والفلسطينية تصعيدًا ملحوظًا من جانب المقاومة الإسلامية، حيث تتكثف العمليات النوعية التي ينفذها مجاهدوها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد تسببت هذه العمليات في تكبيد قوات العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ما دفع جيش الاحتلال إلى تراجع تكتيكي في عدة محاور، وسط حالة من الترقب لمزيد من الضربات التي تهدد استمراره على الأرض.

القطاع الغربي في لبنان

في القطاع الغربي من لبنان، أجبرت المقاومة قوات الاحتلال على التراجع إلى ما خلف الحدود اللبنانية بعد سلسلة من الهجمات المركزة. تواصل قوات الاحتلال، التي تمركزت سابقًا في بعض البلدات الحدودية، انسحابها بضغط من عمليات المقاومة. وتتركز المواجهات حاليًا على أطراف بلدة الناقورة، حيث يسعى الاحتلال للسيطرة على بعض المواقع الحيوية عبر التحرك باتجاه وادي حامول، مع بقاء تشكيلات الفرقة 146 في جيش الاحتلال في موقع متراجع منذ أكثر من أسبوع. في مارون الراس، نفذ مقاتلو المقاومة ما يزيد عن 24 عملية باستخدام الأسلحة الصاروخية والطائرات المسيرة، طالت تجمعات العدو، ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوفه وإعطاب عدة آليات.

القطاع الشرقي في لبنان

في القطاع الشرقي، استهدفت المقاومة تجمعات العدو ومواقعه بتغطية نارية كثيفة، أجبرت جيش الاحتلال على الانسحاب من بلدات مثل ميس الجبل، مركبا، ورب ثلاثين. في بلدة كفركلا، تعرضت الوحدات الهندسية التابعة للاحتلال لهجوم مباشر من المقاومة أثناء قيامها بتجريف المنازل والبنى التحتية، حيث تم تدمير جرافات وآليات عسكرية ما أدى إلى سقوط إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين. ووفقًا لمصادر المقاومة، فقد أسفر هجوم صاروخي على موقع العباد عن انفجارات ضخمة أحدثت دمارًا في الموقع وأوقعت العديد من الإصابات في صفوف جنود العدو.

عمليات “خيبر” والصواريخ بعيدة المدى

في سلسلة عمليات “خيبر”، استهدفت المقاومة مواقع عسكرية ولوجستية عميقة داخل الأراضي المحتلة، محققة إصابات مباشرة في منشآت حيوية تشمل قواعد دفاعية ومقرات قيادة تابعة للجيش الإسرائيلي. وقد وصل مدى الهجمات إلى عمق 145 كيلومترًا داخل فلسطين المحتلة، شملت الضواحي الجنوبية لتل أبيب. استخدمت المقاومة الصواريخ النوعية، مثل “فاتح 110″، الذي أطلق لأول مرة ليضرب قاعدة “تسريفين” بمدى 130 كيلومترًا، ما أسفر عن تدمير منشآت حيوية وإصابة أهداف دقيقة داخل القاعدة، مسببًا خسائر ضخمة في المعدات ومقتل عدد من الجنود.

القوة الجوية: المسيرات ونقاط الضعف في دفاعات الاحتلال

فيما يتعلق بالقوة الجوية، واصلت المقاومة استخدامها للطائرات المسيرة في استهداف قواعد العدو ونقاط تمركز قواته، وسط استنفار من الدفاعات الجوية الإسرائيلية. فشلت منظومات الاحتلال الجوية المتطورة في إسقاط عدد كبير من المسيرات، والتي تجاوزت 315 عملية منذ بدء “معركة طوفان الأقصى” و1000 مسيرة مختلفة الأحجام. وقد أكدت تسجيلات متداولة لسكان مستوطنات الجنوب حالات الهلع المستمرة بفعل صافرات الإنذار المتكررة، التي تؤدي إلى نزول المستوطنين إلى الملاجئ.

قطاع غزة: عمليات القسام النوعية في جباليا وتل الزعتر

وفي قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام تنفيذ سلسلة عمليات نوعية استهدفت قوات الاحتلال في مناطق متعددة شمال القطاع، حيث تم تفجير أحد المنازل بعبوة شديدة الانفجار بعد دخول عشرات الجنود إليه، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم في منطقة أرض سليمان بمعسكر جباليا. كما استهدفت الكتائب دبابة من طراز “ميركافا” وجرافة “D9” عسكرية بقذائف وصواريخ موجهة بالقرب من مسجد الياسين في تل الزعتر. وفي عملية مركبة أخرى، قنص مقاتلو القسام جنديًا واستهدفوا قوة راجلة بقذائف مضادة للأفراد، مما أسفر عن خسائر إضافية للعدو. وقد أظهرت الصور الميدانية آثار الدمار الناتج عن العمليات المركزة، في حين أكد شهود العيان أن المقاومة في القطاع تعمل على مدار الساعة على استهداف قوات الاحتلال، ما يضعها في حالة استنزاف مستمرة.

حصيلة خسائر العدو والتأكيد على الاستعداد للمراحل القادمة

تشير الإحصائيات التقديرية إلى مقتل أكثر من 100 جندي إسرائيلي وإصابة أكثر من 1000 آخرين منذ بداية “المناورة البرية” في جنوب لبنان. وتؤكد مصادر المقاومة تدمير 43 دبابة من طراز “ميركافا”، و8 جرافات عسكرية، إلى جانب ناقلات جنود وأسلحة إضافية. مع التصعيد المستمر في العمليات، أفادت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أن مجاهديها قد استكملوا استعداداتهم للرد على أي تطور قادم في الميدان، بما في ذلك احتمالات المواجهة المطولة أو اشتداد وتيرة المعارك في المناطق الحدودية، مؤكدة استعدادها لمواصلة التصدي للاحتلال بكل الوسائل المتاحة، والتمسك بخيار المقاومة حتى تحقيق أهدافها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى