كشفت تقارير عبرية وأخرى دولية ممارسات بشعة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، شملت استخدامهم دروعًا بشرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
بحسب ما أوردته صحيفة هآرتس العبرية، فقد استشهد منير الفقعاوي (41 عامًا) ونجله ياسين بعد اعتقالهما أحياءً أثناء توغل الاحتلال في حيّ الأمل بخانيونس. الجنود اقتحموا منزل العائلة، وحققوا مع الشهيدين أمام أطفالهم، ثم اعتقلوهما وأبلغوا العائلة أنه “لا معنى للسؤال عن مصيرهما”.
عائلة الفقعاوي لم تكن تعلم بمصيرهما إلى أن كشفت محكمة الاحتلال العليا، عبر دعوى قدمتها مؤسسة حقوقية، أن الأب والابن استشهدا في ظروف غامضة بعد اعتقالهما.
بروتوكول “البعوض” المرعب:
أظهرت تحقيقات شبكة CNN الأمريكية ممارسات ممنهجة لجيش الاحتلال تُعرف بـ”بروتوكول البعوض”، يتم فيها إجبار المدنيين الفلسطينيين على دخول الأماكن الخطرة نيابة عن الجنود، لتجنب تعرضهم للمخاطر.
أحد الشهود، شاب فلسطيني من جباليا، أفاد بأنه احتُجز لمدة 47 يومًا واستخدمته قوات الاحتلال في مهام استطلاعية مثل فتح الأبواب والخزائن، ونقل المتعلقات. شبان آخرون أكدوا أن الاحتلال أجبرهم على ارتداء زي عسكري مزود بكاميرات، وأداء مهام استكشاف الأنفاق والألغام.
ضحايا بلا استثناء:
لم تقتصر هذه الانتهاكات على البالغين فقط. محمد شبير، 17 عامًا، روى لشبكة CNN أن قوات الاحتلال اقتادته بعد قتل والده وشقيقته خلال مداهمة منزلهم في خان يونس. “كنت مقيدًا بملابس داخلية فقط، واستخدموني كدرع بشري لإخلاء المنازل والمناطق الخطرة”، قال محمد.
يحظر القانون الدولي الإنساني استخدام المدنيين لحماية الأنشطة العسكرية أو إجبارهم على المشاركة فيها. ومع ذلك، تتكرر هذه الجرائم دون محاسبة. منظمة كسر الصمت، التي توفر منصة للجنود الإسرائيليين للكشف عن الانتهاكات، أكدت انتشار هذه الممارسات في غزة ووصفتها بأنها جزء من سياسة ممنهجة.
المجتمع الدولي مُطالب بالتحرك:
إن هذه الجرائم تُظهر مدى وحشية الاحتلال واستهتاره بالقانون الدولي، ما يدعو إلى تحرك عاجل لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها في المحافل الدولية.