عام

بين استغلال نتنياهو للإبادة وسعي حماس للإنقاذ.. المدهون يوضح أبعاد الكارثة الإنسانية في غزة

سلّط المحلل السياسي ورئيس التحرير بمؤسسة فيميد إبراهيم المدهون الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكثر من 14 شهرًا، مشيرًا إلى عدة محاور رئيسية تُشكّل المشهد الراهن.

أولًا: إبادة ممنهجة ومعاناة إنسانية
قال المدهون: “الاحتلال الإسرائيلي يخوض عملية إبادة ممنهجة وغير مسبوقة في العصر الحديث، تحت أنظار العالم. الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة مأساوية، حيث اجتمعت المآسي من جوع وعطش وتشريد وبرد وفقر، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة”.

وأشار إلى أن شمال قطاع غزة، وخاصة جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، تحوّلت إلى مناطق منكوبة، حيث قال: “هُدمت المنازل وهُجّر سكانها بالكامل. ومع ذلك، يظل الشعب الفلسطيني صامدًا ومتشبثًا بحقه في الحياة والكرامة”.

ثانيًا: موقف حركة حماس
تناول المدهون موقف حركة حماس قائلاً: “حماس تعمل بكل طاقتها لوقف الإبادة الجارية، وتضع على رأس أولوياتها إنقاذ الشعب الفلسطيني وإغاثته، وعودة النازحين إلى ديارهم”.

وأضاف: “أبدت مرونة كبيرة في التعاطي مع المبادرات المطروحة، حيث أبدت استعدادها للقبول بصفقة فورية لوقف الحرب. تجاوبت الحركة بشكل إيجابي مع النصائح والتوصيات من القوى الإقليمية، خاصة من القاهرة، حيث قبلت مبادرتها لتشكيل لجنة إسناد ونقل إدارة ملف غزة إلى السلطة الفلسطينية”.

ولكنه أشار إلى أن السلطة الفلسطينية قابلت هذا العرض بموقف وصفه بـ”غير مسؤول”، وقال: “السلطة رفضت المبادرة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع”.

ثالثًا: موقف الاحتلال ورئيس وزرائه نتنياهو
أوضح المدهون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو متمسكًا بمواصلة الإبادة “لاعتبارات سياسية، في محاولة يائسة لإنقاذ وضعه الداخلي”.

لكنه لفت إلى وجود عاملين قد يحدان من إصرار نتنياهو على استمرار الحرب:

  1. “الوضع الداخلي الإسرائيلي، الذي يشهد انقسامات وتحديات متزايدة”.
  2. “الضغط الأميركي، حيث إن إدارة الرئيس ترامب (وفق التصريحات) تسعى لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن”.

توقعات المرحلة القادمة
ختم المدهون تحليله بتوقعات حول المرحلة المقبلة، حيث قال: “المحادثات الحالية تبدو جادة، وهناك احتمال كبير للتوصل إلى اتفاق خلال فترة تتراوح بين عشرة أيام إلى بضعة أسابيع، إلا إذا اختار نتنياهو إفشال الجهود كما حدث في مرات سابقة”.

دعوة لإنقاذ غزة
أكد المدهون على ضرورة التدخل الدولي لوقف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة قائلاً: “الشعب الفلسطيني يثبت يومًا بعد يوم صلابته وعظمته رغم الظروف القاسية. إلا أن الواقع الإنساني في غزة لم يعد يحتمل. الكارثة التي يشهدها القطاع تتطلب تدخلًا فوريًا من المجتمع الدولي لوقف الحرب وإنهاء معاناة شعبنا”.

ختم المدهون بدعوة واضحة: “يجب على الجميع تحمل مسؤولياته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى