أكد الدكتور خليل الحية، القائم بأعمال رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة، أن هناك اتصالات جارية لتحريك ملف مفاوضات وقف إطلاق النار، وأن الحركة تبدي مرونة في هذا الصدد. في مقابلة تلفزيونية عبر قناة الأقصى، قال الحية: “نحن نبحث في كافة السبل الممكنة لوقف العدوان، ولا نخشى من هذا الطلب، بل نؤكد أن شعبنا الفلسطيني بأسره يريد وقف العدوان”.
وأضاف أن التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التي أكد فيها أن “حماس تريد وقف العدوان”، هي تصريحات تتماشى مع ما تطالب به الحركة، مشيرًا إلى أن حماس وفلسطين بأكملها تسعى لوقف الحرب.
وعن المفاوضات السابقة، أكد الحية أن “حماس” كانت قد وصلت إلى شبه اتفاق مع الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة وبعض قادة الاحتلال، في تموز الماضي، لكن الشروط التي فرضها نتنياهو أدت إلى فشل هذه المحادثات، حيث أكد نتنياهو أن “لا نية له في الوصول إلى اتفاق أو وقف الحرب”. وأضاف أن المقترح الأمريكي الأخير كان يركز على إعادة بعض أسرى الاحتلال، دون التطرق إلى وقف الحرب أو عودة النازحين.
وتابع الحية الحديث عن الفكرة المطروحة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، وهي تشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي” لإدارة شؤون القطاع. وقال: “مصر اقترحت تشكيل هذه اللجنة، ونحن مستعدون للعمل معها، بشرط أن تدير هذه اللجنة غزة بشكل محلي كامل”. وذكر أن الاجتماعات مع حركة فتح وقيادات فلسطينية أخرى في القاهرة كانت مثمرة، حيث تم التوصل إلى توافقات بين جميع الأطراف، وتم تأكيد دعم القمة العربية والإسلامية لهذه المبادرة.
وأوضح الحية أن اللجنة المقترحة ستتكون من مجموعة من المهنيين الفلسطينيين في غزة وستكون مسؤولة عن إدارة كافة القضايا المتعلقة بالحياة اليومية في القطاع، بما في ذلك الصحة والتعليم والشرطة والدفاع المدني والبلديات. وأكد أن هذه اللجنة يجب أن تكون على تنسيق كامل مع الحكومة في الضفة الغربية لضمان التنسيق الوطني وعدم حدوث أي انقسام. وقال: “غزة ليست معزولة عن الضفة الغربية، ونعمل على التنسيق المستمر لحماية مصالح شعبنا”.
وأكد الحية أيضًا أن فتح معبر رفح سيكون خطوة مهمة لإعادة الحياة إلى غزة، وتسهيل حركة السفر، ونقل الجرحى والمرضى، ودخول المساعدات الإنسانية. وأضاف أن حماس مستعدة للتعاون مع السلطة الفلسطينية ومصر لإدارة المعبر وتأمين الاستقرار في القطاع. كما أشار إلى أن الحركة مستعدة للتنسيق مع الشرطة الفلسطينية لتأمين القطاع.
على صعيد آخر، انتقد الحية بشدة بعض حالات سرقة المساعدات الإنسانية من قبل بعض الفلسطينيين، قائلاً: “كيف يمكن أن نقبل بسرقة المساعدات بينما يموت أهلنا جوعًا؟”. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي هو شريك رئيسي في هذه العمليات، حيث يرفض تأمين المساعدات، سواء من الشرطة الفلسطينية أو شركات الأمن، ويمارس سياسة التسبب في مزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني.
وأشار الحية إلى أن الشعب الفلسطيني في الداخل يتصدى لهؤلاء اللصوص، حيث تم تشكيل قوة مجتمعية لحماية المساعدات، رغم أن الاحتلال قتل العشرات منهم. وشدد على أن حماس والفصائل الفلسطينية والعشائر هي التي تسهل إيصال المساعدات إلى المستحقين، في الوقت الذي يحاول الاحتلال تشويه الصورة.
في الختام، أشار الحية إلى أن الحركة تعمل بكل الوسائل المتاحة لتأمين وصول المساعدات إلى مراكز الإيواء والملاجئ والمناطق المتضررة، رغم العراقيل التي يضعها الاحتلال.