تصعيد من الاحتلال بعيد اخفاق “جلبوع”.. وتفاصيل جديدة تكشف
كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية مساء أمس الاثنين، عن تصعيد لإجراءات الاحتلال داخل السجون ضد الأسرى، في أعقاب عملية تحرير ستة أسرى أنفسهم من سجن جلبوع.
وذكرت الهيئة في بيان أن إدارة سجون الاحتلال أجرت تنقلات كبيرة بصفوف الأسرى في السجون، وحولت عددا كبيرا منهم إلى الزنازين، مشيرة إلى أنه جرى تحويل القياديين زيد بسيسو وأنس جرادات إلى التحقيق في سجن الجلمة.
ولفتت إلى أن إدارة سجون الاحتلال امتنعت عن توزيع وجبات الطعام على الأسرى في العديد من السجون والمعتقلات، وعملت على إفراغ سجن جلبوع بالكامل من الأسرى، ونقلهم إلى جهات غير معلومة، منوهة إلى أنه تم توزيع أسرى قسم (2) في جلبوع، وهم المحكومون بالسجن المؤبد على سجون ريمون ونفحة والنقب، إضافة إلى فرض إغلاق كامل على السجون.
احتمالات إسرائيلية
وفي تفاصيل جديدة، أفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، بأن التقديرات الأولية تشير إلى احتمالية أن يكون بعض الأسرى قد فروا إلى الأردن، فيما لا يزال الباقي في منطقة قريبة من وادي مدينة بيسان المحتلة، لافتة إلى أنه نتيجة لذلك تم تكثيف دوريات الشرطة، ونشر أكثر من 200 نقطة تفتيش.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك احتمالية بحدوث اضطرابات داخل السجون الإسرائيلية، مؤكدة أن الافتراض العملي للشرطة أن الأسرى الستة “تم تعريف نصفهم على أنهم معرضون لخطر الفرار (..)”.
ولفتت إلى أن رئيس الحكومة نفتالي بينيت أجرى مشاورات أمنية واسعة بمشاركة وزير الجيش بني غانتس ووزير الأمن الداخلي عمار بار ليف ورئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس جهاز الأمن العام نداف أرغمان، ومفوض الشرطة ومفوض مصلحة السجون الإسرائيلية، وصدر أمر بتقييد الكشف عن تفاصيل التحقيق.
ونقلت الصحيفة عن أحد الشهود، أنه اتصل بالشرطة وأبلغهم برؤيته لثلاثة رجال ملثمين، ومعهم حقائب، وعبروا من بين الأشجار، وكانوا يرتدون ملابس متشابهة في اللون.
إخفاقات
وذكرت “يديعوت” أن التحقيق الذي أجرته الشرطة وإدارة السجون يثير عددا من الإخفاقات، موضحة أن “الحفرة التي هرب منها الفلسطينيون الستة تقع تحت برج الحراسة، ويجري الآن فحص ما إذا كان الحارس نائما، وهو احتمال لا تتناوله مصلحة السجون”.
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: “يشير التحقيق إلى أن ثلاثة من الأسرى الهاربين، كان عليهم تحذيرات استخباراتية بأنهم قد يفرون”.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام عبرية، فإن طول النفق الذي تم حفره يبلغ 25 مترا، ويعتقد أن الحفر تم لأسابيع، دون الانتباه من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، في حين تم اكتشاف عملية “الهروب” بعد ساعتين من خروج الأسرى، ولم يتم تفعيل أجهزة التشويش على الهواتف النقالة.
من جانبها، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن الخريطة الهندسية لسجن جلبوع، سبق وتم نشرها بشكل علني على شبكة الإنترنت، من قبل مكتب الهندسة الذي أشرف على تصاميم بناء السجن، مضيفة أنها كانت متاحة لكل شخص أراد الاطلاع عليها.
وتابعت الصحيفة: “لا يُعرف في هذه المرحلة، ما إذا كانت الخريطة قد ساعدت الأسرى على الهروب من السجن”.
وكان ستة أسرى فلسطينيين نجحوا الليلة الماضية، في انتزاع حريتهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، عبر نفق قاموا بحفره، وأربعة منهم محكمون بالسجن مدى الحياة، ومضى على اعتقالهم 15-25 عاما.
ولاقت العملية ردودا مرحبة من الفصائل الفلسطينية، معتبرين أنها تمثل “هزة شديدة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتشكل صفعة قوية للجيش والنظام كله في إسرائيل”.