إبراهيم المدهون
في خطوة تحمل دلالات قوية، اختار حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب، ليخلف السيد حسن نصر الله الذي اغتيل قبل أكثر من شهر. ويعد هذا الاختيار إشارة واضحة على أن الحزب قد استكمل إعادة ترميم هيكله التنظيمي بعد الضرر الذي لحق به نتيجة الاستهدافات وعمليات الاغتيال المتكررة.
نجح الحزب في إعادة بناء قوته العسكرية وتهيئة قوات النخبة كـ”قوة الرضوان”، كما أعاد تشكيل مجلسه السياسي والتنظيمي باختيار أمين عام جديد. ويعكس هذا التطور مدى التماسك الداخلي الذي يتمتع به الحزب، ويؤكد فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق انهيار شامل داخله، بل يبدو أن الحزب سيخرج من هذه المرحلة أكثر قوة وصمودًا بعد سلسلة الاغتيالات التي استهدفت العديد من قادته.
الشيخ نعيم قاسم، الذي ترعرع في كنف حزب الدعوة، يعد من الشخصيات الدينية المعتدلة وذات الفكر الواسع، وقد شغل سابقًا منصب نائب الأمين العام للسيد عباس الموسوي، ثم للسيد حسن نصر الله. يحظى قاسم بقبول واسع داخل صفوف الحزب، ويؤمن بفكر المقاومة ووحدة الجبهات، مما يجعل اختياره في هذا التوقيت ذا دلالة كبرى.
تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله ليس مجرد خطوة تنظيمية؛ بل هو رسالة سياسية واضحة بأن المقاومة لا تزال متماسكة وجاهزة للتحدي. كما أنه تأكيد على أن آمال الاحتلال الإسرائيلي في كسر إرادة المقاومة قد باءت بالفشل، وأن الحزب مستعد لمرحلة جديدة من الصمود والمواجهة.