صوت فلسطين

حماس: المقاومة الشاملة بكل أشكالها السبيل الوحيد لتحرير فلسطين

أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، على أن المقاومة الشاملة، بكل أساليبها وأشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلّحة، هي السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق الفلسطينية وتحرير الأرض والمقدسات.

وأوضحت الحركة في بيان لها اليوم الثلاثاء، في الذكرى السنوية الـ 34 لانطلاقتها، “أنها جاءت من رحم المعاناة والظلم والعدوان لتأخذ دورها في مسيرة النضال والكفاح الفلسطيني لتحرير الأرض والمقدسات، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة كاملة السيادة على كامل أرض فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس”.

وقال البيان: “كانت انطلاقة حركة حماس امتدادًا طبيعيًا لمسيرة نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته المتواصلة، منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين، مرورًا بثورة البراق، وثورة القسَّام، وإلى اليوم، وكانت علامة فارقة في تاريخه النّاصع وقضيته العادلة، لحفظ قضيته من التغييب والطمس والتصفية، وكتبت فصولًا جديدة من نورٍ ونارٍ، في مواجهة الاحتلال والانتصار لفلسطين؛ أرضها وشعبِها وثوابتها ومقدساتها”.

وأضاف: “أربعة وثلاثون عامًا، وحركة حماس ثابتة الخُطى والأهداف، واضحة البوصلة، عصيّة على الانكسار، وفيّة لمبادئها وتاريخها وشعبها، تحقّق الإنجاز والانتصار، الذي يفخر به كلُّ أبناءِ شعبنا وأمَّتنا، على الرّغم من العدوان المستمر على الشعب والأرض والمقدسات، والتضييق والملاحقة ضد أبنائها وأنصارها، والحصار الذي تتعرّض له من دول وقوى، عسكريًا وأمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا”.

وتعهدت الحركة على أن تبقى ثابتة وحامية ووفيّة للثوابت والمقدسات ودماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني وأن تواصل طريق التحرير والعودة، حتى زوال الاحتلال.

واعتبرت كل محاولات إحياء عمليات التفاوض مع الاحتلال واستجداء ما أسمته “السلام المزعوم” سعيًا وراء سراب، لم يجلب إلا الخيبة والتفريط بثوابت الشعب الفلسطيني.

وشددت على أنَّ مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك هما قلب فلسطين النابض، وعنوان الصراع مع الاحتلال.

وقالت: “لن نقبل المساس بهما (القدس والاقصى)، وإنَّ كلَّ محاولات الاحتلال الاستيطانية والتهويدية والتقسيم الزماني والمكاني والتهجير لن تفلح في طمس المعالم وتغيير الحقائق، وستبقى القدس عاصمة أبدية لفلسطين، والمسجد الأقصى المبارك إسلاميًا خالصًا، يحميهما المرابطون، ويدافعون عنهما بكل قوّة وإرادة، وخلفهم مقاومة باسلة ترفع سيفها في وجه كل عدوان”.

وشددت حركة “حماس” على أنها تعتز بعمقها العربي والإسلامي، الرّسمي والشّعبي، باعتباره العمق الاستراتيجي والحاضنة الأساسية للقضية ومشروع التحرير والعودة.

ودعت إلى ضرورة تبني قرارات جامعة للأمَّة؛ ترسّخ وحدتها وتضامنها وتكاملها، وإلى التوافق على إستراتيجية تستعيد دورها الرّيادي في حماية الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع، ومواجهة المشاريع والمخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للأمَّة.

وطالبت بضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وبناء شراكة حقيقية قائمة على برنامج نضالي موحّد، بين أطياف الشعب الفلسطيني وفصائله كافة، معتبرة ذلك بانه صمَّام الأمان لحماية المشروع الوطني الفلسطيني من التحديات والمخاطر المحدقة به، وهو المدخل الصحيح لمواجهة مخططات الاحتلال الاستيطانية والتهويدية وعدوانه المتصاعد.

وجددت الحركة تأكيدها على أن  الانتخابات الشاملة المتزامنة هي الحاجة الوطنية الملحّة، والأفضل للخروج من الأزمات السياسية القائمة.

وحيت الحركة الأسرى في سجون الاحتلال مؤكدة أنَّ تحريرهم والوفاء لهم على رأس أولوياتها، وانها تقف خلفهم وهم يخوضون معارك الأمعاء الخاوية، ويحفرون أنفاق الحرية، ويقهرون السجّان بصمودهم وإرادتهم.

وقالت: “إنَّ الحصار الظالم على قطاع غزَّة، والمتواصل لأكثر من 15 عامًا، وتفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية والصحية، لأكثر من مليوني مواطن من أبناء شعبنا، في ظل جائحة كورونا، ومع تأخّر إجراءات إعادة الإعمار بعد العدوان الأخير، يستدعي تحرّكًا عاجلًا لإنهاء معاناتهم، وكسر الحصار الفوري عنهم”.

وأضافت: “التمسك بحق العودة باعتباره حقًا أصيلًا، فرديًا وجماعيًا غير قابلٍ للتصرف، وإنَّنا وإذ نرفض كل الحلول التي تسقط قضية اللاجئين وإنهاء حقّ العودة، لنحيّي جماهير شعبنا من اللاجئين في الداخل والشتات، ونثمّن دورهم في مقاومة الاحتلال والحفاظ على الهُوية الوطنية”.

واعتبر البيان تصنيف البرلمان البريطاني لحركة حماس بانها “حركة إرهابية”، يعدُّ خطيئة تضاف إلى سلسلة أخطائه التاريخية بحق الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور المشؤوم، وهو استمرار للانحياز الفاضح للاحتلال العنصري ضدّ شعب أعزل يدافع عن حقوقه المشروعة.

وأكدت على  أنَّ هذا القرار الظالم  بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته، ولن يفلح في ثنيه عن مواصلة النضال دفاعًا عن أرضه ومقدساته.

 ودعت كل الحكومات الغربية وفي مقدّمتها بريطانيا، إلى التوقف عن سياسة الانحياز الأعمى، والاعتذار عن دورها التاريخي بالتسبب بالتهجير والظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني.

واعتبرت الحركة تطبيع بعض الأنظمة العربية الرّسمية مع الاحتلال، وإبرام اتفاقات في مختلف المجالات معه، هو جريمة بحقّ الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية.

وعدّت التطبيع “انتهاكًا للإجماع العربي والإسلامي الرّافض للتطبيع مع هذا العدو المشترك للأمّة، ويفتح الباب واسعًا للاختراق السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي الذي يضرب أمنها القومي واستقرارها في مقتل”، داعية كل الدول التي انزلقت في هذا المنزلق الخطير أن تصحّح مسارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى