بتوقيت القدس

خبراء يبحثون تجارب ناجحة في تمثيل فلسطينيي الخارج

اختتم مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني فعاليات اليوم الثاني من انعقاده، السبت، بجلسة بحثت في آفاق تجارب ناجحة في التمثيل لفلسطينيي الخارج، بمشاركة شخصيات فلسطينية متابعة للشأن الفلسطيني.

وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية سمعان خوري: “إن الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية تحتل فلسطين فيها مركزاً خاصاً في قلب كل دولة من دولها، وجالياتها تعكس تاريخياً وجهداً استطاعت فيه الانخراط في المجتمعات التي تتواجد فيها، وتسطر تاريخاً مزدهراً في الشتات، لا يزال يربطها بأصولها في فلسطين”.

ونبّه خوري إلى أن أبناء الجاليات الفلسطينية، رغم مرور أكثر من مائة عام على وجودهم في القارة، تمكنوا من الحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني، وسرد الرواية الفلسطينية، وتمكنوا من التأثير على الرأي العام الشعبي في دول أمريكا اللاتينية.

وأضاف: “في ظل محاولة السلطة الحاكمة وغير الشرعية والمهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية بدكتاتورية واضحة، وسيطرة التنظيم الواحد على مقدرات الوطن والمواطن؛ فنحن الفلسطينيين في الخارج الذين نشكل أكثر من نصف هذا الشعب، نعتبر أنفسنا دعماً للوحدة الوطنية، وسنداً لشعبنا في مواجهة الاحتلال وإصلاح مؤسساته التي تآكلت وأحاط بها الفساد من كل جهاتها”.

وعدّ أن المشاركة في انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني هو “حق شرعي لن نتخلى عنه، لاختيار القيادة الفلسطينية الملتزمة بالمشروع الوطني يشارك بها جميع أبناء شعبنا للوصول إلى بناء منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها السياسة”.

وتابع: “نحن لسنا أرقاماً بل إمكانيات اقتصادية وسياسية وديمغرافية ذات كفاءات عالية أثبتت وجودها في دول اللجوء وتصر على انتمائها للوطن الفلسطيني، ومحاولة السلطة تهميش فلسطينيي الخارج هو عمل إقصائي وتعسفي، وسنعمل جميعاً على إسقاطه”.

تجربة فلسطينيي أوروبا

وتطرق مازن كحيل، الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، في ورقته حول آفاق وتجارب ناجحة في التمثيل في الخارج، إلى تجربة فلسطينيي أوروبا، ومعايشتهم للعديد من الممارسات الديمقراطية، والمشاركة في صنع القرار عن طريق الانتخابات على مستوى القارة محلياً.

وعدّ كحيل أن مساهمة فلسطينيي الخارج ككتلة تمثل أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، هي “فرصة للخروج من حالة المراوحة في مربع الانقسام، إلى المصالحة”، مشدداً على أن المرحلة اليوم تتطلب من “أصحاب القضية الوقوف موقفاً تاريخياً لجمع قوة الشعب وإمكانياتهم دون تهميش عبر انتخابات يشارك فيها الكل، لإنشاء مجلس وطني قوي وقادر على القيام بمهامه الوطنية”.

وأكد كحيل أن الانتخابات متاحة وممكنة في مختلف أنحاء القارة الأوروبية لعدة أسباب؛ منها “سهولة الحركة وهامش الحرية، والتكنولوجيا المتوفرة، ووجود السفارات الفلسطينية في مختلف أنحاء القارة، وقدرة أوروبا الضامنة”.

ورأى أن العوامل السابقة، تجعل من “الحيوي تمكين فلسطينيي الشتات وفي مقدمتهم فلسطينيو أوروبا من المشاركة الحقيقية في صياغة القرار الفلسطيني؛ وذلك عبر تمثيلهم ديمقراطياً من خلال عملية انتخابية تعكس رؤاهم وتطلعاتهم”.

الانتخابات الفلسطينية

وشكك الدكتور كامل حواش بإمكانية عقد الانتخابات الفلسطينية؛ لكون المراسيم المتعلقة بالانتخابات الصادرة عن محمود عباس، صدرت قبل “إنهاء الانقسام، ولم تحسم طريقة استكمال المجلس الوطني”.

ورأى أن “التسلسل الذي وضعه عباس، هو وضع العربة قبل الجواد، والأصل أن تبدأ انتخابات المجلس الوطني أولاً، لتفرز قيادة جديدة تعيد النظر في المشروع الوطني الفلسطيني، وتعالج المسائل العامة كمستقبل السلطة والعلاقة بينها وبين المنظمة”.

وأشار إلى إمكانية إجراء انتخابات فلسطينية خارج فلسطين، عن طريق التصويت الفعلي عبر صناديق الاقتراع أو البريد أو إلكترونياً، والتجارب الناجحة كثيرة في العالم بهذا الإطار.

وأضاف: “هذا مرتبط بوجود إرادة حقيقية لإطلاق انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، فهل لدى القيادة الفلسطينية الشجاعة لتوفير الظروف لانتخابات المجلس الوطني، أم ستختبئ وراء الذرائع؟!”.

وشدد على أن نقطة البداية لإعادة البوصلة للمشروع الوطني الفلسطيني الصلب، تكون بالعودة “للميثاق الوطني الفلسطيني لعام 1968، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني للكل الفلسطيني، يفرز قيادة جديدة، تضع المشروع الجديد المناسب للمعطيات والتحديات الحالية، ويتم إعادة هيكلة المنظمة”.

وأكد أهمية الحاجة التي وصفها بالحثيثة لـ”حملة وطنية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، تتبنى رؤية الشعب الفلسطيني، والتي بدأت بحشد الفلسطينيين في كل مكان لتكوين قوة ضغط للحصول على الحق الفردي لكل فلسطيني في كل أماكن وجودهم”.

يشار إلى أن مؤتمر الحوار الوطني لفلسطينيي الخارج سيواصل أعماله غداً الأحد 7-3-2021، حيث سيعلن عن وثيقة فلسطينية مهمة في ختام فعالياته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى