خبيران عسكريان: استهداف اليمن يكشف حجم الفشل الاسرائيلي في قطاع غزة
أكد خبراء عسكريون ان المقاومة في غزة مازالت متماسكة وتنفّذ عمليات نوعية توقع قتلى ومصابين بين جنود العدوّ، وذلك من خلال نصب الكمائن الثابته والمتحركة والقصف بقذائف الهاون.
وأضاف الخبراء لـ الاردن24 أن الضربات الجوية التي تمت مؤخرا على اليمن لا تنفصل عما يجري في غزة، وتأتي في سياق محاولة الولايات المتحدة اثبات امتلاكها قوة الردع في ظلّ ما تكبدته حليفتها اسرائيل في قطاع غزة، مشيرين إلى أن تلك الضربات تأتي أيضا في محاولة لتحسين شروط التفاوض للكيان الصهيوني للخروج من مستنقع غزة.
كما أكد الخبراء أن الاحتلال لم يحقق أية نتائج من الأهداف التي أعلن عنها منذ بداية الحرب التي قاربت على (100) يوم.
أبو نوار: الحرب على غزة ستتحوّل إلى حرب استنزاف
وقال الخبير العسكري، اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، أن الحرب على غزة ستتحول إلى حرب استنزاف مستقبلا، حيث ستواصل المقاومة ضرب الاحتلال ونصب الكمائن المتحركة والثابتة بعد إعلان وقف اطلاق النار والتوصل إلى صيغة هدنة طويلة أو متوسطة الأجل، نظرا لعدم قدرة الاحتلال على تطهير المناطق التي أعلن السيطرة عليها في الشمال.
وأضاف أبو نوار لـ الاردن24 أن قوات الاحتلال مازالت تحاول السيطرة على مناطق الوسط لفصل مخيم البريج والمغازي عن النصيرات، لكنها تواجه مقاومة عنيقة من قبل كتائب المقاومة التي تستخدم مدافع الهاون، مبيّنا أن الوضع لايزال غير مستقر في تلك المناطق، والمقاومة تضرب القوات من خلف خطوط العدو باستخدام الأنفاق.
ولفت أبو نوار إلى أن الاحتلال يواجه أيضا مقاومة عنيفة وشرسة في مناطق الجنوب، إذ لم يستطع الدخول إليها وهي تحاول فرض طوق خارجي لقطع الاتصال بين المقاومة في الشمال والوسط والجنوب.
وفيما يتعلق بالحرب على اليمن، تساءل أبو نوار عن كيفية تمكّن الطيران الأمريكي من الوصول إلى اليمن والطيران لمسافة (1600) كلم دون التزود بالوقود، ومن هي الدول التي سمحت باستخدام أجوائها، مشيرا إلى أن العمليات التي نفّذها الطيران الأمريكي تعتبر من أصعب المهمات وتحتاج إلى التزود بالوقود كل فترة.
وبيّن أبو نوار أن القوات الانجليزية استخدمة قذائف BB4 رادارية، مشيرا إلى أن قوات الحوثي لديها (18) نوعا من الصواريخ تمكّنها من الوصول إلى السفن والبواخر.
أبو زيد: الحرب على اليمن تؤشر على حجم الفشل في غزة
من جانبه، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور نضال أبو زيد، أن الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا لليمن تؤكد حجم الفشل الأمريكي والاسرائيلي في غزة، مشددا على أنه لا يمكن فصل تلك الضربات عن كلّ ما يجري في الإقليم.
وأضاف أبو زيد لـ الاردن24 أن الادارة الامريكية تريد الدفع باتجاه مسار دبلوماسي يوفر للجانب الاسرائيلي مخرجا من مأزق الهزيمة في غزة، ضمن سياقات مرضية للجانب الاسرائيلي، وبشكل يخفي أو يخفف من خسارتها الحرب على غزة، لذلك كان لا بدّ من أن تعود صورة الردع الأمريكي الاسرائيلي في المنطقة أولا، ثم بلورة تحول العملية العسكرية إلى شكل جديد بدأ الترويج له على أنه الانتقال للمرحلة الثالثة، بمعنى انسحاب ناعم وسلس من مستنقع الخسائر في غزة بطريقة تحافظ على الجانب الاسرائيلي ولا تعطي فرصة للمقاومة بتبني صيغة الانتصار.
وأشار أبو زيد إلى أن قصف الحوثيين يأتي في أعقاب استهداف القيادي في حماس صالح العاروري بالضاحية الجنوبية في بيروت، وقبله استهداف قيادي في الحرس الثوري الايراني في سوريا، وهذه كلها نقاط قد تكون تحولات نحو التهدئة وليس التصعيد، كون الجانب الأمريكي يحاول اقناع الطرف الاسرائيلي بتهيئة البيئة الاقليمية له للجلوس على طاولة المفاوضات وهو يملك أوراق تفاوضية جيدة، رغم أن الاحتلال لغاية اللحظة لم يحقق أية مكاسب تكتيكية أو استراتيجية في غزة تمكنه من الخروج بصيغة سياسية توافقية ترضي الداخل وتدفعه للجلوس على طاولة المفاوضات.
وبيّن أبو زيد أن كلّا من الاحتلال الصهيوني والجانب الأمريكي يريدان أن يغطيّا فشلهما العسكري في غزة بنجاح اقليمي على الصعيد الاستخباري من خلال الاستهدافات التي تمت مؤخرا سواء في لبنان أو سورية أو اليمن بحجة تامين الممرات المائية الدولية.
المصدر: وكالات