رئيس تشيلي الجديد.. مناصر لفلسطين ويدعم مقاطعة دولة الاحتلال
أعلنت اللجنة الانتخابية في تشيلي، الاثنين، فوز مرشح أقصى اليسار غابريال بوريك (35 عاما) رئيسا للبلاد، في انتصار ساحق على منافسه مرشح اليمين المتطرف خوسيه أنطونيو كاست.
وحصد اليساري الشاب، المناصر للفلسطينيين، والداعم بشدة لمقاطعة البضائع من المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، على 56 بالمئة من إجمالي عدد الأصوات، مقابل 44 بالمئة لمنافسه اليميني المتطرف المؤيد لإسرائيل، بعد فرز أكثر من 99 بالمئة من مراكز التصويت.
ووعد بوريك في خطاب أمام حشد من أنصاره، مساء الأحد، بتحقيق المزيد من “الحقوق الاجتماعية”، مع مراعاة “المسؤولية المالية”. وهنأ الرئيس المنتهية ولايته، سيباستيان بينيرا، الرئيس المنتخب حديثا، الذي سيتولى منصبه رسميا في 11 آذار/ مارس القادم.
ولد بوريك في شباط/ فبراير 1986 بمدينة بونتا أريناس، في أقصى جنوب البلاد. وهو سياسي شاب تزعم جمعية طلاب جامعة الحقوق بتشيلي قبل أن يقتحم عالم السياسة في 2013 ويشارك في الانتخابات البرلمانية كمرشح مستقل. ورغم صغر سنه، انتخب عضوا في مجلس النواب عن منطقة ماغالانيس والقطب الجنوبي التشيلي.
بوريك المنتمي إلى الحزب الشيوعي، والذي سيصبح أصغر رئيس في تاريخ تشيلي، كان منذ فترة طويلة من منتقدي إسرائيل. وعندما كان نائبا في البرلمان، أيد مشروع قانون يقترح مقاطعة البضائع الإسرائيلية من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وفقا لتايمز أوف إسرائيل.
وقال رئيس الجالية التشيلية في دولة الاحتلال، غابرييل كولودرو، في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، إن “بوريك قد صوت لصالح كل مشروع قانون ضد إسرائيل، ووصف إسرائيل بأنها دولة قاتلة في التلفزيون العام، ويدعم باستمرار مقاطعة إسرائيل”.
وفي عام 2019، قدمت منظمة يهودية في تشيلي هدية إلى بوريك؛ بمناسبة عطلة رأس السنة الهجرية، فعلق على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا: “أقدر هذه اللفتة، ولكن يمكنهم البدء بمطالبة إسرائيل بإعادة المحتل لفلسطين بشكل غير قانوني”.
وتستضيف تشيلي واحدة من أكبر التجمعات السكانية الفلسطينية خارج العالم العربي، حيث يعيش في البلاد ما بين 300000 و500000 شخص من أصل فلسطيني.
يشار إلى أن بوريك زار في العام 2018 الضفة الغربية المحتلة مع نائبين مثله في البرلمان، والتقى خلالها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
كما يتوقع محللون أن يسلك بوريك مسار بعض الزعماء اليسارين، على غرار رئيس فنزويلا الراحل هوغو تشافيز، والزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ويشاكس الغرب وإسرائيل. لكن رغم إعجابه بهؤلاء القادة، إلا أن الوضع الذي آلت إليه التجربة الكوبية والفنزويلية ستحتم عليه أن يكون متوازنا في سياساته الاقتصادية والاجتماعية، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
على المستوى الاقتصادي، يعد غابريال بوريك من أبرز المدافعين عن إتاوات التعدين في بلد يزخر بمناجم النحاس وبثروات باطنية أخرى. كما يخطط أيضا لفرض ضريبة على الثروات والطبقة الغنية، إضافة إلى جعل التعليم مجانا في البلاد. فيما وعد بمنح المزيد من “الحقوق الاجتماعية” لسكان تشيلي، مع الحرص في نفس الوقت على اتباع سياسة ضريبية متوازنة.
ومن بين الأهداف الاجتماعية التي يريد تجسيدها على الأرض، تقنين الإجهاض وتسهيله في بلد يحتل الدين فيه مكانة بارزة. ومن المتوقع أن يواجه انتقادات شديدة من اليمين واليمين المتطرف، ومن ممثلي الديانة المسيحية الذين يدافعون على التركيبة العائلية التقليدية.
جدير بالذكر أن غابريال بوريك قال عندما رشح نفسه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية: “إذا كانت تشيلي مهد النظام الليبرالي في أمريكا اللاتينية، فهذه المرة ستكون مقبرته”.