شخصيات تناقش آليات مواجهة الشعوب العربية للتطبيع مع الاحتلال
عقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الإثنين، ثالث جلسات المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع، تحت عنوان “النبض الشعبي العربي المناهض للتطبيع”.
الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الشيخ علي القرة داغي أكد خلال كلمته في المؤتمر أن الاتحاد العام لعلماء المسلمين متفق تماماً على حرمة التطبيع وأنه “خيانة عظمى لله ورسوله وللمسلمين”.
وذكر أن هناك فتوى متأصلة منذ عام 1917، تؤكد على حرمة التنازل عن ذرة واحدة من أرض فلسطين.
وشدد القرة داغي على وجوب المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي بكل تفاصيلها السياسية والاقتصادية، مشيراً إلى أن “شراء المنتجات التي ينتجها الاحتلال محرمة تماماً”.
ودعا لأهمية توحيد الصف الفلسطيني حيث قال: ” ندعو ونطلب من الفلسطينيين بجميع مكوناتهم، أن يتحدوا وأن لا يغتروا بإغراءات المحتلين وأن يتوحدوا على كلمة سواء”.
كما أشاد بدور المرابطين في المسجد الأقصى واقترح إنشاء صندوق شعبي خاص بفلسطين والأقصى بحيث لا يكون بديلاً لمؤسسة القدس وانما صندوقاً شعبياً تدعمه مؤسسات القدس.
من جانبه تحدث الإعلامي المصري معتز مطر حول مواجهة التطبيع الإعلامي والذي أكد أن التطبيع الإعلامي في المشهد الفلسطيني هو الأخطر، خاصة في ظل التسارع في التطبيع مع جيش الاحتلال، والهدف الرئيسي للاحتلال هو التطبيع الإعلامي مع الشعوب.
و اعتبر أن استضافة شخصيات من الاحتلال في البرامج الإعلامية العربية هو طعنة في ظهر القضية الفلسطينية.
وبيّن أن هناك نوعا من التطبيع الخطير يندرج تحت التطبيع الإعلامي وهو التطبيع الفني حيث يتسرب للعقول بكل سهولة، داعياً لضرورة “الوقوف بكل قوة ضد التطبيع الفني والإعلامي بشكل خاص”.
وأضاف مطر: “علينا أن نرفض ونمنع أي تطبيع فني أو قيام أي فنان بالتعامل مع الاحتلال وفضحه ومقاطعته، وهوما حدث في الأيام الماضية في عدة حوادث مثل الرفض الشعبي لقيام بعض الفنانين بالتطبيع ولقاء المحتلين”.
وفي سياق متصل قال الكاتب والمستشار الإعلامي حسام شاكر إن “دعاية التطبيع التي تمارس مع الجماهير هي خطاب كراهية لفلسطين ولإشاعة البغضاء بين الشعوب وضرب القيم”.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يريد من خلال التطبيع، الوصول لجماهير ساذجة تتابع بانبهار ولا تقدم أي اعتراض.
وأشار إلى أن علو الاحتلال في المشهد لا يعني غياب القضية الفلسطينية وإنما يعني تمركزها وأهميتها.
وأوضح شاكر خلال مشاركته في المؤتمر أن تقدم الاحتلال ونجاحه في إقليم من الأقاليم يدل على تقدم في الخلافات والخصام الداخلي لدى تلك الأقاليم.
وبين أن منظومة الوعي لدى الشعوب العربية والفلسطينية كفيلة بأن تعالج تحدي التطبيع الشعبي من خلال التعامل معه بالوعي والثقافة.
وأضاف شاكر: “يمكن كبح الألعاب النفسية التي تمارس ضد الشعوب من خلال كشف حقيقة المحتل أمامها”.
وحول رفض الشعب المغربي للتطبيع ومواجهته لخطر الاختراق قال الصفي في شبكة “إعلاميون مغاربيون ضد التطبيع” يوسف بناصرية إن “خبر تطبيع دول المغرب العربي مع الاحتلال شكل صدمة للشعوب المغربية، وإن الانتقال لهذا المستوى من التطبيع أفزع قلوبنا”.
وذكر أن الغضب الشعبي في المغرب من التطبيع انعكس على شكل ردة فعل ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الشوارع، حيث خرج المغاربة في احتجاجات، تم فضها بالقوة من قبل الشرطة وتم توقيف بعض النشطاء.
وأفاد بأن الاحتلال يراهن على واجهتين في تطبيعه مع الشعب وهما واجهة الإعلام للسيطرة على موقف الشعب المغربي، وواجهة التعليم وكان من أبرز مظاهرها زيارة عدد من الطلبة المغاربة لمعبد يهودي تحت عنوان التعايش.
وبيّن أن مواجهة اختراق الاحتلال للشعوب تكمن في حماية وعي الشعوب من الاختراق.
كما قال بناصرية في سياق متصل إن “طريق مقاومة التطبيع الحقيقة تحتاج من كل فرد أن يتحرك من موقعه لا أن نعلن رفض التطبيع وأن نبرره عندما نرتدي عباءتنا السياسية”.
وشدد على أن الشعب المغربي يرفض التطبيع على الرغم من تطبيع حكومته مع الاحتلال.