فلسطيني الخارج

عائلة فلسطينية يلتئم شملها عبر “زووم”

تمكّن المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) من الجمع بين عائلتي الخليل في فلسطين، وكنعان في لبنان، عبر تطبيق زووم، وذلك بعد 73 عاماً من الافتراق.

وفي التفاصيل؛ فقد كانت مؤسسة “هوية” اللبنانية، قد نشرت قبل عدة سنوات مقابلة مع الحاجة ذيبة يوسف الخليل، من بلدة وعرة المزاريب في الناصرة شمال فلسطين، وجددت نشرها على حسابها في موقع “يوتيوب” في 1 آذار/مارس الماضي؛ حيث تحدثت فيها عن هجرتها من فلسطين إلى لبنان عام 1948 “تحت ضغط الاعتداءات الصهيونية”.

وقالت الحاجة ذيبة في المقابلة التي صُورت بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان، إنها أخرجت معها ابنتها دون أن تجد لها غطاءً، ومشيا معًا على أشواك الصبّار أثناء ترحالهما إلى لبنان، خاتمة حديثها عند سؤالها عن رغبتها بالعودة إلى فلسطين بالقول: “علوّاه (يا ليت).. شقيقاتي ما زلن على قيد الحياة، لا أدري هما اثنتان أم ثلاثة”.

هذا المقطع المصور شاهدتها مؤخراً شقيقتها “سعدة” وأبناؤها الذين يعيشون في فلسطين، فتواصلوا مع مشروع هوية طالبين الوصول إلى الحاجة ذيبة، فهي الأخت التي غادرت فلسطين عام النكبة، ولم يعرفوا لها طريقاً بعد ذلك.

وأوضحت “هوية” أن فريقها سعى للوصول إلى الحاجة ذيبة، وتمكن من الوصول إلى ابنها الحاج عفيف كنعان (أبو العبد) الذي أخبرهم أن الحاجة ذيبة توفاها الله منذ خمس سنوات.

ولكن هذا الخبر المحزن للأقارب في فلسطين؛ لم يحبس فرحة العائلتين بإمساك طرف خيط لإعادة التواصل بين أبناء وأحفاد العائلتين (خليل في فلسطين، وكنعان في لبنان) عبر مشروع مؤسسة “هوية” التي بادرت إلى ترتيب موعد، وجمع أفراد العائلتين في لقاء مفتوح عبر برنامج “زووم”.

ومع ظهور الحاجة سعدة على الشاشة؛ تسمّر الحضور من عائلة كنعان يرقبون حركاتها، ويرصدون كلماتها، مأسورين بدرجة التشابه بالصوت والصورة بين الخالة سعدة ووالدتهم المتوفاة، في لقاء وصفته “هوية” بأنه “كان مفعماً بمشاعر الود والفرح وعبارات الشوق” حيث أعاد “وصل ما انقطع بفعل الاحتلال، وجريمة التشريد والإبعاد”.

ومن الجدير بالذكر أن “هوية” هي مؤسسة لبنانية، تعنى بتوثيق التاريخ الشفوي لفلسطين، وتوثيق العائلات والروابط، لحماية جذور العائلة الفلسطينية، وتسهم في تعزيز التواصل وتمتين الأواصر بين هذه العائلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى