اختتمت المؤسسة الفلسطينية للإعلام “فيميد” الأربعاء 11 سبتمبر الجاري فعاليات مخيمها الإعلامي الأول الذي جمع طلابًا جامعيين ومهتمين بالمجال الإعلامي من مختلف الجنسيات. وقدم المخيم برنامجاً تدريبياً مكثفاً على مدار أربعة أيام، ركز بشكل أساسي على تمكين الشباب من اكتساب المهارات اللازمة في الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، مستهدفاً بناء قدرات المشاركين في نقل الرواية الفلسطينية بأفضل صورة ممكنة في ضوء معركة طوفان الأقصى، وقد حمل المخيم شعار “أصوات حرة نحو الاقصى”
تميز اليوم الأخير من المخيم بندوة بعنوان “الحضور الإعلامي الكاريزمي” التي قدمها أ. مراد أكدينيز، مدير شركة “ريفليكشن” للإنتاج الإعلامي، حيث تحدث عن أهمية الكاريزما والإقناع في الإعلام، مع استعراض المهارات الأساسية للظهور الإعلامي بشخصية جذابة ومؤثرة. تلا ذلك لقاء قدمه المذيع في قناة الحوار أ. جهاد أبو العيس تحت عنوان “إدارة البرامج الحوارية”، تناول فيه القواعد العشر للتقديم الحواري الناجح، مع التركيز على الإعداد الجيد، والتعامل مع الضيوف، وإدارة المواقف الطارئة في البرامج المباشرة.
وفي أجواء تفاعلية، أدار م. خالد صافي نشاطًا بعنوان “هاكاثون الحصاد الإعلامي”، حيث تنافس المشاركون في اختبار معلوماتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها خلال أيام المخيم. وتم في ختام النشاط توزيع الجوائز على الفائزين، وسط أجواء من الحماس والاعتزاز بالنجاحات المحققة.
وكان قد بدأ المخيم صبيحة الأحد المنصرم 8 سبتمبر بندوة “القيمة المضافة في الفيديو الرقمي” التي قدمها د. معاذ العامودي، تلتها جلسة “خبرات وتجارب” مع أ. طه عودة، ثم ندوة “النشر المرئي في الإعلام الرقمي”، وهو نشاط تفاعلي أداره م. خالد صافي. كما تخلل اليوم ندوة “الذكاء الصناعي في الصحافة” مع د. شعبان سهمود، وجلسة “تجارب وخبرات” مع د.علاء اللقطة.
وفي يومه الثاني، قدم أ. فايد أبو شمالة ندوة بعنوان “المطبخ الإخباري والسياسة التحريرية”، تلاها لقاء مع د. سمية أبو عيطة حول تجربتها الصحفية في تغطية حرب الإبادة. فيما أدار م. خالد صافي نشاطًا تفاعليًا حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ثم اختتمت فعاليات اليوم بندوتين؛ إحداهما مع القيادي علي بركة حول “الوعي بالقضية الفلسطينية بعد معركة طوفان الأقصى”، والثانية كانت “تجارب وخبرات” مع الناشط الإعلامي أدهم أبو سلمية.
أما في اليوم الثالث، انطلقت الفعاليات بندوة مع الباحث والصحفي محمد أبو طاقية حول “الإعلام التركي والقضية الفلسطينية”، تلتها “دورة إنتاج الفيديو الرقمي” التي قدمها أ. محمد الحمايدة. كما قدم د. عاصم جرادات ندوة بعنوان “دور السينما البديلة في صناعة الرأي العام”، وفي نهاية اليوم أدار م. خالد صافي نشاطًا تفاعليًا بعنوان “حوارات نخبوية في الإعلام الرقمي” بالإضافة إلى لقاء “تجارب وخبرات” مع أ. عز الدين دويدار مؤسس مشروع “إسناد” والمعني بالتأثير على مجتمع الاحتلال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
اختُتم المخيم بحفل توزيع شهادات على المشاركين، حيث كرّمت مؤسسة “فيميد” الإعلامية المشاركين الذين أظهروا تميزًا والتزامًا في الورش التدريبية، وذلك عقب كلمة مهنية ألقاها المستشار الإعلامي التركي محمد أونالمش.
وأشاد أونالمش بمخيم “فيميد” الإعلامي، مؤكدًا أن هذه الدورات المكثفة والمخيمات تعتبر أدوات هامة لتطوير المهارات المتقدمة، وشدد على أهمية هذه المرحلة في تشكيل جيل مؤثر في المجال الإعلامي. كما قدم مجموعة من النصائح للمتدربين، أبرزها الحفاظ على هويتهم وقضيتهم الفلسطينية، وتعزيز الرواية الفلسطينية، لا سيما في المجتمع التركي. وأعرب عن استعداده لدعم المشاركين والمتطوعين، مشيدًا بالجهود التي بذلتها مؤسسة “فيميد” لتنظيم هذا البرنامج المميز.
وفي كلمة ختامية ألقاها مدير المؤسسة إبراهيم المدهون، أكدت “فيميد” على أهمية هذا المخيم وضرورة البناء عليه، مشيرًا إلى الشراكة المثمرة بين المشاركين والمحاضرين. كما عبّر عن فخره بالنجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من المخيم، وشدد على التزام المؤسسة بمواصلة العمل والتطوير، مع الحفاظ على التواصل المستمر مع الفرق المشاركة والملتحقين بالمخيم في الأيام المقبلة.
وبدورهم عبر المشاركون عن رضاهم العميق بالمخيم، مشيرين إلى أن التجربة كانت استثنائية في تطوير مهاراتهم وتعميق فهمهم لدور الإعلام في القضايا الوطنية.