كل ما تود معرفته عن اللقاحات ..
سأحاول تبسيط مسألة الفاكسينات والفروق بينها بصورة مبسطة لغير المتخصصين
أولا: لنفهم عمل الفاكسين يجب ان نبسط طريقة عمل الجهاز المناعي للجسم
عندما نصاب بڤيروس لأول مرة يدخل هذا الڤيروس الي خلايانا ليتكاثر وينتشر لآخرين (الحفاظ علي النوع).
نتيجة لهذا تقوم خلايانا بانتاج بروتينات غريبة خاصة بالفيروس، كما يحدث تغييرات بسطح خلايانا المصابة نتيجة وجود الڤيروس بها.
جهازنا المناعي مبرمج علي مسح سطح خلايانا باستمرار لاكتشاف اي خلايا غريبة او تغيرت نتيجة لعدوي ڤيروسية او نشاط سرطاني.
عند اكتشاف هذه الخلايا المتغيرة والبروتينات الغريبة يقوم الجهاز المناعي بخطوتين مهمتين:
-انتاج اجسام مضادة تقوم بمعادلة او ترسيب البروتينات الغريبة
-انتاج خلايا ليمفاوية متخصصة تقوم بتدمير الفيروس وغالبا خلايانا المحتوية علي الفيروس (احد اسباب مشاكل الرئة في كوڤيد-١٩)
هذا في اول مقابلة مع الفيروس وتستغرق العملية من اسبوع الي اسبوعين لذا معظم العدوي الفيروسية تختفي خلال هذه المدة الا اذا استطاع الفيروس “ان يخدع” الجهاز المناعي ليستمر في الجسم، مثل فيروس الايدز الذي يعيش في الخلايا المناعية نفسها فيقضي علي مناعتنا.
كيف ينتج الفيروس مكوناته داخل خلايانا؟
هناك نوعين من الحمض النووي داخل خلايانا؛ الDNA وهو الحمض الاساسي والذي يكون الچينات المسئولة عن انتاج البروتينات في اجسامنا في مصانع صغيرة تسمي “الريبوسومات” ribosomes
لكن لتستطيع الريبوسومات ان تنتج البروتينات لابد ان تصلها رسالة محددة من الDNA بنوع البروتين ومكوناته، هذه الرسالة يحملها الحمض النووي الثاني (RNA) والنوع الحامل للرسالة اسمه mRNA او messenger RNA.
والفيروسات نوعين؛ نوع مكون من حمض الDNA مثل فيروس الجدري والهربس وتقوم بغرز نفسها في حمضنا النووي وانتاج mRNA خاص بها يخدع مصانع الخلية لانتاج مكونات الفيروس.
النوع الثاني من الفيروسات مكون من حمض RNA مثل فيروسات كورونا والايدز وغيرها، وهي لاتستطيع ان تغرز نفسها في حمضنا النووي فتقوم بعملية اكثر تعقيدا تختلف من ڤيروس الي ڤيروس لانتاج نسختها من الRNA.
ماذا يحدث عن محاولة الفيروس اصابتنا مرة ثانية؟
يكون الجهاز المناعي غالبا جاهزا هذه المرة لمنع اصابة الفيروس لخلايانا الا اذا تحور الفيروس.
ماذا يعني تحور الفيروس؟
يقوم الفيروس بتغيير البروتين الذي تعرف عليه الجهاز المناعي في المرة الاولي ليخدع الجهاز المناعي مرة ثانية وثالثة مثل فيروسات البرد العادي والانفلونزا
كيف تصنع الڤاكسينات؟
حتي الكوفيد-١٩كانت الڤاكسينات تحضر عن طريق تحضير الفيروس المسئول معمليا ثم اضعافه (بقتله او تغييره چينيا) حتي لايستطيع ان يسبب المرض ثم يتم حقننا به لننتج اجساما مضادة وخلايا متخصصة لمنع الاصابة عند التعرض للفيروس القوي
وهذه هي طريقة عمل الفيروس الصيني.
المشكلة في هذه الطريقة انها بطيئة لان تحضير كميات كبيرة من الفيروس واضعافه والتأكد من اضعافه، تستغرق سنوات.
الطريقة الجديدة التي استحدثها العالم في وباء كوفيد-١٩ هي استخدام الmRNA الخاص بالفيروس بعد تغييره جزئيا وهو طريقة عمل لقاح فايزر ومودرنا.
كما قلنا سابقا يدخل فيروس RNA الي الخلية ويقوم بانتاج بروتيناته عن طريق mRNA،
فلنأخذ هذا الmRNA ونجعله غير قادر الا علي انتاج بعض (وليس كل) مكونات الفيروس.
ينتج البروتينات التي تحفز الجهاز المناعي (spike proteins) دون انتاج نسخ كاملة من الفيروس.
الميزة الواضحة في الmRNA vaccine انها لاتتداخل مع حمضنا النووي، كما ان الmRNA يتكسر بعد فترة قصيرة ولايعد له وجود، كما ان انتاجه تجاريا اسرع وبكميات كبيرة.
عيوبه لانعرفها جيدا بعد لأن التكنولوچيا تستخدم لاول مرة في اللقاحات وان تم استخدامها في علاج الامراض الوراثية وهي مستقبل علاج الامراض الوراثية