“كونوا عباد الله إخوانا”.. خطبة الجمعة في تركيا تدعو للترابط والألفة وعدم التفرقة
بدأت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، بقوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “يا أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد”.
وأضافت أن “بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه الذي كان له شرفا أن يكون مؤذن نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم، تجادل معأحد الصحابة وهو أبو ذر رضي الله عنه. وعندما كان يتجادل أبو ذر رضي الله عنه مع سيدنا بلال رضي الله عنه قال له: يا ابن السوداء.
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان على علم بالحادثة أبا ذر قائلا “يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤفيك جاهلية”.
وتابعت “وفقا لديننا الأسمى الإسلام فإن كل إنسان له قيمة ويستحق الاحترام بغض النظر عن لغته أو عرقه أو لونه أو جنسه أومذهبه أو مزاجه. فالإنسان أشرف المخلوقات ويستحق أن يعيش بشكل يليق بكرامته. وحياة كل شخص وممتلكاته وكرامته لها احترامها ولا يجوز المساس بها. وليس بيننا فضل على بعض إلا بالتقوى أي اجتناب معصية ربنا والامتثال لأوامره والحصولعلى رضوانه”.
وجاء في خطبة الجمعة أيضا “نحن ممثلو الحضارة الإسلامية التي تعتبر أن من الإيمان إزالة الحجر الذي تتعثر به أقدام الناس. فإن المواقف والسلوكيات التي تهين شرف الناس وكرامتهم لا تناسبنا أبدا. فنحن أبناء أمة عزيزة جعلت الرحمة والعدالة والمحبة والاحترام وأخلاق العيش معا مهيمنة في العالم.. لذلك فإن التفرقة والتهميش والاستبعاد والاحتقار لا مكان لها في أي مجال من مجالات حياتنا.. ونحن ممثلو المعرفة الأناضولية التي ترتدي القيم الأخلاقية النبوية. فإن كسر القلب الذي ينظر له ربنا أو إيذائه لايتوافق أبدا مع هويتنا الإسلامية”.
وزادت “يقول سبحانه وتعالى خمس مرات في القرآن (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فالمؤمن الذي يتخذ القرآن الكريم مرشدا له لا ينسى مبدأ الجريمة الفردية. فإن الانتماءات مثل الأسرة والعرق والدين والطائفة لا تتساوى مع أولئك الذين يرتكبون الشر. ولا تدمر حياة أي بريء بتعميم الجريمة المرتكبة”.
وأضافت “يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسل رحمة للعالمين بما يلي (لا تحاسدوا ، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا).. لذلك دعونا نحترم حقوق وقوانين بعضنا البعض، ودعونا نعلم أن اختلافاتنا هو أعظم ثرواتنا.. ودعونا نكون مرتبطين ببعضنا البعض برباط الألفة والمحبة.. (إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين اخويكم)، دعونا نكون بنائين، وليس هدامين، كما أمرت الآية.. ودعونا نكون موحدين، وليس مفرقين. فدعونا نتعامل مع كل شخص من حولنا، وجميع الكائنات الحية وغيرالحية، بالحب والرأفة، وبحساسية (إياك أن تجرح نفسا، فتهدم عرش الرحمن)”.
وختمت “دعونا نحارب جميع أنواع الأقوال والمواقف والسلوكيات التي من شأنها أن تضر بوحدتنا وتضامننا وسلامنا وطمأنينيتنا الاجتماعية، فلا ننسى أنه طالما حافظنا على وحدتنا وتكاتفنا وأخوتنا، لا توجد عقبة لا يمكننا التغلب عليها، ولا مشكلة لا يمكننا مواجهتها”.