لندن .. مختصون يدعون إلى إعادة الزخم للقرار الأممي “194”
دعا متحدثون مختصون، إلى إعادة الزخم لقرار الأمم المتحدة “194” الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
جاء ذلك في ندوة بعنوان “73 عامًا من قرار الأمم المتحدة رقم 194″، بختام فعاليات “أسبوع العودة” السنوي الثاني، الذي انطلق مطلع الأسبوع الماضي، في العاصمة البريطانية لندن، بتنظيم من “مركز العودة الفلسطيني” المتخصص في حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
والقرار “194” الصادر في 11 كانون أول/ديسمبر 1948، يعتبر من أشهر القرارات الدولية. ورغم ان القوة القانونية لهذا القرار ليست الا أدبية في معناها القانوني، الا ان التأكيد عليه كل عام في الجمعية العامة اعطاه هذا البعد.
ويدعو القرار إلى تطبيق حق العودة كجزء أساسي وأصيل من القانون الدولي، ويؤكد على وجوب السماح للراغبين من اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصلية، والخيار هنا يعود إلى صاحب الحق في أن يعود وليس لغيره أن يقرر نيابة عنه أو يمنعه، وإذا منع من العودة بالقوة، فهذا يعتبر عملًا عدوانيًا.
قرار مركزي
وفي أولى المداخلات، دعا الناشط ميكو بيلد، إلى إنهاء الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، باعتبار أن حق العودة قانوني ومقدس للاجئين ولا يجب التفاوض حوله تحت أي ظرف أو شرط.
ونبه بيلد إلى أن القرار 194 بالغ الأهمية، بل يُعد أهم قرار لصالح اللاجئين الفلسطينيين في الأمم المتحدة.
وتابع: “لا بد أن نضعه (قرار 194) في مقدمة الخطاب الفلسطيني ويكون مركزيا في الحوار حول القضية الفلسطينية ويجب أن يدفع به أمام المسؤولين وصناع القرار”.
وحذر بيلد بالقول: “إذا لم يطالب الفلسطينيون باستمرار في تطبيق القرار 194 فإنهم لن يستطيعوا تفعيله وسيصبح أمرا صعبا”.
وأكد وجوب تنوير الأجيال الفلسطينية بأن تاريخ بلادهم كان حافلا وراقيا ونابضا بالحياة قبل أن تحدث عمليات التدمير والطمس للقرى الفلسطينية وتهجير سكانها عام 1948.
الجيل الجديد لن ينسى
بدوره، أكد المؤرخ والباحث الفلسطيني البارز سلمان أبو ستة، أن منع حق العودة للاجئين الفلسطينيين، “يُعد جريمة بحد ذاته”، مضيفا أنه “لا يجب أن تستمر النكبة كصفحة سوداء في تاريخ البشرية”.
وأكد أبو ستة، أن الجيل الجديد من الفلسطينيين لن ينسى حق العودة والدليل على ذلك تحركاتهم في حي الشيخ جراح واللد وحيفا وفي أصقاع الأرض.
ونبه إلى أن كثير من اليهود حول العالم باتوا يسألون عن حق العودة وكيف يمكن تطبيقه، حيث أصبحوا يدركون أنه تم تضليلهم لفترة طويلة.
ولفت الانتباه إلى أن اللاجئيين الفلسطينيين يمكنهم العودة بواقعية إلى وطنهم دون تهجير اليهود.
واستدل أبو ستة في تصريحاته، إلى دراسات أثبتت تواجد أعداد قليلة من المستوطنين في 246 مكانا بينما معظمهم يعيشون في 50 موقعا داخل أراضي الـ48، أي أقل من 5 في المائة من المزاعم الإسرائيلية بتواجدهم في 924 مكانا.
وشدد على أن فلسطين في قلب وبال كل فلسطيني، وغزة هي المحتوى الذي منه ينطلق حق العودة للاجئين، ومليوني نسمة من سكانه يعيشون في مناطق تبعد عن ديارهم الأصلية ساعات قليلة.
وأكد المؤرخ أبو ستة على ضرورة “أن تنتهي الصهيونية بكل حروبها وعدوانها واحتلالها”.
تلاعب الحكومات الغربية
من جانبه، قدم-الأكاديمي اللكندي تيري ريمبل، سردا للفجوات القانونية بين المبدأ والممارسة عندما يتعلق الأمر بحق العودة.
وناقش ريمبل، تلاعب عدد من الحكومات الغربية بالقرار 194 في محاولة لحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقهم غير القابل للتصرف في العودة.
يشار إلى أن أسبوع العودة هي فعالية سنوية أطلقها مركز العودة الفلسطيني لأول مرة عام 2020 وتهدف إلى إحياء الذكرى السنوية لقرار حق العودة الفلسطيني رقم 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة (11 ديسمبر 1948)، وكذلك ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (10 ديسمبر 1948) بالإضافة إلى ذكرى تأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا (8 ديسمبر 1949)، بحسب ما أورده المركز على موقع الالكتروني.