مختصون يؤكدون على أهمية دور فلسطينيي الخارج وضرورة تمثيلهم في المجلس الوطني ومؤسسات منظمة التحرير
أكد مختصون خلال ندوة بعنوان “دور فلسطينيي الخارج في المشروع الوطني الموحد”، على أهمية أن يكون لفلسطينيي الخارج دور فعال في الحالة الفلسطينية والمشاركة في المجلس الوطني ومؤسسات منظمة التحرير، ومواجهة المشاريع التصفوية من صفقة القرن والتطبيع وقرارات الضم.
وجاءت الندوة ضمن مؤتمر نظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، السبت 31-10-2020، تحت شعار “أولويات القضية الفلسطينية في المرحلة القادمة ودور فلسطينيي الخارج المنشود”، بمشاركة شخصيات فلسطينية من دول متعددة.
أطالب بحل السلطة وانتخاب مجلس وطني يمثل الداخل والخارج
ربحي حلوم
وحول دور الشتات في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها، أكد السفير الفلسطيني السابق الدكتور ربحي حلوم على أهمية إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني تحت إشراف قيادة جماعية فلسطينية تقود المرحلة الانتقالية وأدواتها النضالية عن طريق انتخابات حرة لجميع أطياف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
وانتقد حلوم سياسة رئيس السلطة محمود عباس فيما يتعلق بالتمسك باتفاقية أوسلو واستمرار الانقسام الفلسطيني وملف الانتخابات وحصار قطاع غزة.
كما دعا حلوم إلى حل السلطة الفلسطينية وإعادة انتخاب المجلس الوطني أولاً بمشاركة الداخل والخارج ومن ثم الانتخابات التشريعية والرئاسية، وطالب بعقد مؤتمرات فلسطينية في مختلف القارات لإيجاد قيادة فلسطينية جديرة بقيادة المرحلة.
التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية منحتنا فرصاً جديدة كالمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج
وائل شديد
الباحث الاستراتيجي الدكتور وائل شديد تناول في ورقته الفرص والتحديات التي تواجه دور الشتات الفلسطيني، حيث أكد على أن العقبات التي تمر بها القضية الفلسطينية وخاصة مشاريع الضم الإسرائيلية، فتحت فرصاً جديدة أمام “الجمود الحالي في القضية الفلسطينية، ومن خلال طرح مبادرات جديدة مثل المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الذي لا يأخذ شكلاً تنظيما”.
وأضاف: “إن التعامل مع هذه الفرصة في قلب هذا التحدي يتطلب نمط تفكير بطريقة مختلفة وخارجة عن الصندوق تندفع نحو تشكيل رؤية عمل محددة وواضحة تستخدم أدوات عمل جديدة لم تستخدم في السابق. كما تتطلب تطوير طريقة وهيكلية جديدة تتناغم مع هذه الفرصة بعيداً عن تعقيد التنظيمات والأحزاب”.
ولمواجهة مشاريع الضم، دعا شديد إلى إطلاق حراك شعبي فلسطيني موحد في الخارج ضد الضم، بالإضافة إلى تحرك الفلسطينيين في الأردن ورفض الضم والتوطين، وحشد الجماهير العربية والإسلامية والمتضامين ضد السياسة الإسرائيلية الاستيطانية.
وتابع قائلا: “لابد من طرح مبادرة جديدة لمخاطبة الجيل الفلسطيني الشاب ومن هم في السن أقل من 40 عاماً، حيث إن هذه الفئة هي أساس لأي عمل مستقبلي، وأن يبادر المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بدعوة المكونات الفلسطينية الشعبية والوطنية والثقافية والعلمية والسياسية والاقتصادية لتشكيل مبادرة من كل هذه المكونات تدعو رئيس المجلس الوطني الحالي لعقد لقاء للمجلس الوطني الفلسطيني ممثلاً فيه جميع المكونات الفلسطينية الفصائلية والمستقلة والتجمعات وغير ذلك، على أن تعطى مهلة ثلاثة شهور لتلبية ذلك، وفي حال عدم الاستجابة يتنادى الكل الفلسطيني في الخارج لتشكيل الجمعية الوطنية لفلسطينية”.
وبحسب شديد فإن مبادرة “الجمعية الوطنية الفلسطينية” لا تشكل بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية، “بل إذا تم فتح أبواب المنظمة والمجلس الوطني الفلسطيني فإن ممثلي الجمعية الوطنية لفلسطينيي الخارج سيكونون أعضاء فيها”.
لا بد من تحرك رسمي للفلسطينيين في الخارج والتركيز على الدبلوماسية الشعبية
بشار شلبي
وحول دور الشتات الفلسطيني على الصعيد الرسمي الإقليمي والدولي؛ تحدث الأستاذ بشار شلبي عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وقدم شرحاً حول الوجود الفلسطيني في الخارج بالإحصائيات، مشيراً إلى أهمية دور الشباب الفلسطيني.
كما تطرق شلبي إلى الإمكانيات التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني في الشتات والتي تمكنه من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الجوانب الحقوقية والدولية، وحشد الدعم للقضية الفلسطينية ومواجهة التطبيع.
وأشار إلى أهمية وجود تحرك رسمي للفلسطينيين في الخارج، وذلك انطلاقاً من الطاقات التي يمتلكها الشعب الفلسطيني في الشتات، وإيجاد هياكل ومؤسسات تخاطب الدول.
كما دعا في ورقته إلى ضرورة التركيز على الدبلوماسية الشعبية وتشكيل مجموعات ضاغطة تؤثر في المستويات الرسمية للدول والمجتمع الدولي ودعم الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية.
أدعو إلى إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير والاهتمام بالعمل المدني الفلسطيني
محمد مشينش
الأستاذ محمد مشينش رئيس الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين “فيدار” تحدث في ورقته حول دور مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية في الشتات في البعد الإقليمي والدولي، حيث أشار إلى واقع المجتمع المدني الفلسطيني في الخارج منذ ما قبل توقيع أوسلو وحتى اليوم.
وتطرق مشينش إلى أهمية مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ودورها في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وتحقيق التكامل بين مختلف التوجهات الفلسطينية في الخارج وتجاوز عقبات الانقسام الفلسطيني.
كما نوه إلى أهمية المؤسسات الفلسطينية في حشد الطاقات والكفاءات لخدمة القضية الفلسطينية، وإقامة الفعاليات الداعمة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني في الداخل.
وتحدث عن دور المؤسسات الفلسطينية في نقل حقيقة ما يجري ضد الشعب الفلسطيني إلى المجتمعات والدول المختلفة التي يتواجد بها أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج، والعمل على تشكيل لوبيات داعمة للقضية الفلسطينية، وتوفير الدعم السياسي والقانوني للفلسطينيين في الداخل.
ودعا مشينش إلى الاهتمام بقطاع المؤسسات المدنية، وإعادة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والتنسيق الفعال بين المؤسسات الفلسطينية حول العالم.