بتوقيت القدس

مستشرقون إسرائيليون يحذرون من انهيار اتفاقيات التطبيع

قال خبير عسكري إسرائيلي إن “العلاقات التطبيعية مع عدد من الدول العربية، تحيط بها سلسلة من المخاطر، رغم أن التغيير الجيوسياسي الذي أحدثته سيبقى منطلقا للنقاشات الإسرائيلية حول مستقبل العلاقة مع دول الخليج، من خلال تناول الفرص والمخاطر الكامنة فيها”.

وأضاف عامي روحكس دومبا في تقريره على مجلة يسرائيل ديفينس، ترجمته “عربي21” أن “هذه الاتفاقيات شكلت محور اهتمام المؤتمر الأكاديمي في كلية الجليل الغربي في إسرائيل، بحضور باحثين بارزين من إسرائيل والمنطقة، بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس من أقسام دراسات الشرق الأوسط”. 

وأكد أنه “منذ اتفاقية التطبيع الأخيرة بوساطة أمريكية بين الإمارات وإسرائيل، وفق صيغة أسماها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اسم “السلام مقابل السلام”، حدثت العديد من المناقشات العامة والأكاديمية حول الاتجاه المتزايد بين الدول العربية والإسلامية لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل، وهي التي بدأت مع الإمارات والبحرين، وصولا إلى السودان، وانتهاء بالمغرب”. 

البروفيسور رونين يتسحاق، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بأكاديمية الجليل، قال إنه “رغم البداية الساخنة للعلاقات الإسرائيلية الخليجية العربية، لكنها قد تنحرف، وتصاب بالبرد في حالة حدوث جولة عنيفة ضد الفلسطينيين، أو عملية عسكرية إسرائيلية في إيران، دون علم قادة الدول العربية بها، أو التورط فيها. اتفاقية أبراهام تحالف استراتيجي لا رجعة عنه، ولكن إذا شعرت تلك الدول بأن إسرائيل خدعتها، فستلغي الاتفاقية”.


وأضاف أن “اتفاقيات التطبيع هي نتيجة نشاط سياسي سري وطويل الأمد بين إسرائيل وجيرانها العرب، وشملت العلاقات الصناعية، ونتيجة لثمار التعاون المدني، وليس العسكري بالضرورة، كما نرى الآن، خاصة أن الجيل الجديد من قادة الخليج يتطلعون إلى الخارج، ويهتمون بشؤون المنطقة، ويريدون التأثير على الساحة الاستراتيجية”.

البروفيسور نسيم بن دافيد، رئيس أكاديمية الجليل الغربي قال إن “الساحة الجيوسياسية في الشرق الأوسط تتغير باستمرار، مع فرص بناء العلاقات والشراكات لدول المنطقة، لكن هذه العلاقات قد تتدهور، وتجعل من الصعب بناء الثقة والتفاعل بين الأطراف، وطالما استمرت إسرائيل بتطوير مواردها البشرية، فإنها ستظل نقطة جذب للشركات الدولية التي تسعى جاهدة لتدفق المعرفة منا إليها وللتفاعلات التي تساعد على نموها”. 

وأشار إلى أن “الاتفاقيات التطبيعية فرصة لأن تؤكد لصناع القرار على ضرورة توسيع ميزانية الجهاز الأكاديمي، وضرورة زيادة الاستثمار في تطوير مجالات المعرفة، التي من شأنها زيادة أهمية رأس المال البشري الإسرائيلي، وإشراكه في اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية”.

وأوضح أن “هذه الاتفاقيات فضلا عن كونها تسعى لتحديد شبكة المصالح الخليجية الإسرائيلية تجاه إيران، فإنها توحدهما وتحثهما على تعزيز التعاون، وتنعكس علاقاتهما في تعاون واسع النطاق، لا سيما في المجال التكنولوجي، حيث تعمل الصناعات عالية التقنية والشركات الزراعية الإسرائيلية في دول الخليج منذ سنوات طويلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى