مهرجان الألعاب بـ”وان” التركية.. تمازج ثقافي بمشاركة فلسطينية
يتواصل مهرجان الألعاب التقليدية المقام بمحافظة “وان” التركية، لليوم الثاني، في حدث يشهد تمازجا بين الثقافتين التركية والعربية استبشر به مشاركون؛ حيث رأه كثيرون فاتحة خير للعلاقات بين الجانبين.
والإثنين، بدأت فعاليات المهرجان الذي ينظمه المركز الثقافي التركي، بعرض عسكري للطيران التركي وعروض فنية وتراثية شملت أدوات عسكرية ومعدات لقوات الأمن والدرك، وتحف ولوحات وأطعمة ومشروبات ومصنوعات، كما تضمن معارض للدول المشاركة.
وأمس الثلاثاء، استمرت فعاليات اليوم الثاني من المهرجان الذي يستمر لأربعة أيام، وتضمنت أيضا معارض لأبرز المنتجات التراثية التركية وعروض فنية لثقافات الدول العربية المشاركة عبر أزياء بلدانهم التقليدية، وعاداتهم وتراثهم، وفق مراسل الأناضول.
ويشارك في المهرجان ممثلون عن 23 دولة من مختلف دول العالم، منها 8 دول عربية هي الأردن وفلسطين ولبنان وتونس ومصر والمغرب وقطر والسودان، جرى اختيارهم من قبل المركز الثقافي.
وأعرب المشاركون العرب، في أحاديث منفصلة للأناضول، على هامش فعاليات اليوم الثاني، عن سعادتهم لتمثيل بلدانهم والمشاركة في المهرجان والتعرف أكثر على الثقافة التركية.
فيما قال أسيد بدوان، من فلسطين، إنه جاء إلى تركيا “ممثلا عن الشعب الفلسطيني للمشاركة في هذا المهرجان”، وأكد أن “تركيا دائما تقف إلى جانبنا ولنا الشرف أن نشارك معها في هذه المناسبة”.
زاهر سلطان، من لبنان، قال: “أول مرة نشارك في هذه الاحتفالية، وهي مشاركة مهمة، وإن شاء الله تكون فاتحة خير في العلاقات بين تركيا والدول العربية الأخرى”.
وأضاف سلطان، أنه يقوم بالإشراف على تدريب اللبنانيين وتعليمهم رياضة القوس والنشاب بالتنسيق مع السفارة والمركز الثقافي التركيين في بيروت.
المغربي إلياس فتح، اعتبر بأن المهرجان “أتاح لنا التعرف على الثقافة التركية عن قرب وبشكل مباشر”.
ويشهد المهرجان أيضا، ألعابا تقليدية منها رياضة المصارعة و”الجيريت” التي تقوم على ركوب الخيل ورمي الرماح على فرسان، وألعابا أخرى مارستها القبائل التركية في آسيا الوسطى.
المصرية رحاب هاشم، قالت إنها طالبة في “معهد يونس إمرة الثقافي” التركي، وقد جاءت لتمثل مصر، وذكرت أنها شاركت بمسابقة الرماية مرتين، لكنها سعيدة أن تكون في تركيا هذه المرة.
أما، دانة ردادي، عبرت عن سعادتها للمشاركة باسم تونس؛ لتقوم بتعريف ثقافتها للأتراك ولكل البلدان المشاركة.
ويأتي المهرجان بمناسبة الاحتفال بالذكرى 950 لمعركة “ملاذكرد” التي انتصر فيها السلاجقة الأتراك على الإمبراطورية البيزنطية عام 1071م، ومن المقرر أن تستمر فعالياته حتى الخميس.
آية أبو خلف من الأردن، وصفت فعاليات المهرجان بـ”الرائعة” وأنها تتعرف على ثقافات مختلفة فيه، واعتبرت أن معركة “ملاذكرد” بأنها “شهادة التاريخ على الحاضر”.
أما القطرية لولوة المالكي، فبينت بأن المهرجان يحتوي على الكثير من الفعاليات، و”جئت للمشاركة بفعالية الرماية مع زملائي العرب”، وفق تعبيرها.
إسراء مكي، من السودان، لم تختلف في حديثها عن زملائها السابقين، مؤكدة أن برنامج المهرجان “مميز وكل شيء يسير على ما يرام”.
ووقعت معركة ملاذكرد في 26 أغسطس/ آب 1071، حيث تمكن فيها السلطان السلجوقي ألب أرسلان، من هزيمة الجيش البيزنطي بقيادة الإمبراطور رومانوس الرابع ديوجينيس.
وعقب النصر بأربعة أعوام أقيمت دولة سلاجقة الروم، التي أعقبها إعلان إحدى أكبر دول العالم وهي الدولة العثمانية، مما فتح الطريق أمام الأتراك للتقدم في آسيا الصغرى التي باتت تعرف حالياً باسم تركيا، وشكل منعطفا تاريخيًّا في المنطقة.