رئيس التحرير

هل تتدخل إيران عسكرياً في حرب لبنان؟ سيناريو مواجهة دولية محتملة

رئيس التحرير في مؤسسة فيميد، إبراهيم المدهون

حذر محللون من أن تدخل إيران في الحرب الدائرة بين “إسرائيل” وحزب الله قد يعني مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، إذ من شبه المؤكد أن مثل هذا التدخل سيجر واشنطن إلى التدخل العسكري. في الوقت الحالي، تتبنى الولايات المتحدة سياسة تمكّن “إسرائيل” وحزب الله من إدارة المعركة دون تدخل أمريكي مباشر، لكنها تقدم دعماً لوجستياً وعسكرياً شاملاً للاحتلال. إلا أنه في حال قررت إيران أو أي قوة إقليمية أخرى التدخل بشكل مباشر، فإن واشنطن قد تضطر إلى استخدام قوتها العسكرية الكبيرة، مما قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق ضد إيران، بما في ذلك احتمالية اللجوء إلى أدوات الردع الكبرى، مثل الأسلحة النووية.

مع ذلك، من المتوقع أن تواصل إيران دعم حزب الله ماليًا وعسكريًا، وربما تسعى لإنشاء جسر بري يمكنها من تقديم الدعم المباشر من طهران إلى لبنان. غير أن أي تدخل إيراني مباشر قد يؤدي إلى إشعال فتيل حرب إقليمية واسعة، أو حتى دولية، حيث تتشابك المصالح الاستراتيجية وتتشابك الأطراف المنخرطة في الصراع.

يرى مراقبون أن الدعوات إلى تدخل إيراني تحمل هدفين متناقضين: الأول، هو محاولة توريط إيران في مواجهة غير متكافئة مع الولايات المتحدة، وهو ما يسعى إليه خصومها. أما الهدف الثاني، فهو الضغط على “إسرائيل” وتوجيه ضربات قاصمة للاحتلال الصهيوني.

من وجهة نظري، من غير المرجح أن تنخرط إيران عسكرياً بشكل مباشر في هذه الحرب. ستستمر طهران في تبني سياستها الاستراتيجية القائمة على دعم حلفائها بشكل غير مباشر، دون الانخراط الكامل في المعركة. ومع ذلك، هذا لا يعني أن إيران ستكون بمنأى عن الاستهداف الإسرائيلي أو الأمريكي في المستقبل. فإذا – لا قدر الله – هُزم حزب الله في هذه المواجهة، قد تتحول الأنظار نحو إيران كهدف رئيسي، حتى وإن لم تكن البداية منها.

تدمير المشروع النووي الإيراني كان ولا يزال هدفًا استراتيجيًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سبق أن فكر في ضرب إيران عام 2010. ولولا معارضة قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في ذلك الوقت، ربما شهد العالم تصعيداً كبيراً حينها. لذلك، ينبغي على طهران أن تكون مستعدة لجميع السيناريوهات، خاصة وأن نتنياهو قد يرى في هذه المرحلة فرصة ذهبية لتحقيق طموحاته العدوانية تجاه إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى