وزير خارجية فلسطين: علاقتنا بتركيا متينة ونفتخر بها
وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، العلاقات الفلسطينية التركية بـ”المتينة”، تعقيبا على الزيارة المرتقبة التي يجريها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى رام الله، غدا الثلاثاء.
وقال المالكي في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول بمكتبه في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، إن “العلاقة الفلسطينية التركية متينة وقوية منذ فترة طويلة، ونعمل على تقويتها بكل الطرق”.
وتابع: “نفتخر بعلاقتنا مع تركيا، وهناك علاقة تربط بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والتركي رجب طيب أردوغان، وتنتقل على كل المستويات، حيث تربطني علاقة قوية مع نظيري مولود تشاووش أوغلو”.
وأردف: “نعمل معا من أجل رفع الظلم وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، بما فيها (تمكينه من) حقه في تقرير مصيره”.
وتابع: “نحن على ثقة أن الجهود التي تبذلها الدولة التركية يجب أن تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني”، مبينا أن “العلاقة مع تركيا ثابتة وتتقدم لمزيد من العمل الثنائي”.
ورحّب المالكي بزيارة نظيره التركي المقررة لرام الله الثلاثاء على رأس وفد حكومي، والتي يجري خلالها جولة في مدينة القدس.
وقال إن هذه الزيارة تأتي “لعقد الجولة الثانية للجنة الوزارية الفلسطينية التركية، وللعمل على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وأعرب عن ثقته بأن اجتماع هذه الجولة في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية سيعزز هذه العلاقات، مع توقيع اتفاقيات سترسخ العلاقات على المستويات كافة.
الانتهاكات الإسرائيلية
وفي موضوع آخر، ندّد المالكي “بالانتهاكات الإسرائيلية، ضد الشعب الفلسطيني”، وقال إن “دولة الاحتلال تستثمر عدم وجود مساءلة ومحاسبة لها من قبل المجتمع الدولي لارتكاب مزيد من الجرائم”.
وتابع: “المطلوب مساءلة ومحاسبة الاحتلال على الجرائم، والمطلوب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، وأن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته بصفته المعني بفرض السلام والأمن في العالم”.
وأضاف أن “الشعب الفلسطيني ما يزال يعيش نكبة مستمرة منذ عام 1948، بفعل تقاعس المجتمع الدولي، والشعب يدفع وحده ثمن تقاعس وارتباك وضعف وتخاذل المجتمع الدولي”.
وشدد على أن “المجتمع الدولي ساهم في خلق القضية الفلسطينية وعليه أن يساهم في وضع حد لهذه المعاناة”.
وأردف: “أن سلطات الاحتلال ماضية في عمليات الهدم والاستيطان غير القانوني بالضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية”.
وأشار إلى أن الفلسطينيين في منطقة مَسافر يطّا جنوبي الضفة الغربية يعيشون “النكبة من جديد عبر محاولات إسرائيل لترحيلهم من مساكنهم”.
واستطرد: “قد لا تكون مَسافر يطّا آخر المناطق المستهدفة، والإعلان عن بناء آلاف وحدات استيطانية جديدة مؤخرا قد لا يكون الإعلان الأخير”.
وتابع: ” الاحتلال مستمر في جرائمه في ظل غياب المساءلة والمحاسبة”.
وفي 4 مايو/أيار الجاري، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية رفض التماس مقدم من أهالي 12 تجمعا سكنيا في مَسافر يطّا جنوب الخليل (جنوب) ضد قرار إعلانها مناطق إطلاق نار، ما يعني هدمها وتهجير سكانها.
ووفق بيانات حركة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية، يوجد نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
ويعتبر القانون الدولي الضفة الغربية والقدس الشرقية أراضٍ محتلة، ويعد جميع أنشطة بناء المستوطنات فيها غير قانونية.
شيرين أبو عاقلة
وكشف المالكي عن أن بلاده رفعت قبل يومين، ملفا خاصا بمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة (51 عاما)، مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية، إلى المحكمة الجنائية الدولية (مقرها في لاهاي بهولندا).
وفي 11 مايو/أيار الجاري، قُتلت أبو عاقلة جراء إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية عسكرية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
واتهمت كل من شبكة “الجزيرة” والسلطة الفلسطينية جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعمد قتل أبو عاقلة بينما كانت ترتدي سترة الصحافة، فيما أعلنت “إسرائيل” عن فتح تحقيق وقالت إنها “لا تستبعد أي فرضيات”.
وقال المالكي: “نتواصل مع الجنائية الدولية منذ أن انضممنا لميثاق روما (المؤسس للمحكمة)، ولدينا نشاط وفعالية كبيرة”.
وأضاف: “نرفع تقارير دورية بشكل شهري (إلى المحكمة) حول الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال ونظام الفصل العنصري الذي تمارسه، ويتم رفعها للمدعي العام لضمها لبقية التقارير التي تؤسس للحالة في فلسطين”.
وتابع: “ما حدث في مقتل أبو عاقلة جريمة، تم توثيقها من قبلنا ورفُع ضمن آخر تقرير قبل يومين إلى مكتب المدعي العام”.
ودعا الوزير المحكمة إلى أن تضيف جريمة مقتل أبو عاقلة إلى مجموع الجرائم التي يتم توثيقها من قبل المحكمة، من أجل التحقيق الرسمي الذي تنتظره فلسطين لمحاسبة دولة الاحتلال.
وعود بايدن
وبشأن العلاقة الفلسطينية الأمريكية، قال المالكي إن “بلاده تشعر بأن هناك بطئا شديدا لترجمة وعود إدارة الرئيس جو بايدن”.
ووصف الموقف الأمريكي بـ”الخجول والتقليدي”، وقال إن “الولايات المتحدة توفر الدرع الواقي لدولة الاحتلال الإسرائيلي من المحاسبة والمساءلة”.
وأوضح أن واشنطن تستخدم “قوتها بالضغط على الدول الأعضاء في مجلس الأمن (لمنعها) من اتخاذ قرارات تدين الاحتلال وتفرض عقوبات عليها، عبر التلويح باستعمال حق النقض (الفيتو)، كما تستخدم دعمها المالي والسياسي للدول للضغط عليها لحماية الاحتلال الإسرائيلي”.
وتابع: “نشعر أيضا أن هناك تراجعا في بعض تلك الالتزامات، ولا نريد أن نصل لمرحلة إعادة النظر في العلاقة، نريد أن نعطي فرصة أخرى تثبت فيها الإدارة الأمريكية أنها لا تكيل بمكيالين ولا تتعامل برؤيا مختلف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.
وقال المالكي إن واشنطن المنشغلة بملفات أبرزها الأزمة الأوكرانية والملف الصيني والأزمة المالية العالمية، لا تعطي أهمية للقضية الفلسطينية إلا إذا ما فرضت نفسها على الأجندة الدولية.
وتابع: “الإدارة الأمريكية لا تتحرك إلا في حال شعرت أن القضية سوف تزعج الاحتلال وتؤثر على علاقاتها بدول الجوار”، ودعا إدارة بايدن إلى الإيفاء بالتزاماتها التي قطعتها.
وعام 2018، أغلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن، وفي العام التالي أغلق قنصلية بلاده في القدس الشرقية وجعلها قسما في السفارة الأمريكية لدى الاحتلال بعد نقلها من “تل أبيب” إلى القدس، وقطع كامل الدعم المالي عن الفلسطينيين، بما في ذلك الدعم المقدم لوكالة “أونروا”.
وقبل انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، تعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس وهو ما لم يتم حتى الآن، لكن واشنطن استأنفت تقديم المساعدات لـ”أونروا”.
شطب حركة “كاخ” الإسرائيلية
وأعرب المالكي عن استغرابه من قرار واشنطن شطب حركة “كاخ” الإسرائيلية، من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وقال: “نستغرب هذه الخطوة التي جاءت من الإدارة الأمريكية، لأن حركة كاخ ما زالت موجودة من خلال ورثة كاهانا في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)”.
وأضاف: “ما يزال ورثة الحركة يعبّرون عن كرههم للشعب الفلسطيني، ويدعون لطرد شعبنا من أرضه.. هي الآن (واشنطن) تعطيهم الحرية والشرعية بالحركة”.
وتابع: “هذه خطيئة وقد عبّرنا عن رفضنا لهذه القرار وطالبنا بالعودة عنه، ونعمل على توفير الوثائق التي تثبت أنها حركة إرهابية”.
والجمعة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية شطب 5 منظمات تنشط في مناطق مختلفة بالعالم من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بينها حركة “كاخ” اليهودية المتطرفة.
وتعتبر دول الاتحاد الأوروبي وإدولة الاحتلال الإسرائيلي نفسها “كاخ” حركة إرهابية، ومنعت “تل أبيب” عام 1988 الحركة وقائدها مائير كهانا من المشاركة في الانتخابات آنذاك.