ياسين أقطاي يروي تجربته في معرض الكتاب العربي الدولي
انطلق معرض الكتاب العربي في إسطنبول بنسخته السادسة، السبت الماضي 9 أكتوبر/تشرين الأول، في القاعة التاسعة بمركز إسطنبول للمعارض. يتم تنظيم المعرض كل عام منذ 7 أعوام على التوالي إلا العام الماضي فقط 2020، وذلك بسبب التدابير التي فرضها فيروس كورونا.
ينظّم المعرض كلٌّ من جمعية الصحافة والنشر، وجمعية محترفي الطباعة والنشر التركية، والجمعية الدولية لناشري الكتب العربية، ويشارك فيه هذا العام نحو 250 ناشرًا من 23 بلدًا مختلفًا. وبذلك يكون أكبر معرض عربي للكتاب يقام خارج الوطن العربي، من حيث عدد الناشرين المشاركين وعدد زوار المعارض بشكل عام.
وعلى هذا الاعتبار، يمكن اعتبار معرض الكتاب العربي بإسطنبول من أفضل المعارض المقامة في العالم العربي. بل يمكننا القول أنه الأفضل على الإطلاق، من حيث تنوع الكتاب والأفكار على الأقل، لأن العديد من الكتّاب والناشرين لا يمكنهم المشاركة في المعارض الكبرى التي تقام في عدة دول عربية مهمة.
إن بيئة الكتاب التي تتطلب حسب طبيعتها وجوهرها جوًّا من الحرية، تتجسد الآن في معرض إسطنبول للكتاب.
انطلق معرض الكتاب العربي في إسطنبول لهذا العام تحت عنوان “حلّق بالمعرفة”. انطلاعقًا من مفهوم أن المعرفة والفكر يمنحان الإنسان أجنحة تمكنه من التحليق بحرية نحو أفق جديدة متجاوزًا الحدود.
إن الكتاب بإمكانه بذر روح الحرية في الإنسان حتى ولو كان في بيئة خالية من الحرية في الحقيقة، ويعلّم الإنسان كيفية تحطيم الجدران والأبواب الة حوله، مهما بلغ عدد أبواب وجدران الزنزانات التي يقبع خلفها.
إن إقامة معرض الكتاب العربي في مدينة إسطنبول تزامنًا مع الذكرى العاشرة للربيع العربي تكتسب معنى مختلفًا. لأن إسطنبول باتت مدينة يفر إليها الناس هربًا من بلدان القمع السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان والانقلابات ضد الربيع العربي، علّهم يجدون في ذلك مأمنًا وأملًا في تحرير بلدانهم.
هناك حقيقة باتت أكثر وضوحًا مع انطلاق معرض الكتاب العربي في إسطنبول، ألا وهي أن مدينة إسطنبول أضحت مركزًا مهمًا للغاية لنشر الفكر العربي. يكفي أن نعلم بأن عددًا كبيرًا من الناشرين العرب أصبح لديهم الآن فروع في إسطنبول، بل إن بعضهم انتقل بالكامل إلى هنا.
لم تعد مدينة إسطنبول مجرد مصدر إلهام لإصلاح أونهضة الفكر العربي والإسلامي، بل باتت مركزًا مهمًا للنهضة والإصلاح.
من ناحية؛ يحضر جميع الناشرين البارزين في العالم العربي إلى هذا المعرض، ومن ناحية أخرى يلتقي العديد من الكتّاب بقرائهم سواء عبر جلسات النقاش أو فعاليات التوقيع. كما أن المعرض يوفر مساحة مهمة تنشط فيها اللقاءات والاتصالات للإسهام في ترجمة كتب الناشرين من العربية للتركية أو العكس. وفي هذا الصدد نشير إلى أن هناك مئات الكتب تُرجمة ونُشرت منذ انطلاقة المعرض الأولى.
ويشير في هذا السياق رئيس جمعية الناشرين العرب، بشار شبارو، خلال كلمته الافتتاحية للمعرض، أن معرض الكتاب العربي بإسطنبول، انطلق بالفعل كجسر بين عالمين ولغتين، وهو يعمل كطريق مزدوج متبادل.
وفي الحقيقة يجدر الإشارة هنا للحوافز التي تقدمها وزارة الثقافة التركية من أجل تطوير العمل في هذا المجال، وبفضل البرنامج الذي يشجع على ترجمة الأعمال التركية ليس فقط إلى العربية بل إلى شتى اللغات، نجد أن الأعمال المترجمة من التركية إلى لغات أخرى وصلت للآلاف.
يستمر معرض الكتاب العربي بإسطنبول حتى يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويتخلله العديد من الأنشطة مثل الندوات وجلسات التوقيع والرسم ومعرض للصور والنحت.