100 معتقل في ظروف مأساوية بمعسكر منشة… محطات رعب وتعذيب في معسكرات الاحتلال
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إنّ المعتقلين المحتجزين في معسكر “منشة” الإسرائيلي ينفّذون منذ أيام خطوات احتجاجية، حيث أبلغوا المحامين خلال مثولهم أمام المحكمة عبر تقنية الفيديو (كونفرانس) أمس، أنّهم شرعوا بإضراب عن الطعام احتجاجًا على الظروف الاعتقالية الصعبة والقاسية التي يواجهونها.
وأوضحت الهيئة والنادي أنّ عدد المعتقلين المحتجزين في معسكر “منشة” حتى تاريخ أمس بلغ نحو 100 معتقل. يُشار إلى أنّ المعسكر هو واحد من عدة معسكرات استحدثها الاحتلال الإسرائيلي في ضوء تصاعد حملات الاعتقال في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة.
ويقع معسكر “منشة” شمال الضفة بالقرب من معسكر “سالم”، ويتبع إداريًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي. ويشابه ذلك معتقلي “عتصيون” و”حوارة”، التابعين إداريًا لجيش الاحتلال، حيث استُحدثا خلال الانتفاضة الثانية مع تصاعد حملات الاعتقال، ولاحقًا أبقى الاحتلال عليهما لاحتجاز معتقلين جدد. ويُعرف المعتقلان بأنهما من أسوأ مراكز الاعتقال.
وأشارت الهيئة والنادي إلى وجود عشرات التقارير الحقوقية التي وثّقت طبيعة الظروف الاعتقالية القاسية والمذلة في هذه المعسكرات. وقد تضاعفت هذه الانتهاكات مع الحرب، حيث جرى استخدام التعذيب بشكل مكثف بحقّ المعتقلين، وخصوصًا في معتقل “عتصيون” الذي تحوّل بعد الحرب إلى ساحة تعذيب وتنكيل بالأسرى، وفق شهادات موثقة.
وأكدت الهيئة أنّ الاحتلال يتعمّد احتجاز العشرات من المعتقلين في “عتصيون” لفترات طويلة، ما يجعل أمنيتهم الوحيدة الخروج من هذا المعسكر الذي يُمثّل محطة إذلال ورعب للمعتقلين.
وبيّن أحد المعتقلين خلال جلسة المحكمة أنّ معسكر “منشة” يفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة؛ فلا مياه دافئة تُتاح في ظل البرد الشديد، ولا عيادة أو ممرض رغم وجود أسرى يعانون من مشاكل صحية منذ فترة طويلة. كما يعاني المعتقلون من جريمة التّجويع والنقص الحاد في الملابس، علمًا بأنّ المعسكر جديد وجميع من فيه معتقلون جدد رهن التوقيف.
وأضافت الهيئة والنادي أنّ الاحتلال يفرض قيودًا وتعقيدات كبيرة على زيارات المعتقلين في “منشة”. ومنذ استحداثه، سمحت الإدارة بزيارة واحدة فقط. وأكدت الجهات المختصة أنّها تعمل قانونيًا عبر المحامين لتحسين أوضاع المعتقلين ونقل مطالبهم، وكذلك للسماح بزيارتهم.
ودعت الهيئة والنادي إلى إغلاق معسكري “عتصيون” و”حوارة”، إلا أنّ الاحتلال يعمل على توسيع دائرة المعسكرات التابعة للجيش، مثل معسكر “منشة” ومعسكرات أخرى استُحدثت لمعتقلي غزة مثل معسكر “نفتالي”.