بتوقيت القدس

100 شهيد بالضفة الغربية المحتلة منذ مطلع العام الجاري .. “محصلة”

استشهد ما لا يقل عن 100 فلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ مطلع العام الجاري، في زيادة هائلة في العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب أحدث تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وتشمل قائمة الشهداء مقاومين وشبانا أطلقوا النار أو رشقوا الحجارة أو القنابل الحارقة على قوات الاحتلال، ومدنيين عزّلا ومارة، ومتظاهرين ونشطاء مناهضين للاستيطان، وأفرادا نفذوا هجمات بالسكاكين أو استخدموا أسلحة أخرى ضد جنود إسرائيليين.

ولا يشمل التقرير قائمة الفلسطينيين الذين قتلوا هذا العام أثناء تنفيذ الهجمات داخل المستوطنات.
وكان آخر الشهداء شابا يبلغ من العمر 18 سنة، قُتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي السبت في القدس، بعد أسبوع شهد إطلاق قوات الاحتلال صاروخًا مضادًا للدبابات على منزل في جنين.

واعتمد تقرير الـ”بي بي سي” على مجموعة من المصادر بما في ذلك التغطية الميدانية لهيئة الإذاعة البريطانية، والتقارير الإعلامية الإقليمية والبيانات الرسمية التي تمت الإشارة إليها مع التقارير الواردة من المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.

وقال التقرير إن الشهداء المئة سقطوا سواء برصاص شرطة الاحتلال وجيشه أو برصاص مستوطنين أثناء عمليات تفتيش واعتقال وهدم منازل عقابية، ما يجعل هذا العام في طريقه ليصبح الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 2015.

وبينما تعرب جماعات حقوق الإنسان عن قلقها المتزايد، تظهر الأرقام أن ما يقرب من خُمس الشهداء الفلسطينيين كانوا من الأطفال (19 طفلا شهيدا)، وكان أصغرهم يبلغ من العمر 14 عامًا.

ويتعلق الأمر بالطفل محمد صلاح، الذي أطلق عليه جنود الاحتلال النار في أواخر شباط/ فبراير الماضي بالقرب من جدار الفصل العنصري الإسرائيلي جنوب بيت لحم.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه ألقى قنابل حارقة على الطريق لكنه لم يذكر لماذا استخدم الرصاص لمنع ذلك، فيما تقول عائلة الطفل إنه لم يكن قريبًا من الطريق عندما قُتل بالرصاص.

في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق فوري بعد وفاة الطفل ريان سليمان (سبع سنوات) في بلدة تقّوع جنوبي بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، الذي استشهد في أثناء ملاحقته من قبل جنود الاحتلال بعد خروجه من مدرسته الخميس، فيما يزعم الاحتلال أن التحقيق الأولي لم يجد أي صلة بين الملاحقة ووفاة الصبي.

وكان أكبر الشهداء رجلين يبلغان من العمر 80 عامًا في حادثتين منفصلتين، حيث استشهد أحدهما، وهو عمر الأسد، فلسطيني حامل للجنسية الأمريكية، متأثرا بنوبة قلبية بعد تقييده وتكميمه من قبل قوات الاحتلال خلال تفتيش قرية في كانون الثاني/ يناير الماضي.

وزعم جيش الاحتلال في وقت لاحق أنه علّق ضابطين من مناصب قيادية وأحال الملف إلى محققين عسكريين، دون أن يكشف عن نتائج التحقيق.

وبحسب التقرير، فقد استشهد معظم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا برصاص جنود الاحتلال خلال عمليات البحث والاعتقال العسكرية أو الاحتجاجات المناهضة للاحتلال.

وقالت “بي بي سي” إن كفاءة الجيش الإسرائيلي أو استعداده للتحقيق مع نفسه بشأن عمليات قتل الفلسطينيين أصبحت موضع تساؤل بشكل متزايد هذا العام.

وبعد استشهاد صحفية قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين، أدلى مسؤولون إسرائيليون بتصريحات مضللة لوسائل الإعلام، قبل تحقيق داخلي أخير يشير كذباً إلى أن جنديا أطلق عليها النار بالخطأ لأنه أطلق النار عليه من قبل مسلحين من موقعها في الموقع، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.

وقُتلت غادة ساباتين، وهي أرملة تبلغ من العمر 47 عامًا، برصاص جندي إسرائيلي من مسافة قريبة في 10 نيسان/ أبريل في قرية حوسان قرب بيت لحم بعد أن قال جيش الاحتلال إنها “تجاهلت أوامر بالتوقف”.

وذكر تقرير لاحق صادر عن وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن الفلسطينية كانت تعاني من إعاقة بصرية ولم تكن مسلحة، فيما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد ذلك أنه فتح تحقيقا في وفاتها.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إنها ستسعى إلى إضافة العديد من قضايا هذا العام إلى التحقيق الحالي الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب محتملة ترتكبها إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في أحدث تقرير لها استشهاد 145 فلسطينيا في الأراضي الفلسطينية منذ بداية عام 2022 بما يشمل؛ القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وسجل بحسب التقرير الصادر حتى يوم 8 أيلول/سبتمبر الماضي في الضفة الغربية والقدس استشهاد 93 شهيدا وفي غزة 52 آخرين، حتى التاريخ المذكور.

ومع تصاعد المواجهات في الضفة الغربية، وفق المعلومات الصادرة عن وزارة الصحة، فقد استشهاد 11 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة بعد تاريخ التقرير المذكور، وبذلك يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية والقدس إلى 104 بينهم نحو 38 شهيدا من جنين فقط.

“أبريل الأكثر دموية”

وفي 30 حزيران/ يونيو الماضي، أصدر التجمُّع الوطني لأُسر شهداء فلسطين تقريراً كشف فيه أنّ عدد الشهداء الفلسطينيين الّذين ارتقوا خلال النصف الأول من العام الجاري 2022 جرّاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي بلغ 77 شهيداً فلسطينياً.

وأشار التقرير إلى أنّ عدد الأطفال الذين استشهدوا منذ بداية العام، بلغ 15 طفلاً كان أصغرهم الشهيد محمد رزق شحادة صلاح (14 عاماً) الذي استشهد بتاريخ 23 شباط/ فبراير من الخضر في بيت لحم بالضفة المحتلة.

ولفت التقرير إلى أنّ أكبر الشهداء سناً هو عمر عبد المجيد أسعد (80 عاما) من قرية جلجيليا شمالي رام الله واستشهد بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير، والشهيد سليمان الهذالين (80 عاماً) من قرية أم الخير في الخليل، حيث استشهد بتاريخ الـ17 من الشهر ذاته.

وفي ختام تقريره، بيّن التجمُّع أنّ أكثر الشهور دمويةً كان شهر نيسان/ أبريل، حيث بلغ عدد الشهداء خلاله 23 شهيداً.

عمليات ضد الاحتلال

في المقابل، يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل روتيني أنه يعمل لحماية المدنيين والجنود من “أعمال الشغب العنيفة” أثناء المداهمات أو الاحتجاجات، بينما يدافع المسؤولون الرسميون عن قواعد الاشتباك التي تسمح باستخدام الذخيرة الحية.

وبحلول منتصف آذار/ مارس، أحصى تقرير الـ”بي بي سي” 20 شهيدا فلسطينيًا.

وأشار التقرير إلى استشهاد 49 فلسطينيًا في قطاع غزة خلال عمليات قصف شنها سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال التقرير إن العام الجاري عرف أكبر عدد من الهجمات المسلحة ضد قوات الاحتلال، وارتفع معدلها بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي. وقدرت الرقم 170 بحلول منتصف أيلول/ سبتمبر، بحسب ما نقلته الهيئة عن جيش الاحتلال.

وقالت “بي بي سي” إن ذلك جاء وسط انهيار السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية، التي تتمتع بصلاحيات محدودة لحكم المدن الفلسطينية.

وخلال الشهر الماضي، رصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” 833 عملا مقاوما، أدت إلى مقتل إسرائيلي واحد وإصابة 49 آخرين، بعضهم بجراح خطرة.

واستشهد وفق تقرير “معطى” 17 فلسطينيا بينهم مقاومون، في ست محافظات مختلفة، منها في محافظة جنين وحدها، بينما أصيب 359 آخرون.

وشهدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال تصاعدا ملحوظاً، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال التي جرى رصدها من قبل المركز 75 عملية، من ضمنها 28 في جنين و 30 في نابلس، كان أبرزها عملية إطلاق النار قرب حاجز الجلمة بجنين، التي نفذها الشهيدان أحمد أيمن إبراهيم عابد (23 عاما) وعبد الرحمن هاني صبحي عابد (22 عاماً)، والتي أدت لمقتل ضابط في جيش الاحتلال.

ونفذ الشهيد محمد أبو جمعة (23 عاماً)، من سكان الطور شرقي القدس المحتلة، عملية طعن بطولية قرب حاجز بيت سيرا جنوب غربي رام الله، أدت إلى إصابة 8 مستوطنين، وارتقاء المنفذ شهيداً برصاص جنود الاحتلال.

وكان عدد عمليات الطعن أو محاولة الطعن اثنتين، وعمليات الدهس أو محاولة الدهس اثنتين، وعمليات زرع أو إلقاء العبوات الناسفة 21، وعمليات إلقاء الزجاجات الحارقة 34، وعمليات تحطيم مركبات ومعدات عسكرية 27، وعمليات حرق منشآت وآليات وأماكن عسكرية ستة، وعمليات إلقاء مفرقعات نارية عشرة.

وشهدت الضفة والقدس 17 مظاهرة شعبية، و80 عملية مقاومة لاعتداءات المستوطنين، إضافة إلى 310 مواجهات للاحتلال بأشكال متعددة.

وسجلت محافظات نابلس والقدس والخليل أعلى وتيرة في عمليات المقاومة، حيث بلغت على التوالي 190 و139 و135 عملية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى