130 ألف نازح من شمال غزة.. معاناة داخل خيام لا تقيهم من الموت أو البرد

مع تصاعد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، تتواصل موجات النزوح الجماعي باتجاه مدينة غزة، حيث يواجه النازحون أوضاعًا إنسانية قاسية داخل مخيمات إيواء مؤقتة.

شهدت مدينة غزة إقامة مخيمات مؤقتة في ساحات عامة، ونوادٍ، وملاعب لاستقبال النازحين من الشمال. تضم هذه المخيمات مئات العائلات التي اضطرت إلى الهروب من جحيم القصف والدمار، إلا أن هذه الخيام البدائية تعاني من نقص حاد في إمدادات الطعام والماء، إضافة إلى الأجواء الباردة التي تزيد من معاناة السكان.

ورغم الجهود الشعبية والمبادرات الخيرية لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات، إلا أن الإمكانيات المتاحة تبقى بعيدة عن تلبية الاحتياجات اليومية المتزايدة للنازحين.

تهجير قسري بأرقام مفزعة

قبل بدء العمليات العسكرية في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان يقطن في شمال القطاع حوالي 200 ألف فلسطيني. ومع استمرار العدوان، نزح ما يقرب من 130 ألف شخص، وفقًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

توجه معظم النازحين إلى مدينة غزة، خصوصًا المناطق الغربية والوسطى، في ظل رفضهم الانتقال إلى جنوب القطاع، رغم أوامر الاحتلال بذلك.

وفي إطار سياسة الحصار المطبق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي منع الاحتلال إدخال أكثر من 8 آلاف شاحنة مساعدات وبضائع منذ بدء العدوان، مما فاقم الأزمة الإنسانية.

مع ازدياد أعداد النازحين، لم تعد منازل الأقارب أو مراكز الإيواء في المدارس كافية لاستيعابهم، ما دفعهم للجوء إلى خيام لا تقيهم من البرد أو الغارات الجوية.

وفي مخيم أقيم في حي النصر غربي مدينة غزة، تعيش عشرات العائلات النازحة من شمال القطاع وسط ظروف حياتية صعبة، حيث لم يسمح الاحتلال للنازحين بأخذ أمتعتهم أثناء النزوح، مما جعل حياتهم اليومية قاسية ومجردة من أبسط مقومات العيش الكريم.

مأساة مستمرة بدعم دولي

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب “إسرائيل” إبادة جماعية مدعومة أمريكيًا في غزة، أسفرت عن أكثر من 151 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب 11 ألف مفقود.

وفي واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، يعيش مليونا نازح داخل القطاع من أصل 2.3 مليون نسمة تحت تهديد المجاعة والقصف المستمر.

جرائم بلا رادع

ورغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، تواصل “إسرائيل” تجاهل المجتمع الدولي، مستمرة في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.

“إسرائيل” اليوم تواجه واقعًا مريرًا من المحاسبة القانونية والأخلاقية، إلا أن الجرائم المرتكبة ضد النازحين والمدنيين في غزة تكشف عن مأساة إنسانية تفوق كل التصورات.”

Exit mobile version