مشروع سكني في أعزاز لإسكان الفلسطينيين المهجرين في الشمال السوري
بدأ في مدينة أعزاز بريف حلب شمال سوريا، العمل في مشروع إنشاء وحدات سكنية لإسكان العائلات الفلسطينية المهجّرة في مخيّم دير بلّوط وعدد من المناطق الأخرى، بشكل مجّاني، حسبما أفادت مصادر مطلعّة على سير المشروع وتفاصيله لـ ” بوابة اللاجئين الفلسطينيين”.
وأضافت المصادر، أنّ الهدف من المشروع هو انتشال اللاجئين الفلسطينيين، من معاناة السكن في الخيام، حيث سيضمن في حال اكتماله، سكناً لائقاً لنحو 350 عائلة فلسطينية سيجري نقلها إلى المساكن الجديدة، على أن يجري إختيار المستفيدين وفق نظام الأولويات، لتكون الأولوية الأولى لإسكان الأيتام والأرامل، والثانية لسكان مخيم دير بلوط والشرائح الأكثر تضرراً في واقعها الإيوائي من سكان أعزاز وعفرين من الفلسطينيين.
المصادر أوضحت، أنّ المشروع قد بدأ أوائل شهر حزيران/ يونيو الجاري بمبادرة من أحد اللاجئين الفلسطينين المقتدرين من سكّان مدينة الباب بريف حلب، حيث أقدم على شراء قطعة أرض لتنفيذ المشروع، الذي بدأ العمل في مرحلته الأولى على مساحة 12 دونماً قابلة للتوسعة، بواقع 120 وحدة سكنيّة، حيث ستتضمن شققاً تتراوح مساحاتها بين 50 إلى 55 متراً، في حين يطمح القائمين على المشروع، إلى تلقي دعماً من جهات فلسطينية ومؤسسات لاتمام كافة مراحله المقدّرة بـ 3 مراحل.
وبحسب المقرر، سيجري انشاء 3 كتل سكنيّة على شكل طولي، يفصل بين الكتلة والأخرى شارعاً، وستتراوح مساحات الوحدات السكنيّة فيه بين 40 متراً إلى 65 متراً، على أن تُمنح كل أسرة بحسب حجمها، وحدة سكنيّة بالمساحة التي تُناسبها.
كما سيتضمّن المشروع، مضافة عامّة ومبانٍ للمكاتب الإداريّة الخاصة بالجهات المعنيّة بتسهيل شؤون اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين في الشمال السوري، إضافة إلى آبار مياه ارتوازيّة ستغذّي الساكنين بالمياه بشكل مجّاني.
وأكّدت المصادر أن الأسر التي ستنتقل إلى المشروع ستتسلّم وحداتها جاهزة للسكن وبشكل مجاني بالكامل، شريطة أن لا تتصرّف بالوحدة السكنيّة وبيعها قبل 10 سنوات من السكن.
وحول تكاليف اتمامه، أكّدت المصادر أنّ المشروع الذي بدأ بمبادرة فرديّة، ويحتاج إلى حشد جهود الحريصين على تحسين الواقع الإيوائي والمعيشي للاجئين الفلسطينيين المهجّرين، لرفد المشروع بالموارد الماليّة والتطوعيّة لاتمامه بالشكل الذي خُطط له.
وبحسب المصادر، فإنّ المشروع سيضمن للفلسطينيين المهجّرين في مخيّم دير بلّوط على وجه الخصوص، حياةً كريمة، ولا سيما في ظل تحوّله إلى مكان غير صالح للعيش سواء من النواحي الإيوائيّة و الأمنيّة، لذلك يطمح القائمين على المشروع أن يجري استكماله في أسرع وقت ممكن.
ويعاني اللاجئون المهجّرون في الشمال السوري، من ظروف إيوائيّة وصحيّة ومعيشيّة قاسيّة، وذلك منذ تهجيرهم قسراً من مُخيّم اليرموك ومناطق جنوبي دمشق، في أيّار/مايو الماضي 2018، حيث أودعوا في عدد من المخيّمات، وسط تهميش كامل من قبل الجهات الفلسطينية الرسميّة ووكالة “أونروا”.
ويسكن في مخيّم دير بلوط أكثر من 200 عائلة فلسطينية مهجّرة، من ضمن 1535 عائلة فلسطينية تعيش في عموم مناطق الشمال، ويعتبر المخيّم الأكثر سوءاً من حيث الخدمات، حيث يفتقر لنقطة صحيّة ويعاني سكّانه من التلوث البيئي وانتشار الأمراض.