أردوغان يفتتح “البنتاغون التركي” .. فما القصة ؟
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، إطلاق مشروع جديد يضم أقوى وزارات تركيا، أطلق عليه اسم “الهلال والنجمة”، وذلك في منطقة “إيتي مسغوت” بالعاصمة التركية أنقرة، مشددا أنه “صرح يزرع الخوف في قلوب العدو ويمنح الثقة للأصدقاء”.
جاء ذلك خلال مراسم احتفال وضع حجر الأساس للمشروع الذي سيجمع مقرات وزارة الدفاع وهيئة الأركان وجميع قيادات القوات التركية، بجانب المبنى الجديد لجهاز الاستخبارات التركية MIT، المعروف باسم “القلعة”، والذي افتتحه أردوغان العام الماضي.
وشارك في حفل وضع حجر أساس المشروع إلى جانب أردوغان، كل من وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ورئيس الأركان العامة يشار غولر، وكذلك جميع قادة القوات وكبار المسؤولين.
وفي نطاق المشروع، سيتم بناء مبانٍ جديدة على شكل “الهلال والنجمة”، حيث سيتم نقل مقر وزارة الدفاع التركية أولا ثم جميع قيادات القوات الأخرى في مرحلة لاحقة، إلى المبنى الذي أطلق عليه الكثيرون “البنتاغون التركي”، في تشبيه له بمقر وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون”.
ويأتي الغرض من إنشاء المشروع، تعزيز التعاون والتنسيق بين القيادات العليا في وزارة الدفاع التركية، فضلا عن أن مقر قيادة القوات التركية ووزارة الدفاع يقعان حاليا في منطقة “كيزلاي” في أنقرة، التي أصبحت إحدى المناطق المكتظة بالسكان.
وسيتم ضمن نطاق المشروع المقرر الانتهاء منه في 19 أيار/مايو 2023، تجميع جميع الوحدات والقيادات تحت سقف مشترك.
وتم تصميم “الهلال والنجمة” على أرض تبلغ مساحتها حوالي 12.6 مليون متر مربع، كما أنه سيتم إنشاء مساحة مغلقة تبلغ 890 ألف متر مربع إجمالاً.
وسيتمكن ما مجموعه 15 ألف فرد من الخدمة في المشروع الجديد، كما سيكون هناك أيضًا مكان لإقامة الاحتفالات بمساحة 23 ألف متر مربع وسط المبنى.
وكانت فكرة المشروع طرحت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذها تنظيم “غولن” الإرهابي مساء 15 تموز/يوليو 2016.
ويقع “الهلال والنجمة” على مقربة من مبنى جهاز الاستخبارات التركية MIT المعروف باسم “القلعة”.
وفي كلمة له خلال الحفل، قال أردوغان “سنجمع في مشروع (الهلال والنجمة) وزارة الدفاع وهيئة أركاننا وجميع قيادات قواتنا”.
ولفت إلى أن “إنشاء مثل هذا الصرح يستحوذ على أهمية بالغة في فترة يتحدث فيها العالم عن الهجمات الإلكترونية والسيبرانية”.
وأكد أردوغان أن “المبنى الذي سيتم تشييده، لن يكون مجهزا بأحدث التقنيات فحسب، بل سيتميز أيضًا بحساسيته للبيئة”.
وأشار إلى أن المبنى الجديد سيكون “صرحا يزرع الخوف في قلوب العدو ويمنح الثقة للأصدقاء”.
و سيكون هناك قاعات مؤتمرات بسعات مختلفة في الهيكل على شكل هلال الذي يعطي المشروع اسمه.
وواصل “سيكون المشروع مفيداً لأمتنا وبلدنا وجيشنا، وأعتقد أن هذا المشروع الذي لا شك فيه سيضيف القوة لجيشنا البطل ولعاصمتنا وهذه المنطقة”.
كما أثنى الرئيس التركي على كل من ساهم وسيساهم في المشروع، مهنئا المهندسين المعماريين بشكل خاص.
وأكد أنه يؤمن ويثق في شركة المقاولات التي ستنفذ المشروع، وأنه لا يشك أنه سيكتمل بناءه في وقت قصير جدا.
في 6 كانون الثاني/يناير 2020، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المبنى الجديد لجهاز الاستخبارات التركية “MIT”، والذي أطلق عليه اسم “قلعة”، وذلك في منطقة “باغليجا” بالعاصمة التركية أنقرة.
وتم بناء مبنى جهاز الاستخبارات على مساحة 5000 دونم بعيدا عن المناطق السكنية.
ومن أهم ميزاته أنه محاط بجدران اسمنتية ضد التنصت وضد عمليات التسلل، وبأسلاك شائكة يبلغ ارتفاعها 3 أمتار تم تصميمها بشكل يطابق متطلبات الاستخبارات التركية إلى 100 عام قادمة، كما يستحيل الوصول إليه من دون تصريح.
وفي شهر تموز/يوليو 2019، أجرى أردوغان زيارة إلى المبنى، من أجل متابعة وتفقد مجريات عملية البناء، واطلع خلال زيارته على التقنيات الحديثة التي تم استخدامها في عملية بنائه.
ويعتبر جهاز الاستخبارات الوطنية التركية من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، من خلال جهوده وانجازاته ونجاحاته في أخطر العمليات التي أشرف عليها، ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها PKK/PYD وداعش وغولن.
كما لعب الجهاز دورا مهما للغاية، في 15 تموز/يوليو 2016، بإفشال محاولة الانقلاب التي قام بها تنظيم “فتح الله غولن” الإرهابي، وشارك حينها أفراد الجهاز ميدانيا ضد الانقلابيين.
وكان أردوغان تحدث عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، عن عمل جهاز الاستخبارات وضرورة الاهتمام أكثر به من خلال تطويره، وطرح فكرة إعادة هيكلته وفصله إلى جهازين أحدهما للداخل والآخر للخارج، مثلما هو معمول فيه في أمريكا.
يذكر أن أول مبنى لجهاز الاستخبارات التركية بُني عام 1965، بمنطقة “جامع حاجي بيرام”، بهدف جميع المعلومات الاستخباراتية لجهة رسمية تكون مسؤولة عن تنظيم سياسة الأمن القومي للدولة التركية.