صور ووسائط

تركيا.. متحف الشوكولاتة في بورصة يجذب اهتمام السياح العرب

يجذب متحف “الآثار المصنوعة من الشوكولاتة” في مدينة بورصة التركية، التي كانت عاصمة الدولة العثمانية لمدة 39 عاما، اهتمام الزوار المحليين والأجانب، وفي مقدمتهم السياح القادمين من البلاد العربية.

ويحتوي المتحف على نماذج مصغرة مصنوعة من الشوكولاتة لأهم القطع والأوابد الأثرية التي تزخر بها مدينة بورصة، التي تحتضن معالم تاريخية تنتمي لعدة حضارات أبرزها الحضارة العثمانية.

وتم استخدام حوالي 8 أطنان من الشوكولاتة في صناعة “نماذج مصغّرة للقطع والأوابد الأثرية” المعروضة في المتحف المقام على قطعة أرض بمساحة 3 آلاف متر مربع، منها 900 متر مربع مساحة مغطاة، وذلك في إطار مبادرة أطلقها 4 رجال أعمال من أبناء المدينة.

في المتحف، يتم عرض نماذج مصغّرة لمبانٍ تاريخية مثل النزل والحمامات والمدارس والجسور والمساجد، متواجدة في بورصة التي لعبت دورًا مهمًا في تاريخ الدولة العثمانية وكانت عاصمتها لمدة 39 عامًا (1326 – 1365).

ومن بين الأعمال الموجودة في المتحف الذي استقبل أكثر من 10 آلاف زائر منذ افتتاحه قبل نحو 3 أشهر، تماثيل لبعض رجال الدولة والفنانين الأتراك، إضافة إلى نموذج مصغر لشجرة الدلب الشهيرة في التاريخ العثماني “إين قايا جيناري” البالغة من العمر 614 عامًا، والتي شهدت جميع فترات الدولة العثمانية.

وتحظى النماذج المصغرة المصنوعة من الشوكولاتة باهتمام كبير من السياح المحليين والأجانب، وخاصة القادمين من البلاد العربية، وقد تم الحفاظ على تلك القطع من خلال نظام صيانة وتكييف.

وقال مسعود قرملي، أحد مؤسسي المتحف والفنان الذي أنتج مجموعة واسعة من الأعمال الفنية فيه، إنه عاش في بلجيكا لأكثر من 25 عاما وتلقى تعليمًا أكاديميًا حول نحت الشوكولاتة.

وذكر قرملي في حديثه للأناضول، أنه فاز بالمركز الأول عام 2014 في مسابقة جرى تنظيمها في بلجيكا للنحت على الشوكولاتة المصنوعة يدويا.

وأضاف: “كنت بحاجة لدافع من أجل المساهمة في تطوير ثقافة الشوكولاتة في تركيا، كان هذا المتحف هو الدافع الحقيقي لبدء العمل على نحت تلك النماذج المصغرة، إن الهدف من إنشاء المتحف هو المساهمة في تطوير ثقافة الشوكولاتة من خلال تسليط الضوء على التاريخ”.

وأشار أن متحف “الآثار المصنوعة من الشوكولاتة” هو الثالث من نوعه في تركيا، لأنه سبق أن افتتح أول متحف له في منطقة “صفران بولو” بولاية “قره بوك” (شمال)، وكذلك في منطقة “بودروم” بولاية “موغلا” (غرب).

وشدد قرملي على أن بورصة لديها تاريخ غني وعريق جدًا، مشيرًا أن نماذج مصغرة مصنوعة من الشوكولاتة لجسر “إرغاندي” التاريخي والجامع الكبير (أولو جامع) في بورصة، يعتبران من أهم المعروضات الموجودة في المتحف.

ولفت إلى أنه عمل بعناية فائقة على صناعة شجرة الدلب الشهيرة في تركيا “اين قايا جيناري” باستخدام مادة الشوكولاتة، لأن هذه الشجرة تمثل قيمة تاريخية تعكس أصالة الدولة العثمانية وتراثها.

الحفاظ على سلامة الشوكولاتة سر نجاح العمل

وأوضح قرملي أن رائحة الشوكولاتة تنشط هرمون السعادة لدى الإنسان، وأنه أثناء تصميم المجسمات المصغرة في المتحف، نظر إلى حجم المبنى وأجرى عمليات حسابية لعدد أطنان الشوكولاتة التي يجب أن تستخدم لكل متر مربع.

وأفاد أنه يستخدم تقنيات خاصة في نحت الشوكولاتة، تمكن من تطويرها، عبر عمله الطويل في مجال الفنون الجميلة.

وتابع: “في الواقع، جمعت هنا بين فن الطهي وتقنيات النحت والفنون الجميلة، وهكذا تمكنت من تشكيل النماذج المصغرة التي ترونها الآن في متحف الشوكولاتة. هناك اهتمام سياحي عربي مكثف بالمتحف”. المجتمع العربي يحب الشوكولاتة كثيرًا.

وبيّن قرملي أن الشوكولاتة تعتبر أحد المنتجات الغذائية القابلة للتلف، وأن سر الحفاظ على سلامتها، يكمن في إجراء صيانة شهرية للمجسمات المصغرة ونظام التكييف الموجود في صالات العرض.

وقال: “في الحقيقة، ليست درجة الحرارة هي التي تفسد الشوكولاتة، إنها الرطوبة. إذا حافظت على الرطوبة ووضعت درجة الحرارة تحت السيطرة، وإذا قمت بإجراء صيانة دورية، فستحافظ الشوكولاتة على شكلها الخارجي وجودتها”.

نهدف لتشكيل 120 جسم مصغر من الشوكولاتة

وقال كمال جنبلاط، أحد رجال الأعمال الأتراك المؤسسين للمتحف، إن افتتاح المتحف أمام الزوار جاء بعد حوالي 6 أشهر من الأعمال التحضيرية.

وأوضح جنبلاط أنه وأصدقائه مؤسسي المتحف سوف يقومون في المستقبل القريب بافتتاح أكاديمية للأطفال، لصناعة ونحت الشوكولاتة، تحتوي على قسم يعنى بتطوير مهارات البالغين أيضًا.

وأضاف: “نريد من خلال الأكاديمية تقديم الشوكولاتة الحقيقية للزوار. في الوقت الحالي بدأنا بإنتاج قطع شوكولاتة لمجسمات أبرز القطع والمباني الأثرية التاريخية في بورصة”.

وأكمل: “أنجزنا حتى الآن مجسمات مصغرة ترمز لـ 30 قطعة تاريخية، لكننا نهدف لنحت مجسمات مصغرة لـ 120 قطعة ومبنى تاريخي”.

من جهتها، قالت غدير الجمعة، إحدى زائرات المتحف من الكويت، إنها تحب مدينة بورصة كثيرًا، وقد جاءت إليها مع زوجها وطفلها من أجل الاستمتاع بزيارة المتحف ومشاهدة أبرز الأعمال الفنية المصنوعة من الشوكولاتة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى