تركيا ستشهد انتعاشا اقتصاديا خلال المرحلة المقبلة يتصدرها تدفق الاستثمارات
قال مستثمرون أتراك وأجانب، إن تركيا ستكون خلال الفترة المقبلة محط اهتمام ونشاط المستثمرين الأوروبيين، الذين سيزيدون حجم استثماراتهم، بعد أن بدأت مؤخرا بعض الشركات العالمية بتوجيه إنتاجها واستثماراتها إلى تركيا.
ومؤخرا، وجهت بعض الشركات العالمية العاملة في قطاعات الأثاث والمنسوجات والأدوية والتعبئة والتغليف، إنتاجها واستثماراتها إلى تركيا، بعد الاضطرابات الخطيرة التي تعرضت لها حركة التجارة العالمية.
ومع بدء مرحلة الانتعاش الاقتصادي، أدت الانقطاعات التي أصابت سلاسل الإنتاج وخاصةً في البلدان الآسيوية، إلى نشوء عجز في مواجهة الطلب المتزايد.
ووجهت العديد من الشركات الأوروبية وعلى رأسها، شركة الأثاث السويدية الشهيرة “ايكيا” (IKEA)، وشركة الملابس الجاهزة (LPP) ومقرها بولندا، مراكز إمداداتها إلى مراكز أقرب وأكثر استقرارًا مثل تركيا.
كذلك، من ضمن الشركات الأجنبية “بورينغر إنغلهايم” (Boehringer Ingelheim)، وشركة “دي دبليو روسابليس” (DW Reusables) الدولية ومقرها بلجيكا.
وقال ماريك نوفاكوفسكي، رئيس غرفة التجارة التركية البولندية، إن بيئة الاستثمار والحوافز في تركيا جيدة للغاية، وأن هذا الوضع سيزيد من اهتمام المستثمرين البولنديين بتركيا.
وأضاف نوفاكوفسكي لوكالة الأناضول: “تركيا شهدت خلال المرحلة الماضية إقامة مجموعة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة مصدرها بلدان الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى استثمارات أخرى من مختلف أنحاء العالم”.
وقال: “الصناعات الكيميائية التي تدخل في صناعة السيارات والبناء تعتبر في طليعة القطاعات التي ستشهد اقبالا من قبل المستثمرين البولنديين”.
“لقد تمكنت تركيا خلال المرحلة الماضية، من تطوير البنية التحتية اللوجستية وافتتاح خطوط مهمة للسكك الحديدية”.
إضافة إلى ما سبق، فإن البلدين تركيا وبولندا يستعدان لافتتاح خط للسكك الحديدية، ما يعني توفير مزيد للدعم اللوجستي للشركات العاملة في البلدين، بحسب نوفاكوفسكي.
محط اهتمام المستثمرين
بدوره، ذكر ممثل غرفة التجارة البولندية التركية، قوراي آق غل أوغلو، أن المستثمرين البولنديين مهتمون أيضا بقطاعي المعدات الطبية ومستحضرات التجميل.
وأضاف: “يدرك المستثمرون البولنديون التطور السريع في هذه القطاعات.. تخطط بعض الشركات البولندية لفتح سلسلة متاجر في تركيا وحتى خطوط للإنتاج.. والخطوة التالية هي الاستثمار في تركيا التي يبلغ حجم سوقها ضعف حجم السوق البولندية”.
وذكر “آق غل أوغلو”، أن الشهر الجاري سيشهد انعقاد مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، سيجمع مجموعة كبيرة من المسؤولين في شركات صناعة مستحضرات التجميل العاملة في تركيا وبولندا”.
“يدرك المستثمرون والشركات البولندية قوة تركيا في سوق الشرق الأوسط، ويريدون تعزيز مجالات نشاطهم في هذا السوق وتصدير منتجاتهم إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحتى بلدان الشرق الأدنى والأقصى”.
وتيرة تصاعدية
من جهته، قال طغرل شرمت، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة لتركيا وبلجيكا ولوكسمبورغ، إن شركة “دي دبليو روسابليس” (DW Reusables) الدولية ومقرها بلجيكا، أعلنت مؤخرا قيامها باستثمارات مباشرة في تركيا.
وأضاف شرمت، أن الاضطرابات في سلسلة التوريد العالمية بعد جائحة كورونا شكلت نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وتركيا.
وأشار شرمت إلى أن حركة الاستثمارات في تركيا ستشهد تطورات إيجابية خلال المرحلة المقبلة، وأن هذه التطورات ستنعكس بصورة إيجابية على حجم التجارة الخارجية”.
ولفت الانتباه إلى حقيقة أن المشاكل التي حدثت في قطاع سلسلة التوريد العالمية وإمدادات الحاويات، دفع الشركات الأجنبية إلى البحث عن موارد بديلة في المناطق الجغرافية القريبة.
انخفاض قيمة الشحن
بدوره، قال قدير قورتولش، رئيس مجلس إدارة بيت التجارة الروسي التركي، إن تركيا توفر العديد من المزايا الاقتصادية للجهات المستثمرة، بما في ذلك الموقع الجيوسياسي والبنية التحتية اللوجستية الحديثة وحزم الحوافز المرنة.
وذكر أن تركيا توفر أيضا موقعا آمنا ومستقلا لنقل موارد الطاقة إلى الدول الأوروبية، كما أن موقعها الجغرافي يؤثر بشكل إيجابي في انخفاض قيمة الشحن وبالتالي قيمة التكلفة.
وذكر قورتولش أن ما يقرب من ألفين و130 شركة برأسمال روسي تعمل حاليًا في تركيا، وأن التعاون بين البلدين في القطاع الزراعي آخذ في الازدياد، بالتوازي مع استمرار التعاون في العديد من المجالات.