مقالات

مشعل في لبنان… ونقلة نوعية في جبهة التوافق

عماد عفانة – كاتب ومحلل سياسي

يعتبر وصول خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج إلى لبنان، زيارة مستحقة، خاصة بعد الحادث الذي وقع في مخيم برج الشمالي، في أعقاب قيام الامن الوطني الفلسطيني بإطلاق النار على موكب تشييع الشهيد حمزة شاهين ما أدى إلى استشهاد ثلاثة لاجئين من أبناء المخيم، ما تسبب في توتير الأجواء في المخيمات ما انعكس سلبا على العلاقات البينية الفلسطينية، التي طالما حرصت ح.م.اس على توثيقها مع الكل الفلسطيني.

كما تسبب هذا الحادث الأليم في تصاعد التخوفات اللبنانية من تداعيات الجريمة على واقع مخيمات اللاجئين التي تزداد احتقانا جراء الحالة الاجتماعية والاقتصادية بالغة الصعوب التي تعانيها على وقع الازمة الاقتصادية التي باتت تجتاح كل المكونات اللبنانية.

من هنا تأتي زيارة مشعل إلى لبنان للعمل على إطفاء الحريق الذي كان يوشك على الاشتعال، والعمل عوضا عن ذلك على تنظيم لقاءات فلسطينية ولبنانية لناحية التباحث في مستجدات الوضع الفلسطيني، بما يضمن الوصول الى حالة من الاجماع مع القوى الفلسطينية تجاه المتغيرات على الصعيد الوطني، كما على صعيد المواجهة مع الاحتلال، في إطار التحشيد لوحدة الموقف الفلسطيني في لبنان من مشروع المقاومة.

كما من المسلمات أن يعمل مشعل على بحث اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وحقوقهم الانسانية والاجتماعية، ومتابعة المشاريع الاغاثية التي تنفذها حماس داخل المجتمع الفلسطيني، لإسناد صمود شعبنا هناك، وتثبيت اجماع اللاجئين الفلسطينيين على حق العودة، فالمخيمات مهما كانت جميلة لن تساوي ذرة من الوطن.

زيارة مشعل على رأس وفد كبير من قيادة حماس والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، لا شك أنها تهدف الى المشاركة في الفعاليات الشعبية والاعلامية التي تنظمها ح.م.اس في لبنان في الذكرى 34 لانطلاقتها، ما يؤشر إلى تزايد اهتمام حركة ح.ما.س بشعبنا الفلسطيني في لبنان، بكل ما يمثله من تاريخ نضالي، وقدرات سياسية، وحضور وطني، كيف لا وهي من أقرب الجبهات إلى فلسطين المحتلة، وكيف لا وهي الجبهة الوحيدة التي ما زال الفلسطيني يملك فيه حمل السلاح وان كان بالتوافق مع الدولة اللبنانية، بحماية مظلة العلاقة الوثيقة مع حزب الله التي تحرص حماس على توثيقها قدر الإمكان.

كما تأتي زيارة مشعل إلى لبنان في اعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الحركة إسماعيل هنية إلى لبنان صيف 2020 وما مثلته من اهمية استراتيجية، عكست مكانة حركة ح.م.اس في نفوس أبناء شعبنا الفلسطيني بغض النظر عن انتماءاته الحزبية، كما عكست ثقل موقعها في الساحة الإقليمية.

فهل سينجح مشعل بكل ما يمثله من رمزية للمقاومة في احداث اختراق نوعي لجهة احداث نقلة نوعية في جبهة التوافق الفلسطيني بما يحقق مصالح شعبنا هناك، ويزيد من آمله وثقته بالعودة التي ينتظرها منذ 73 عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى