“العودة” يُدرج وثيقة بالأمم المتحدة حول انتهاكات الاحتلال بمخيمات الضفة
أدرج مركز العودة الفلسطيني وثيقة مكتوبة لدى مجلس حقوق الإنسان الأممي، حول إضفاء “إسرائيل” الطابع الأمني على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بحجة تشكيلها تهديدات أمنيًا.
وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال تشن منذ أشهر حملة تحريض واسعة ضد الضفة الغربية مصحوبة باقتحامات ميدانية تسفر عن قتل عشرات الفلسطينيين خارج نطاق القضاء.
وأوضح أنه أودع الوثيقة وفقًا لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي 1996/31، في إطار البند التاسع من جدول أعمال الدورة الـ 51 لمجلس حقوق الإنسان: العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من أشكال التعصب، ومتابعة وتنفيذ إعلان وبرنامج عمل ديربان.
ونوه إلى أن قوات الاحتلال صعدت بشكل كبير من قتل وقمع الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية منذ بداية 2022، بحجة البحث عن من تسميهم “مطلوبين”، وقد نالت تفويضًا من القيادة السياسية بشن حرب لا هوادة فيها على من يقاومون الاحتلال، تحت ستار “الدفاع عن النفس والأمن”.
وأضاف أن الاستهداف الإسرائيلي لمخيمات اللاجئين يشمل هدم منازل أفراد عائلات المشاركين في الاحتجاجات ضد الاحتلال، وسجن الأطفال لفترات طويلة دون تهمة أو محاكمة، واستخدام القوة المفرطة والقاتلة في كثير من الأحيان، والذخيرة الحية ضد راشقي الحجارة، وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء.
وأشار إلى تهديدات متكررة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في مخيم جنين، على غرار عام 2002، بحجة أنه بات يمثل “تهديدًا لأمن إسرائيل”، وتلك التهديدات ترتبط بشكل وثيق بالتنافس الانتخابي المحموم بين القادة والأحزاب السياسية في “إسرائيل”.
وقال: “لا تنظر إسرائيل إلى مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية على أنها مناطق خطرة ومشبوهة فحسب، بل تعتبرها أيضًا ملاذات آمنة وبؤرًا لعناصر المقاومة”.
وأضاف أن” خطاب الأمننة الإسرائيلي الذي يُروّج له تحت ستار الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب، يمنح إسرائيل الضوء الأخضر للتطهير العرقي لمجتمعات اللاجئين بالضفة”.
وتابع أن” الهجمات الإسرائيلية التي لا هوادة فيها على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي أيضًا وجه آخر لخطتها لشطب الحقوق غير القابلة للتصرف للاجئين الفلسطينيين، وخصوصًا حق العودة إلى وطنهم”.
ولفت إلى أن “إسرائيل” مهدت لعدوانها على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد نحو 44 فلسطينيًا على مدار 3 أيام في آب/أغسطس الماضي، باعتقال القيادي الفلسطيني بسام السعدي في مخيم جنين، متذرعة بإحباط مساعي حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها للرد على طريقة اعتقاله.
ونوه مركز العودة إلى أن المخيمات الفلسطينية تحمل قيمة تاريخية مهمة تشهد على محنة اللاجئين الفلسطينيين في أعقاب نكبة عام 1948 التي حولت ملايين الفلسطينيين إلى لاجئين داخل الوطن وخارجه.
واعتبر أن “أخطر جانب في خطاب الأمننة الإسرائيلي، هو التجريد الممنهج من الإنسانية للفلسطينيين وعدم الحساسية تجاه معاناتهم، ويسمح نزع الصفة الإنسانية عن المجتمع الفلسطيني ككل، والفلسطينيين كأفراد، لإسرائيل بتبرير معاملتها القمعية لهم”.
وحمل مركز العودة في سياق الوثيقة، “السياسيين الإسرائيليين المسؤولية الكاملة عن قتل الفلسطينيين، لا سيما النساء والأطفال العزل الذين قتلوا بدم بارد دون أن يشكلوا أي خطر على أرواح جنود جيش الاحتلال”.